قتل ثلاثة جنود ألمان وستة مدنيين من اصحاب المتاجر في هجوم انتحاري شن في سوق بمدينة قندوز شمال أفغانستان أمس. وأوضح الحاكم نور محمد عمر خيل ان الجنود الألمان تسوقوا راجلين في سوق شيفيروشي حين فجر انتحاري تزنر بمتفجرات نفسه، علماً ان الاعتداء يعتبر الثاني في قندوز منذ 16 نيسان ابريل الماضي، حين قتل تسعة من رجال الشرطة في تفجير استهدف مقر الشرطة وتبنته حركة"طالبان". وأعلن محمد عمر إصابة 14 شخصاً بينهم جنديان المانيان بجروح، مشيراً الى ان 7 من المصابين الأفغان في حال الخطر. واعتبر هذا الهجوم الأكثر عنفاً ضد القوات الألمانية في أفغانستان منذ حزيران يونيو 2003، حين قتل أربعة جنود وجرح 29 آخرون، ورفع عدد الجنود القتلى الالمان الى 21 منذ عام 2002. وينتشر نحو ثلاثة آلاف جندي الماني في شمال افغانستان التي تعتبر بمنأى عن اعمال العنف اليومية، بخلاف المناطق الجنوبية والشرقية من أفغانستان. وتضم المناطق الشمالية انصاراً كثيرين ل"الحزب الاسلامي"بزعامة قلب الدين حكمتيار الذي يتحدر من قندوز ويلاحقه الجيش الاميركي بتهمة الارهاب. ولاحقاً، تبنت"طالبان"مسؤولية الاعتداءات. وجاء في موقع الكتروني للحركة أن"أحد المجاهدين الأبطال"المتحدر من قندوز هاجم دورية من الجنود الألمان". في غضون ذلك، اكد الجنرال الأفغاني سامي البدر مقتل 67 من عناصر"طالبان"في معارك اندلعت في وادي الاساي بولاية كابيسا المجاورة للعاصمة كابول شمال شرقي ليل الجمعة - السبت. وكان التحالف اشار في بيان الى ان دورية ضمت قواته وعناصر من الجيش الأفغاني وقعت في مكمن نصبه متمردون في الوادي،"وردت الدورية التي تابعت طريقها على رغم مطاردة المتمردين لها، قبل ان يتدخل سلاح الجو ويقصف مواقع المتمرين". وفي ولاية بكتيا شرق اندلعت معارك قرب سمقاني في منطقة جاجي حيث ادى تبادل النار بين القوات الافغانية والباكستانية الاسبوع الماضي الى مقتل 13 افغانياً. وقال قائد شرطة منطقة جاجي عبدالرحمن سارغانغ ان مقاتلين شيشانيين وعرباً وباكستانيين سقطوا في المعارك، وكذلك رجل شرطة. اما الجنرال مراد علي نائب قائد الجيش في المنطقة الشرقية فصرح بأن قوات التحالف صادرت 65 نوعاً مختلفاً من الاسلحة. على صعيد آخر، أعلن القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي ايساف الجنرال الأميركي جون كرادوك ان الحلف يراجع الأساليب التي يتبعها في أفغانستان لتقليص حجم الخسائر في صفوف المدنيين والتي أثارت احتجاجات طالبت باستقالة الرئيس حميد كارزاي وطرد القوات الاميركية من افغانستان. وأكد الجنرال كرادوك ان"ايساف"تدرك ان وقوع خسائر في صفوف المدنيين تنال من صدقية الحلف لدى الافغان و"هو ما لا نريده في وقت يعد دعمهم ضرورياً لإلحاق الهزيمة بمتمردي طالبان". وأشار كرادوك الى ان مراجعة أولية أجراها الحلف الأطلسي في الحوادث التي زعم مقتل مدنيين فيها، كشفت استخدام الجيش في معظم الحالات قواعد الاشتباك الخاصة به والتي تحدد متى يجب استخدام القوة. وقال:"نواجه خيارات صعبة ميدانياً في حال التعرض لهجوم، اذ قد يلجأ مسلحون للاحتماء في مبانٍ، ويتعين على قادة الحلف اتخاذ قرار في شأن امكان شن غارات جوية لقتل قوات العدو تنطوي على اخطار سقوط جرحى في صفوف المدنيين. وقال كارزاي اخيراً ان بلاده باتت لا تستطيع قبول خسائر في صفوف المدنيين، فيما اعتذر قائد عسكري أميركي عن مقتل 19 مدنياً خلال هجوم في آذار مارس الماضي.