اكتشاف مخلوق بحري بحجم ملعبي كرة سلة    وظائف للأذكياء فقط في إدارة ترمب !    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    زيلينسكي يقول إن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب    ترامب ينشئ مجلسا وطنيا للطاقة ويعين دوغ بورغوم رئيسا له    إسبانيا تفوز على الدنمارك وتتأهل لدور الثمانية بدوري أمم أوروبا    "أخضر الشاطئية" يتغلب على ألمانيا في نيوم    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    "سدايا" تنشر ورقتين علميتين في المؤتمر العالمي (emnlp)    نيوم: بدء تخطيط وتصميم أحياء «ذا لاين» في أوائل 2025    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    لجنة وزارية سعودية - فرنسية تناقش منجزات العلا    نجاح قياس الأوزان لجميع الملاكمين واكتمال الاستعدادات النهائية لانطلاق نزال "Latino Night" ..    اختتام مزاد نادي الصقور السعودي 2024 بمبيعات قاربت 6 ملايين ريال    "الشؤون الإسلامية" تختتم مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في غانا    منع استخدام رموز وشعارات الدول تجارياً في السعودية    منتخب مصر يعلن إصابة لاعبه محمد شحاتة    الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    ابن جفين: فخورون بما يقدمه اتحاد الفروسية    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    رتال تختتم مشاركتها كراعٍ ماسي في سيتي سكيب بإطلاق حزمة مشاريع نوعية بقيمة 14 مليار ريال وتوقيع 11 اتفاقية    بعثة الاخضر تصل الى جاكرتا استعداداً لمواجهة اندونيسيا    القوات الجوية السعودية تختتم مشاركتها في معرض البحرين الدولي للطيران    جدة تشهد أفراح آل قسقس وآل جلمود    إحباط تهريب 380 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    القمر البدر العملاق الأخير    تركي آل الشيخ يعلن القائمة الطويلة للأعمال المنافسة في جائزة القلم الذهبي    قادة الصحة العالمية يجتمعون في المملكة لضمان بقاء "الكنز الثمين" للمضادات الحيوية للأجيال القادمة    المملكة تواصل توزيع الكفالات الشهرية على فئة الأيتام في الأردن    فريق قوة عطاء التطوعي ينظم مبادرة "خليك صحي" للتوعية بمرض السكري بالشراكة مع فريق الوعي الصحي    جامعة أمّ القرى تحصل على جائزة تجربة العميل التعليمية السعودية    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    ميقاتي: أولوية حكومة لبنان هي تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    "الخبر" تستضيف خبراء لحماية الأطفال من العنف.. الأحد    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    قتل أسرة وحرق منزلها    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الخرائط الذهنية    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    لماذا فاز ترمب؟    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من لندن إلى باريس ولوزان ويونغ فراو ... رحلة أميال طويلة . اختصرتها قطارات أوروبا في زمن استغرق ستة أيام
نشر في الحياة يوم 28 - 05 - 2007

كانت الأيام الأخيرة من نيسان إبريل مشمسة، والدفء يعمّ لندن وباريس ولوزان ويونغ فراو قمة جبلية في سويسرا ومونبولييه جنوب فرنسا، المدن الأوروبية التي زرناها خلال ستة أيام في متن القطارات الداخلية والعابرة للحدود انطلاقاً من بريطانيا الى فرنسا وسويسرا.
ربما كان هذا الطقس الدافئ مخالفاً لطبيعة المناخ في هذه المنطقة من العالم وفي هذا الفصل من السنة، وقد تكون ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة ارتفاع حرارة الأرض السبب في هذا الطقس المتغير، خصوصاً أن خبراء في المناخ يتوقعون ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات تفوق المألوف في الأشهر المقبلة.
