واصل ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي أمس تحركاته وجولاته على المسؤولين اللبنانيين لمعالجة تطورات الوضع الأمني في نهر البارد في شمال لبنان. وأمس زار زكي مجدداً السراي الحكومية حيث بحث مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في أوضاع المخيم من"نواحيها كافة وبخاصة الإنسانية منها"، حسبما أوضح زكي بعد اللقاء. وأشار إلى أن"المساعدات والتسهيلات التي تقدمها الحكومة والهيئات الأهلية للنازحين جيدة, وتساعدهم على تخطي الأوضاع التي يعيشونها". وكرر أن"الأوضاع في المخيم لا تزال صعبة"، موضحاً"أن كل الجهود منصبة لإيجاد مخرج لهذه الأزمة بأفضل الطرق". وكذلك زار زكي مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، على رأس وفد من الفصائل الفلسطينية ضم قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والتحالف الفلسطيني، في حضور ممثل حركة"حماس"في لبنان أسامة حمدان. وأوضح زكي بعد اللقاء أن البحث تركز على"الأزمة الطاحنة والمأساة الكبيرة التي حلت أخيراً في نهر البارد، وتداعياتها خصوصاً أن الموجودين داخل المخيم تحت النار، أما الذين نزحوا فيعانون من عدم توافر مقومات الاستقرار". وأضاف:"كان هناك توافق على أننا ندفع ثمن ظاهرة غريبة لا هوية لها، أطلقت على نفسها تسمية"فتح الإسلام"والإسلام منها براء، وهي ليست فلسطينية". وتابع:"قطعاً بحثنا في العمق، وهذه الظاهرة لا تعالج فقط بالسلاح، بل تعالج بقتل الأفكار وتعالج أيضاً بالعزل وبكل المحاولات التي لا تسمح لشظاياها أن تهدد أي جزء عزيز علينا سواء أكان مخيماً أم ضيعة أم مدينة". وأكد ان"الاتصال بين الفصائل الفلسطينية وپ"فتح الإسلام"مقطوع، ولا يوجد حوار رسمي فلسطيني مع هؤلاء النكرات". وأشار الى أن"هناك شخصيات فلسطينية ولبنانية وعلماء يجرون أحياناً بعض الاتصالات غير الرسمية". وتابع زكي:" لم يعرض علينا تحمل واجباتنا في المعركة التي تجرى هناك، وعندما يتعلق الموضوع بمعركة لا يمكن لأحد أن يدفعنا لمعركة ونحن لسنا جزءاً منها". واعتبر أن"أي تعامل داخل المخيم عسكرياً من الفلسطينيين، كأنك توسع المعركة وكأنك تقطع الطريق على الجيش". أما المفتي قباني، فأكد"أن المشكلة في نهر البارد ليست فلسطينية ولا مع الشعب الفلسطيني المقيم في لبنان والذي تبرأ هو وفصائله كلها من هذه الفتنة الباغية التي تنتحل صفة الإسلام، وإن هذا الأمر ينبغي أن يكون واضحاً لجميع اللبنانيين فهذه الفئة الباغية معظمها من غير الفلسطينيين، وينبغي أن لا يتحمل الشعب الفلسطيني أي آثار سلبية حالاً أو مستقبلاً نتيجة اعتدائها وتمردها". الى ذلك، بحث زكي في مقر ممثلية منظمة التحرير في بيروت، مع السفيرة البريطانية فرنسيس غاي في"المستجدات المتعلقة بالأوضاع السياسية العامة في لبنان وفلسطين وكذلك في نهر البارد"، بحسب ما جاء في بيان للممثلية. وأطلع زكي غاي على "الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها النازحون الفلسطينيون من نهر البارد، والحاجة الماسة للتخفيف من هذه المعاناة".