تتحول دبي الى استوديو كبير. كاميرات مخرجي التلفزيون والسينما المثبتة في الأماكن العامة، قد تنافس قريباً، في عددها المتزايد، كاميرات حفظ الأمن. النجوم في كل مكان. بوسعك أن تتمشى في مركز "ابن بطوطة التجاري" ، قرب قرية"جبل علي"، وتلتقي الممثل المصري محمد هنيدي."الكوميديان"يصور في"الساحة الهندية"، داخل المركز الذي يمتد على 3.1 مليون قدم مربعة، مشاهد من فيلمه المقبل"عندليب الدقي". على مدى يومين كاملين، كان بوسع قاصدي العلامات التجارية الفخمة من العطور والأزياء والالكترونيات، أن يتضاحكوا وقد أعطيت لهم، للمرة الأولى ربما، فرصة الحضور داخل استوديو. الهنود لا يعرفون هنيدي، لكن وجوده في الساحة المصممة على الطريقة الهندية، يتوسطها تمثال لفيل ارتفاعه ثمانية أمتار، شد انتباهه. البسطاء منهم تستهويهم العدسة، في الغالب. يمط أحدهم رقبته علّ الفرصة تتسنى له للنفاذ الى"الكادر"، ويبتسم. العرب يعرفون صاحب"صعيدي في الجامعة الاميركية"."انه هنيدي... هنيدي بجد"، يصرخ أحد الشباب المصريين بحماسة. هناك أكثر من 100 من فريق عمل الفيلم تمركزوا في موقع التصوير، فحجب عددهم النصف السفلي من الفيل. بعدها غادروا الى الساحة التونسية المصممة على الطراز الشرقي القديم لاستكمال مشاهد أخرى بحضور الممثلين داود حسين وهبة نور. خارج المركز، على بعد مئات الأمتار، نزولاً باتجاه المركز التجاري، أوقفت منذ فترة حركة أكثر من نصف مليون سيارة من أجل رجل يرتدي زي شهريار، ويصول بحصانه على الطريق السريع في شارع الشيخ زايد في دبي. انه الممثل السوري عابد فهد يصور أحد مشاهد مسلسل"الليلة الثانية بعد الألف"الخارجية. أما المشاهد الداخلية فصوّرت في منتجع صحراوي على مسافة 40 كلم من وسط دبي، اسمه"باب الشمس"، الذي تحول الى"لوكيشن"آخر لتصوير معظم أحداث المسلسل. وعلى رغم ارتفاع درجة الحرارة التي تنبئ بموسم صيفي رطب للغابة، فإن النجوم لا يكفون عن الحضور الى دبي من أجل تصوير أعمال فنية واعلانات تجارية. وهناك ما هو أهم من الرطوبة. انها الاغراءات التي تقدمها مدينة دبي للاستوديوات، في الوقت الحالي، بتقديمها تسهيلات لجهات الانتاج السينمائي والدرامي الراغبة بتصوير أعمالها في قلب المدينة، في محاولة منها لمزيد من ترويج اسم دبي، ونشر معالمها عبر الشاشات العربية. واستحدثت مدينة الاستوديوات أخيراً، ما يعرف بإدارة"الترخيص للمواقع"ومهمتها تسهيل العمليات المتعلقة بتصوير الأفلام في دبي والإمارات العربية المتحدة، حيث تتضمن خدمات القسم استكشاف مواقع التصوير، استخراج التأشيرات، تسهيل حجوزات الطيران والفنادق وتقديم المشورة حول أفضل مواقع التصوير في الدولة، إلى جانب الترتيبات المتعلقة باستصدار الموافقات الضرورية لعمليات الإنتاج والتصوير. وفي فيلمه"عندليب الدقي"يمشي هنيدي على خطى النجم عادل امام الذي صور جزءاً من فيلمه"السفارة في العمارة"في دبي، وتم بناء قصة الفيلم بطريقة تظهر المدينة لاعباً اساسياً في الاحداث، وليس مجرد مكان للتصوير. وهو ما تتحمس له الجهات المرخصة باعطاء التراخيص في دبي، والتي تطلع على سيناريو الاحداث، قبل اعطاء الاذن بالتصوير. وسبق لشركة"طيران الامارات"، الناقلة الاماراتية العالمية، أن رفضت طلب عادل امام تصوير أحد مشاهد الفيلم على متن احدى طائراتها، لأن المشهد كان يشتمل على"تحرشات البطل بالراكبات، تحمل ايحاءات". وجرى الاستعاضة عن الامر ببناء ديكور للطائرة في مصر، حيث"قبّل"امام الراكبات. وتترك عادة للشركات المسؤولة عن المواقع حرية القرار في الموافقة على استخدامها للتصوير أو الرفض، ولا تجبر"مدينة دبي للاستوديوات"هذه الشركات على اتخاذ أي قرار. ولا تفرض الادارة تكاليف على التصوير في مواقع دبي، باستثناء ضرائب محدودة. لكن منتجي الدراما، لا يزالون يعتقدون أن هناك أمكنة أخرى، مثل البحرين، قد تكون أقل تكلفة لتصوير الأعمال الدرامية. ويتوجه الممثل والمنتج السعودي حسين عسيري في الفترة المقبلة الى البحرين من أجل تصوير مسلسله"أحلى سبعة"الذي يروي يوميات سبعة شبان عرب، من جنسيات مختلفة، يعيشون تحت سقف واحد، ويتشاركون الحياة بطريقة لا تخلو من الطرافة. من جهة أخرى، تستمر بوليوود في التوجه الى دبي، ويتم حالياً تصوير الفيلم الهندي"حكاية عربية"، ويستعرض"بطريقة جذابة الألفة التي يشعر بها الهنود في حياتهم في المدينة وذلك في إطار كوميدي مشوق"، بحسب مخرج الفيلم لال جوزيه. ويشارك في الفيلم عدد من مشاهير الممثلين من ولاية كيرلا الهندية.