وصادف أن زيارتنا الى هذه المدن الأوروبية والجبال السويسرية، أقلعت من لندن، المحطة الأولى في رحلتنا في قطار"يوروستار"تحت المانش وصولاً الى باريس، الذي صادف أنه صمّم برنامج"الرحلة الخضراء"الهادفة الى تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي تنتجها الرحلات في القطار نسبة 25 في المئة إضافية حتى عام 2010 . مع العلم أن القطار ينتج عشر مرات أقل من هذه الانبعاثات في الرحلة الواحدة للمسافر الواحد بين لندن - باريس ولندن - بروكسل، مقارنة بالرحلة ذاتها في الطائرة.
"حماية البيئة والمناخ"إحدى منافع السفر في القطار في أوروبا، حيث تتوافر البنية الأساسية والتحتية لشبكات القطارات المتطورة، إذ ينافس الطائرة إذا كانت مدة الرحلة تستغرق 4 ساعات حداً أقصى، بحسب ما قال مدير التسويق في Rail Europe كزافييه كيريت. والسفر في القطار داخل أوروبا محفّز في جوانب أخرى، نظراً الى الخدمات التي يقدمها والتسهيلات في الانتقال بين مدينة وأخرى ودولة وأخرى، فضلاً عن الراحة التي تؤمنها تجهيزاته الداخلية من المقاعد إضافة الى ما تنقله نوافذه من مشاهد ومناظر خلابة، خصوصاً القطارات البانورامية المخصصة للمناطق السياحية، تتعرف من خلالها على مدن أوروبا وجبالها وطبيعتها، فضلاً عن شعوبها إذ تكون على تماس مباشر مع الركاب وهم يتغيرون عند كل محطة.
ففي مجال الخدمات خصوصاً في درجة رجال الأعمال، تؤمن القطارات السريعة مثل"يوروستار"و"تي جي في"و"ليريا"الذي يصل فرنسا بسويسرا شبكة انترنت متصلة بكل مراكز الأعمال في أوروبا على مدى 24 ساعة وسبعة أيام و365 يوماً في السنة، كما يمكن استعمال الهاتف الخلوي. أما مواعيد إقلاع هذه القطارات فمرنة ومتواصلة، لذا يمكن اختيار الوقت الملائم. وتتيح السفر ليلاً والنوم فيه، فيصل المسافر الى وجهته صباحاً مستعداً للعمل أو للسياحة.
ولا تعوق القطار ظروف الطبيعة شتاء وصيفاً. كما لا يتأخر عن الوصول الى الوجهة المحددة بسبب ازدحام السير. والأهم من كل ذلك، أن المسافر في القطار يصل مباشرة الى قلب العاصمة أو المدينة، وفي بعض المدن يصل الى الفندق سيراً على الأقدام، وهذا الأمر خبرناه في خلال رحلتنا لدى وصولنا الى لوزان في سويسرا ومونبولييه في فرنسا. وأخيراً يحتاج المسافر الى أقل من 15 دقيقة في المحطة لركوب القطار. أما الكلفة وهي عنصر أساس فمقبولة اجمالاً.
Rail Europe نظمت رحلة - نموذجاً الى عدد من المدن الأوروبية ومناطقها السياحية التي تجمع الثقافة والتاريخ والترفيه، لاختبار الرحلة في القطار، مع العلم أن هناك خيارات أخرى للسفر الى مناطق أخرى في أوروبا.
لندن وشمسها النادرة
رحلتنا بدأت من العاصمة البريطانية، من مطار هيثرو ركبنا قطار الأنفاق اللندني وهي وسيلة مريحة للانتقال الى قلب المدينة مباشرة وبوقت قصير تفادياً لازدحام السير على الطرق، الى فندق Lanesborough الواقع على زاوية"الهايد بارك"في قلب لندن، والقريب جداً من معالم المدينة الأخرى الشهيرة، ومتاجر"هارودز". ويمثل الفندق، الذي أُعيد بناؤه عام 1829 ، أفضل الأعمال الهندسية والمميزة في لندن، يضم 95 غرفة و43 جناحاً، ويجمع الحداثة في بنية خدماته معتمداً التكنولوجيا بمعايير القرن ال21 ، والهندسة الداخلية والأثاث بتصاميم عام 1820 . إذ توحي لك الجدران المكسوة بالخشب البني الغامق وتصاميم الأثاث ولوحات البورتريه لشخصيات إنكليزية ترتدي أزياء القرون الماضية كأنك تقيم في غرفة في قصر ملكي، تستكملها الخدمة الممتازة.
