بدأت مشوارها الفني في السينما من خلال الإعلانات والأفلام القصيرة وهي بعد طفلة لم تتجاوز الثالثة من عمرها، والآن أصبحت خطيبة الرجل العنكبوت "سبايدرمان"، وهو دور يجلب لها 8 ملايين دولار عن كل جزء من الفيلم علماً أن الجزء الرابع سيصور قريباً جداً. وغير ذلك لا تتردد كيرستن دانست، عن العمل في أفلام صغيرة الحجم، مختلفة كلياً عن"سبايدرمان"ومؤثراته المرئية والصوتية الضخمة. مثل"انتحار العذارى"الذي أخرجته صوفيا كوبولا ابنة عملاق هوليوود فرانسيس فورد كوبولا والذي جلب لكيرستن الترشيح لجائزة أفضل ممثلة في مسابقة"غولدن غلوبز"، ثم في السنة الماضية"ماري أنطوانيت"أيضاً من إخراج صوفيا كوبولا الذي روى سيرة زوجة الملك لويس السادس عشر التي لقيت مصرعها تحت المقصلة أثناء نشوب الثورة الفرنسية، علماً أن الفيلم شكل الحدث في مهرجان كان 2006. تبلغ دانست من العمر 25 سنة، وهي ذات جذور ألمانية وسويدية، وإن كانت مولودة في الولاياتالمتحدة. وقد عرفت الشهرة في الحادية عشرة عندما شاركت توم كروز وبراد بيت بطولة الفيلم المخيف"حوار مع مصاص الدماء"، ثم احتجبت بعض الشيء عن الشاشة ما عدا بعض الإعلانات، لتكمل تعليمها المدرسي، وعادت بعد ست سنوات بطلة للفيلم الجميل والحزين"انتحار العذارى"الذي وضعها على رأس قائمة المراهقات الواعدات في هوليوود، أسوة بكريستينا ريتشي ومينا سوفاري. تعددت بعد ذلك الأفلام الرومانسية الخفيفة في مشوار دانست إلى أن جاء"سبايدرمان"يطلقها مثل الصاروخ في مقدمة بطلات أفلام المغامرات وينشر اسمها وصيتها في العالم بفضل جزأيه الناجحين، وقد نزل الآن إلى الصالات العالمية الجزء الثالث منه الذي تتقاسم كيرستن بطولته، كالعادة، مع زميلها توبي ماغواير في دور الرجل العنكبوت. حضرت دانست إلى باريس لتروج للفيلم فالتقتها"الحياة"في مكاتب إدارة سينما"ريكس"عقب الحفل الافتتاحي الذي جمع حوالى 2800 متفرج في صالة من ثلاثة مستويات وتعد أكبر قاعة سينما في العاصمة الفرنسية. كيف تنتقلين من الملكة ماري أنطوانيت إلى خطيبة الرجل العنكبوت"سبايدرمان"بمثل هذه المهارة؟ - أنا ممثلة مخضرمة على رغم حداثة سني، وقد ظهرت في ما لا يقل عن 55 فيلماً خلال 20 سنة تقريباً، بما أنني بدأت أمارس التمثيل وأنا صبية. وخبرتي هي التي تسمح لي بالتصرف مثل أي فنانة أكبر مني سناً. وبالتالي بالانتقال المباشر من دور إلى آخر، خصوصاً من لون إلى آخر في غمضة عين. لكنني أود أن أضيف نقطة مهمة في شأن ماري أنطوانيت، وهي أنني بقيت طوال ثلاثة شهور كاملة عقب تصوير هذا الفيلم، عاجزة عن التفكير في شيء آخر وعن قراءة أي سيناريو جديد طرح علي، لأن شخصية هذه الملكة المسكينة التي رحلت في عز شبابها ضحية جهلها في أمور السياسة، وأيضاً ضحية ضعف شخصية زوجها الملك، ظلت تطاردني وتمنعني من النوم ومن تصور نفسي في إطار دور آخر، خصوصاً إذا كان الفيلم من نوع"سبايدرمان"الموجه إلى الجمهور العريض والمستوحى من كتب رسومات للصغار. وحتى الآن بعدما مر الوقت ومثلت في"سبايدرمان 3"وغيره من الأفلام، لا أزال متأثرة بماري أنطوانيت. هل لعبت المخرجة صوفيا كوبولا دوراً في حكاية تأثرك بالدور مدة طويلة عقب انتهاء التصوير؟ - أجل، فهي كانت منغمسة في السيناريو كلياً، وبدت متأثرة إلى أبعد حد بحياة ماري أنطوانيت وبالدور الذي لعبته في البلاط الملكي وفي فرنسا عموماً، بفضل ذوقها الحسن في اختيار ثيابها وديكور قصرها ومجوهراتها وحتى الوجبات التي كانت تطلب تحضيرها كلما استقبلت ضيوفها في مناسبات معينة. وقد رأت صوفيا كوبولا في ماري أنطوانيت امرأة متطورة وحديثة في طريقة تفكيرها، وبذلت كل جهودها من أجل أن تظهر هذه الصفات في الفيلم، كما بدت متأثرة بالنهاية المأسوية التي عرفتها الملكة في سن مبكر جداً. وقد نقلت صوفيا كوبولا"فيروس"ماري أنطوانيت إليَّ فصرت مثلها أستيقظ وأنام على سيرة الملكة. هل تعلمين أن الفيلم فتح الباب أمام مبتكرات عدة مثل عطر وثياب وأكسسوارات وديكورات تحمل كلها اسم ماري أنطوانيت، حتى أن قصرها في منطقة فرساي سيرمم كلياً؟ - أعلم كل ذلك، وأعتقد بأن حكاية ترميم القصر هو فكرة ممتازة ومفيدة على الصعيدين التاريخي والثقافي بالنسبة الى فرنسا، بينما لا أعير أهمية لكل ما يخص الثياب والديكورات والعطر، فهي عمليات تجارية، في رأيي، لا أكثر ولا أقل. إحياء الحادثة عملت سابقاً مع صوفيا كوبولا في فيلم"انتحار العذارى"، فهل عثرت لدى المخرجة في حينه على العقلية نفسها؟ - نعم ولا، فالسيناريو لم يتعلق بحدث تاريخي ولا بشخصيات عاشت في الحقيقة، الأمر الذي لم يسمح لصوفيا كوبولا بترك العنان لعواطفها الملتهبة تجاه هذه الشخصيات، لا بالأسى ولا بالفرح. ولكنها من ناحية ثانية، كانت قد كتبت سيناريو الفيلم وألفت شخصياته مستندة إلى حادثة مروعة وقعت في الجنوب الأميركي انتحرت إثرها مجموعة من المراهقات، الأمر الذي يفسر عنوان الفيلم"انتحار العذارى". وجاء هذا العنصر لينمي لدى كوبولا رغبة ملحة في إعادة إحياء الحادثة عبر الشاشة حتى لا تنسى أميركا ماذا حدث وحتى يفيق الشعب الأميركي على القسوة التي تسود بلده في كثير من أمور الحياة اليومية. فهي كانت منغمسة في عملها كمخرجة محاولة تصوير شخصيات المراهقات في أسلوب واقعي درامي ملموس، ولكن من دون أن تشعر هي شخصياً بعواطف محددة وتفرضها على العاملين معها حال ما حدث مع ماري أنطوانيت. أنت الآن في فرنسا حيث صُوِّر"ماري أنطوانيت"قبل سنتين، فهل تحبين هذا البلد؟ - من الصعب ألا يقع المرء في غرام فرنساوباريس بالتحديد، فأنا مولعة بباريس وبالريف الفرنسي الذي زرته أثناء تصوير"ماري أنطوانيت". وماذا عن الطعام الفرنسي، علماً أنك كنت شرهة في فيلم"ماري أنطوانيت"؟ - لقد قضيت معظم وقتي أثناء تصوير"ماري أنطوانيت"في تناول وجبات فرنسية بحتة وحلويات أعدتها بيوتات شهيرة، إلى درجة أن الهامبرغر الأميركي الذي كنت أعشقه، مثل أي شابة أميركية، صار يربي في نفسي الاشمئزاز إذا وقعت عيناي عليه. والآن عدت إلى تناول الوجبات الأميركية التقليدية، على الأقل إلى حين قدومي إلى باريس حيث بدأت أتذوق الأكل الفرنسي من جديد. أينشتاين أو فرويد هل تفكرين في الزواج وفي تكوين عائلة؟ - أجل فأنا امرأة شابة عادية جداً وأتمنى الشيء نفسه الذي تتمناه أي فتاة في الدنيا، أي الارتباط برجل يحبني ويرعاني ويحترمني ولا يشعر بالغيرة تجاه نجاحي المهني ويرغب في تكوين عائلة كبيرة معي. وهل عثرت عليه بعد؟ - اعتقدت بأنني عثرت عليه مرات عدة، لكنني كنت مخطئة في كل مرة بلا استثناء. والرد على سؤالك إذاً هو أنني لم أعثر عليه بعد. هل من الضروري بالنسبة إليك أن يكون شريك حياتك من الوسط الفني؟ - أرى أن من الأفضل لو كان زوجي فناناً حتى يستطيع مشاركتي إحساساتي الفنية على كل صعيد، فأنا أرسم إلى جوار نشاطي التمثيلي، وأغني وأكتب، وبالتالي لا أتخيل نفسي في صحبة رجل لا علاقة له بكل هذه الأشياء، حتى ولو كان يتمتع بذكاء أينشتاين أو فرويد. كثيراً ما نشرت لك صور بصحبة نجوم سينمائيين شبان؟ - نعم، وأنا فعلاً عشت حكايات عاطفية مع بعض أهل المهنة السينمائية بحثاً عن فارس أحلامي ولكن بلا جدوى، مثلما ذكرته للتو، وأنا متأكدة من شيء واحد هو امتناعي في المستقبل عن الارتباط بأي ممثل مهما بدى خلوقاً ووسيماً ومليئاً بالحسنات. صحيح أنني أحلم بلقاء فنان، ولكن في مجال فني لا علاقة له بالتمثيل. لماذا؟ - لأن الممثل بطبيعته لا يفكر إلا بنفسه ويتميز بأنانية لا تعرف الحدود، وبالتالي يعجز عن مشاركة أي شخص آخر حياة طبيعية مبنية على أساس العطاء والكرم والبناء المتقاسم. لكنك ممثلة، فهل تتميزين بهذه الصفات السلبية التي تذكرينها؟ - ربما أنني أتصف بها، وسيكون على حبيبي في اليوم الموعود أن يقرر إذا كنت أناسبه أم لا. وعلى العموم، فأنا الآن مقتنعة بأن الحياة المشتركة بين اثنين من الممثلين أمر صعب جداً، وأكبر دليل على صحة كلامي هذا، هو نسبة الطلاق المرتفعة جداً لدى العائلات المكونة من ممثل وممثلة. مثلت مع توم كروز وبراد بيت عندما كنت صبية، وهذا حلم أي ممثلة بالغة في العالم، فهل كنت مدركة للأمر في حينه؟ - لا لم أكن مدركة له اطلاقاً، وكل ما أتذكره هو انني كرهت براد بيت طوال فترة تصوير فيلم"حوار مع مصاص الدماء"لأن السيناريو فرض قيامه بوضع قبلة رقيقة فوق خدي في لقطة معينة، وأنا سئمت هذا الشيء كلياً واحتفظت به في ذاكرتي على أنه أسوأ ما حدث لي طوال حياتي. هل صحيح أنك رفضت بطولة فيلم"جمال أميركي"بسبب وجود مشهد عاطفي حميم فيه بين البطلة والنجم كيفين سبيسي؟ - هذا صحيح، وكنت بعد في السادسة عشرة من عمري حينما تلقيت العرض بأداء الدور الأول أمام سبيسي في هذا الفيلم الجميل، لكن السيناريو تضمن لقطة تظهر فيها البطلة مجردة من ثيابها وتغطيها مئات الورود الحمر، وأخرى كانت عبارة عن قبلة حميمة جداً مع كيفين سبيسي. لقد توقفت عن قراءة بقية النص عند هذا الحد ورفضت الدور بموافقة أهلي طبعاً، فورثته زميلتي مينا سوفاري، وهي بكل وضوح جريئة أكثر مني.