قتل حوالي خمسين عراقياً أمس، بينهم 27 في عملية انتحارية استهدفت موكب جنازة في الفلوجة، و11 آخرون كانوا على متن حافلة صغيرة في بغداد. فيما أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده. ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في الفلوجة، على بعد 50 كيلومترا غرب بغداد في محافظة الانبار المضطربة، وهي معقل لمقاتلين من السنة وتنظيم "القاعدة". وينشر الجيش الاميركي أكثر من 6000 جندي في الانبار. وفي الاسبوع الماضي قال قائد القوات الاميركية في المنطقة ان نحو 75 في المئة من المقاتلين في منطقة الفلوجة وحولها من "القاعدة" التي تشن حملة ضد زعماء العشائر والسياسيين الذين يتعاونون مع السلطة. وشكل عدد من هؤلاء الزعماء تحالفاً مع القوات الاميركية وقوات الحكومة لمحاربة التنظيم. وقال ضابط شرطة عراقي ان المفجر استهدف مجموعة كبيرة من المشيعين في جنازة رجل قتل في وقت سابق أمس. وعرف الرجل القتيل بأنه علاوي العيسوي، وهو"متعاقد عراقي مشارك في مبادرة سنية تعمل ضد مقاتلي"القاعدة"في الفلوجة". الى ذلك أعلنت الشرطة ان مسلحين أوقفوا حافلة صغيرة عند نقطة تفتيش وهمية في حي شيعي في بغداد أمس وقتلوا 11 شخصا كانوا على متنها. وأضافت ان المسلحين خبأوا قنبلة بين جثث ضحاياهم وانها انفجرت عندما وصلت الشرطة الى الموقع، ما أدى الى مقتل اثنين من المدنيين واصابة أربعة بينهم شرطيان. في كركوك أعلن مقتل ستة من عناصر حماية مدير ناحية سلمان باك 160 كلم شمال بغداد بانفجار عبوة استهدفت موكبه. وقال العقيد عباس محمد امين، مدير شرطة طوزخورماتو ان"عبوة استهدفت موكب طالب البياتي لدى توجهه الى مقر عمله ما اسفر عن مقتل ستة من حراسه واصابة اربعة آخرين بالاضافة الى البياتي نفسه". على صعيد آخر، أكد مصدر مسؤول في كركوك ان"بئراً نفطية رئيسية قرب قرية هنجيرا 40 كلم غرب كركوك تعرضت لعمل تخريبي فجر أمس". وأضاف ان"فرق الدفاع المدني بدأت العمل على اخماد الحريق الكبير الذي يحتاج الى اسابيع للسيطرة عليه". ولم يسفر التفجير عن سقوط ضحايا. من جهته، قال مصدر في الجهاز المسؤول عن حماية النفط ان"التفجير ناجم عن عمل تخريبي اثر زرع عبوة". وأن المسلحين"استغلوا فترة الفجر عندما كان الحراس نائمين للقيام بعملهم التخريبي". وغطت سحابة من الدخان الاسود سماء كركوك. وتتعرض خطوط وانابيب النفط لعمليات تخريبية بصورة متكررة خصوصاً في مناطق شمال العراق، ما يعيق تصدير النفط بشكل منتظم. من جهته، أعلن الجيش الاميركي أمس مقتل اثنين من جنوده، خلال مواجهات الاربعاء في محافظة الانبار ما يرفع الى 88 عدد الجنود الذين قضوا منذ مطلع الشهر الجاري. وبذلك يرتفع الى 3436 على الاقل عدد الجنود والموظفين الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ آذار مارس 2003. وأكد الجيش الاميركي ان الجثة التي انتشلت أمس الاربعاء من نهر الفرات هي لواحد من ثلاثة جنود خطفوا في كمين قبل اسبوعين. وأضاف الجيش ان آلافاً من قواته تواصل عمليات البحث في الحقول الزراعية في المنطقة المعروفة باسم"مثلث الموت"بحثاً عن الجنديين. وكانت الشرطة العراقية أكدت ان جثة شبه عارية مصابة بعيارات نارية وتحمل اثار التعرض للتعذيب انتشلت من الفرات في منطقة المسيب على بعد 60 كيلومترا جنوببغداد وهي لجندي أميركي. وصرح النقيب مثنى المعموري، الناطق باسم شرطة الحلة، عاصمة محافظة بابل، بأن الجثة كانت مصابة بطلقات رصاص في النصف العلوي من الجسم والرأس، وان صاحبها كان يرتدي قطعة ملابس تحتية من التي يوزعها الجيش الاميركي على جنوده، وحذاء بعنق مرتفعة وعلى ذراعه اليسرى وشم.