لم تكن سماء لندن رمادية بل زرقاء صافية وشمساً ساطعة، لذا بعد إيداع حقائبنا في الغرف وتناول الغذاء، خرجنا لاستغلال الساعات التي بقيت قبل حلول الظلام للتمتع بشمس لندن النادرة، والتجول في الهايد بارك، وصولاً الى الأسواق.
في اليوم التالي، وبعد جولة في أرجاء محطة"سانت بانكراس"الضخمة في قلب العاصمة البريطانية، التي ستصبح المحطة الجديدة ل"يوروستار"اعتباراً من 14 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، حملنا الأمتعة الى محطة"ووترلو"حيث خضعنا لإجراءات تفتيش صارمة جداً، تشبه الإجراءات المعتمدة في المطارات الغربية والسبب الرئيس أخذ الحيطة والحذر الشديدين من أي أعمال إرهابية. وهنا يجب الوصول الى المحطة في وقت أبكر من موعد انطلاق القطار تحسباً لأي تأخير في عمليات التدقيق في الحقائب والأحذية، وربما إفراغ الحقيبة عن آخرها.
انطلق القطار وكان سؤالنا متى ننزل تحت المياه، كوننا نسمع عن"يوروستار"المار تحت المانش، ولكن كان هذا المرور مظلماً في نفق استغرق 12 دقيقة من أصل ساعتين و35 دقيقة زمن الرحلة الى باريس. بعد ذلك، بدأت الأرض تظهر وتمر أمامنا المدن والقرى بحقولها وبيوتها والسماء الزرقاء. لم نشعر بتعب طيلة الرحلة، فكانت المقاعد مريحة ووجبة الطعام جيدة والخدمة ممتازة. وفي انتظار الوصول تناديك القيلولة، بعد أن ينتهي الكلام والحديث، والتعليق على ما نشاهد.
باريس"الكوزموبوليتية"
وصلنا باريس في الخامسة والدقيقة 23 وكانت الشمس لا تزال مستيقظة، عجقة ناس ومسافرون من كل الجنسيات وألوان البشرة واللغات، حركة فوق العادة تدل على أهمية القطار لدى المسافرين، وسهولة التنقل به داخلياً وإقليمياً. في باص صغير انتقلنا الى فندق يقع على مقربة من كل شيء، ومن محطة قطار الأنفاق للوصول بسهولة الى الشانزليزيه أو برج إيفل الشهير. ومساء تجولنا على الشانزليزيه التي لا تخفى أسرار جمالها على أحد، ولا حركتها التي لا تهدأ ليلاً، في انتظار أن يحين موعد استعراض"الليدو"الشهير. وإذا كنت زرت برج إيفل والشانزليزيه نهاراً في زيارة سابقة، يمكن التسكع في الحي اللاتيني الهادئ بشوارعه الكثيرة التي تضم المنازل التاريخية التي أقام فيها مشاهير من المثقفين والفنانين.
