قتل طفل وأصيب اثنان آخران برصاص الشرطة خلال مصادمات مسلحة بين متظاهرين محتجين على انقطاع الكهرباء في البصرة صباح أمس، فيما أضرب عمال السكك الحديد عن العمل مطالبين بتحسين ظروف عملهم. وأكدت الشرطة مقتل الطفل وإصابة شخصين حين أشعل متظاهرون غاضبون في البصرة النار في إطارات السيارات، احتجاجاً على عدم انتظام ساعات قطع التيار عن مساكنهم. وأغلق متظاهرون، يعتقد بانتمائهم إلى"جيش المهدي"، الطرق المؤدية إلى مكتب الشهيد الصدر الواقع في محلة الطويسة، والتقاطعات المؤدية إلى شارع مالك بن دينار، أحد أهم شوارع المدينة. وسرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى مناطق أخرى، داخل المدينة وخارجها، حيث قطع آخرون تقاطعات وشوارع ضواحي حي الحسين والمعقل والجمهورية وغيرها. ونفى مصدر في محافظة البصرة ما تردد عن اعتداء المتظاهرين على مبنى المحافظة وإطلاقهم النار عليه، لكنه أكد لجوء بعضهم إلى أعمال عنف للمطالبة بتحسين الخدمات المدنية في المحافظة. ويعتقد بعض المراقبين بأن التيار الصدري وقوى سياسية أخرى تستثمر أزمة الكهرباء الحالية للضغط على الحكومة المحلية، خصوصاً المحافظ الذي ينتمي إلى حزب"الفضيلة"، وكانوا طالبوا بتنحيته الشهر الماضي. على صعيد آخر، أعلنت مصادر محلية أن أحد منتسبي وزارة الأمن القومي كان قتل أمس برصاص مسلحين مجهولين. وأكدت الشرطة تحرير طالبة في جامعة البصرة كانت خطفت في منطقة حي الجهاد الأمن الداخلي سابقاً. الى ذلك، نفذ عمال نقابة السكك الحديد إضراباً عن العمل، مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية وبتعديل رواتبهم، وفق جدول الرواتب أسوة ببقية موظفي الدولة. وأوضح كاظم مخيط جمعة، رئيس نقابة عمال السكك الحديد في البصرة، أن"الاضراب سيستمر حتى تستجاب مطالب المضربين الخاصة بشمولهم بسلم الرواتب الجديد وصرف مخصصات العلاوات السنوية المصادق عليها في مجلس النواب". وأكد جمعة توقف حركة القطارات بين بغدادوالبصرة بدءاً من أمس. وقال إن"الاضراب شمل عمال السكك العاملين في البصرة والمحافظات الأخرى كالناصرية والسماوة والحلة والديوانية وبغداد صعوداً إلى الموصل حيث تضامن الجميع مطالبين الحكومة المركزية بتحسين رواتبهم". يذكر أن حركة المسافرين بين البصرة وباقي المدن العراقية كانت توقفت منذ سقوط النظام السابق بسبب تردي الأوضاع الأمنية، وتعرض خطوط السكك الحديد إلى العبث والتخريب. وتقتصر حركة القطارات على نقل البضائع والوقود بين موانئ البصرة في خور الزبير وأم قصر والمحافظات حتى مدخل بغداد حيث تتوقف في مدينة الحلة.