لوزان الأولمبية... والرومانية
من باريس في متن قطار"تي جي في - ليريا"تابعة للشركة الوطنية للسكك الحديد الفرنسية والسكك الحديد الفيديرالية السويسرية، ومسؤولة عن الإدارة التجارية ومراقبة نوعية الخدمات على القطار السريع الذي يخدم خط فرنسا سويسرا، وينظم خمس رحلات يومية ذهاباً وإياباً إضافة الى خطوط أخرى، تصل باريس مع مدن سويسرية، استغرقت الرحلة الى لوزان نحو أربع ساعات، لم تتوقف خلالها المناظر وصور المدن والمناظر الطبيعية. وهنا يكمن حافز السفر في القطار، إذ تشعر أنك على تماس قريب جداًً مع المشاهد التي تنقلها نوافذ القطار، خصوصاً في ظل صفاء الطقس والسماء.
يمكن خلال الرحلة العمل على الحاسوب، وإنجاز بعض الأعمال المتأخرة أو تدوين الملاحظات والمشاهدات بهدوء وبكل التفاصيل، كما يمكن القراءة أو التحدث. فلا تشعر إلا بالوصول الى المحطة في قلب لوزان، ومنها صعوداًً وعلى الأقدام الى الفندق، طلعة قاسية غير معبّدة، بل مكسوة بحجارة من تاريخ المدينة. كانت لوزونا في الحقبة الرومانية، ملتقى طرق ونقاط وصل للطرق الرئيسة المؤدية الى إيطاليا من جهة، والى المتوسط من جهة أخرى. وتتعدد ميزات لوزان هذه المدينة السويسرية الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان، الأكبر في أوروبا وتتشارك فيها مع فرنسا، وتعد 250 ألف نسمة مع ضواحيها، إذ تتنوع أدوارها بين احتضانها شركات ومؤسسات ومصارف عالمية ومؤتمرات مستقطبة مجتمع أعمال عالمياً، ومنتجعات صحية ومستشفيات، واستضافتها طلاباً من كل أنحاء العالم.
يونغ فراو على ارتفاع 3454 متراً
من لوزان، ركبنا القطار في رحلة استلزمت التوقف في مدن وقرى وتغيير قطارات كثيرة، وصولاً الى منطقة يونغ فراو التي تعلو قمتها 3454 متراً، وتعد من المناطق السياحية الجاذبة. وتؤمن كل البنية لممارسة الرياضات من ركوب الخيل الى الدراجة، والتسلق والسباحة والصيد. وفي الشتاء تتنوع الخيارات بين رياضات التزلج وممارسة رياضة المشي والركض بتوفير المساحات الملائمة لها. توهمنا عملية التبديل فكانت التجربة مريحة وسلسلة، فكل قطارات المنطقة مجهزة بوسائل الراحة والاسترخاء، فضلاً عن النظافة. فالرحلة التي استغرقت من التاسعة والدقيقة 20 صباحاً حتى السابعة والدقيقة 40 مساء، من دون أي تعديل في الأوقات أو مسارات القطارات، تشدّك إليها، المناظر الطبيعية التي تستعرضها من وراء نوافذ القطارات خصوصاً البانورامي الخاص برحلات الجبال.
تبدأ روائع الطبيعة من لوزان عندما تقترب أكثر وأكثر بمحاذاة بحيرة ليمان، ومن يمين القطار مساحات شاسعة مزروعة بالكروم تعكسها مياه البحيرة.
وفي رحلة الصعود الى الجبال والقمم تدريجاً، تشعر كأن القطار يلامس المنازل، وفي بعض التعرجات يلتقط مشاهد الجبال والبحيرة والمدينة المزروعة بمنازل مسقوفة قرميداً أسود وأحمر. وتتنوع الصور كلما اقترب القطار من القمة، فيتوغل في الغابات لتظهر ما أبدعه الخالق من طبيعة يعجز أي فنان عن رسمها. كما تطالعك مناظر تتنوع بين الغابات والشلالات والأنهر الجليدية. ومن الجانب الآخر تصطف المنازل والمنتجعات وحركة سياح وشمس ساطعة جذبتهم للتمدد تحتها لحمام شمس رائع مع نسمة لطيفة في ربيع غير مسبوق بدفئه.
من انترلاكن أوست الشرقية، ننطلق في قطار يونغ فراو الى المرتفعات وصولاً الى غريندل فالد، وهي منتجع ومحطة تزلج، تستقطب سياحاً للاستجمام وممارسة رياضة التزلج، حيث تشاهد أروع مشهد لقمم لبست الأبيض الناصع.
مونبولييه: متحف في الهواء الطلق
ودعنا لوزان الراقية، وفي متن"تي جي في"دخلنا مجدداً الى الأراضي الفرنسية لنتوقف في محطتنا قبل النهائية في مدينة متوسطية هي"مونبولييه"التي تبعد سبعة كيلومترات عن البحر المتوسط. وتتميز بشمسها التي لا تغيب، ووقوعها بين الجبل والبحر. كما يشكل موقعها الجغرافي وقربها من البحر أهم ملتقى طرق تجاري في أوروبا.
تشتهر مونبولييه بأنها مدينة العلم وتعليم اللغات محتضنة أقدم كلية للطب في أوروبا، ومستضيفة 80 ألف طالب.
من محطة القطار سيراً على الأقدام الى الفندق القريب، تتفاجأ بطابعها القديم والتاريخي فتخالها قرية، على رغم جمعها كل ميزات المدينة الحديثة بدءاً من تطور بناها التحتية من اتصالات ونقل وخدمات أخرى.
وتحمل مونبولييه أوصافاً أخرى فهي أيضاً"مدينة المشاة"، و"متحف في الهواء الطلق"، تغريك أزقتها المرصوفة بالأحجار المربعة العتيقة بالتسكع فيها من دون ملل، إذ تلتقي بمعلم أثري هنا وتمثال هناك، وتكتشف فن المدينة المعماري الذي يعيدك الى الحقبات القديمة. فمعالمها تعود الى القرون الوسطى، وتحتفظ بالأدراج من الصخر والفوانيس المعلقة على قبب المنازل التي تحوّلت متاجر تحمل أسماء تجارية عالمية. لذا تتنوع الجولة بين التعرف على تاريخ المدينة والتسوق أو الاستراحة في أحد مقاهيها أو مطاعمها المنتشرة في كل مكان والمزدحمة بروادها، لتتأمل أكثر من على كرسيك تفاصيل هذه المدينة وكأنها صور تحكي ألف عام من تاريخها، فضلاً عن حركة ناسها وضيوفها التي لا تهدأ ولا تستكين قرقعة أقدامهم المسرعة، ويقدرون ب60 ألفاً يومياً.
من ساحة"الكوميديا"المشهورة التي تشكل نقطة الانطلاق الى تفرعات هذه المدينة ونقطة العودة الى وسطها، تتقاطع أقدام المشاة في الشوارع مع خطوط سير الترامواي الأزرق الكهربائي الذي يندرج في التطور الخدمي في المدينة.
وتشتهر مونبولييه بنشاطها الثقافي اللافت، وتحتضن متحف"فابر"الذي أُعيد افتتاحه أخيراً بحلة جديدة وترميم 900 لوحة فيه. وهو يعد من متاحف الفنون الجميلة الكبيرة في أوروبا، بمساحة 9150 متراً مربعاً ويعرض 1800 لوحة زيتية و4000 رسم، و300 تحفة منحوتة.
من مونبولييه الى باريس مجدداً، في متن"تي جي في"السريع في رحلة استغرقت ثلاث ساعات ونصف الساعة تعرفنا فيها عبر نافذة القطار على كل المدن الفرنسية التي مرت أمامنا وصولاً الى باريس.
وكانت عشية العودة حرة من دون برنامج، فارتأينا وداع الشانزليزيه في جولة على الرصيف، وتناول العشاء في أحد المطاعم على ضفتيه، وزيارة برج إيفل من بعدها، وعندما هممنا لدفع الفاتورة وقعت الواقعة الكابوس، بسرقة حقيبة يد إحدى الزميلات. وهكذا بقينا في المخفر لتدوين المحضر الى ما بعد منتصف الليل.
RAIL EUROPE
تتولى شركة"ريل يوروب"إدارة شبكات القطارت في كل أوروبا، والمبيعات والترويج لتذاكر القطارات خارج أوروبا لاستقطاب السياح من دول العالم. وتبيع هذه التذاكر عبر أكثر من 80 وكيلاً في 40 دولة في القارات الأربع، ولديها مكاتب تمثيل مباشرة في طوكيو وسيول ومومباي وبوينس أيرس. وشركاؤها في أوروبا ممثلون بخطوط السكك الحديد الوطنية في كل دولة، كما يسوق لهذه التذاكر عبر الخط الساخن"أورونت". ويوفر أنواعاً عدة من البطاقات والتذاكر للمسافرين الصالحة للسفر داخل أوروبا لزيارة 18 دولة مثلاً، وبطاقات للسفر داخل الدولة الواحدة أو في إقليم معين في أوروبا مثل اسكندينافيا واسبانيا وإيطاليا وسويسرا وألمانيا وفرنسا والبلقان وغيرها. كما تبيع تذاكر للسفر من مدينة الى أخرى.
ومن خلال المنتجات التي يقدمها يمكن السفر في القطار السريع وقطار الليل الذي يوفر للمسافر إجرة الفندق فيصل الى وجهته بعد أن يكون نام واستراح في القطار، ومعه كل وسائل الراحة، فضلاً عن القطارات الداخلية في الدولة، وأخيراً القطارات البانورامية التي صممت خصيصاً كي تتاح المجال أمام المسافر لرؤية المناظر الطبيعية بأنقى صورها.
من بريطانيا الى فرنسا الانتقال ب"أوروستار"وفي فرنسا تستقل"تي جي في"القطار السريع، المتصل ب"أوروستار"، الذي يغطي ساحل الأطلسي والجنوب والغرب والشمال والألب والساحل المتوسطي. ومن خلال"ريل يوروب"يمكن حجز بطاقة"سويس باس"التي تتيح زيارة سويسرا في القطارات واستعمالات متعددة في القطارات والباصات والبواخر وتدوم من أربعة أيام الى شهر. ويمكن بواسطتها استعمال الخطوط التي تشاهد من خلالها المناظر الطبيعية الخلابة التي تشتهر بها سويسرا، وهي صالحة للتنقل بين 38 مدينة سويسرية. كما لديه مكاتب تمثيل في دول الخليج وإيران ومصر ولبنان. ويمكن لمعرفة التفاصيل زيارة الموقع الإلكتروني ل"ريل يوروب": WWW.raileurope-middle-east.com
"يوروستار" ينتقل الى "سانت بانكراس"
تنتقل رحلة إقلاع"يوروستار"الى المحطة الجديدة"سانت بانكراس"الدولية في قلب لندن أيضاً، في 14 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ومع الانتقال الى المحطة الجديدة سيتقلص زمن الرحلة من لندن الى باريس ومن لندن الى بروكسل بين 23 و25 دقيقة.
ويشكل هذا الحدث أهمية بالنسبة الى تاريخ"يوروستار"منذ انطلاق خدماته قبل 12 عاماً، وسيسجل بداية حقبة جديدة في السفر بين بريطانيا ودول أوروبا، لجهة السرعة ومساهمته في تقليص الضرر على البيئة.
وستكون محطة"سانت بانكراس"اللندنية الضخمة، التي أُعيد ترميمها وباتت تتصل بخطوط القطار التي تشمل كل المناطق البريطانية، متاحة لملايين المسافرين الجدد.
وأظهرت نتائج أعمال"يوروستار"في الربع الأول من العام الجاري أنه حقق عائدات من مبيعات بطاقات السفر بلغت 142 مليون جنيه استرليني، بزيادة نسبتها 13.2 في المئة مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.