تتأهب أجهزة الاستخبارات الايرانية الى استكمال سيطرتها على جنوبالعراق، فور انسحاب القوات البريطانية، وذلك عبر اختراق الشبكة الأمنية والأحزاب السياسية في البصرة. وأبلغت مصادر استخباراتية عراقية صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية ان ايران تخطط"كي تجني المكاسب المالية الضخمة المتوافرة من خلال حقول النفط في جنوبالعراق، ومنع الشركات الغربية من أن تكسب "موطئ قدم "لها في البصرة". واعرب الزعماء والقادة العسكريون البريطانيون والأميركيون عن القلق من الدعم الذي تقدمه طهران الى الجماعات"الارهابية"التي لا تزال تقوم بعمليات القتل اسبوعياً. وذكرت الصحيفة ان القادة العسكريين"قلقون ايضاً لأنه بعد انسحاب القوات البريطانية من البصرة في أيار مايو المقبل، كما هو متوقع، ستسيطر الميليشيات، المدعومة من ايران، على المؤسسات السياسية والأمنية هناك"ما سيؤدي الى تقويض الجهود الكبيرة التي بذلتها القوات البريطانية في المنطقة ودفعت ثمنها بمقتل 129 جندياً. وافادت الصحيفة ان"الجيش العراقي هو وحده يستطيع ان يحول دون ممارسة الميليشيات لأعمال القتل الى حد كبير لكن حدة المشكلة ستبرز عندما تنسحب القوات البريطانية من البصرة حيث سيكون ذلك بمثابة اختبار لمقدرة القوات العراقية التي ستتولى المسؤوليات الى جانب رجال السياسة المحليين". وتوقعت"ذي تلغراف"حدوث مواجهة بين قوات الجيش العراقي والميليشيات المدعومة من ايران. وكان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي حذر اول من امس من ان"ايران متغلغلة في العراق وبصماتها في كل مكان". واشارت الصحيفة الى ان ايران وجدت ان من السهل عليها"ان تتحالف مع الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان جنوبالعراق". ويتمكن الموالون لايران من تجنيد عناصر كثيرة من بين اعداد كبيرة من العاطلين عن العمل في البصرة. وشنت هذه العناصر هجمات كثيرة على الدوريات والمواقع العسكرية البريطانية هناك، في اطار صراع القوة القائم في البصرة. وتوقع مسؤول عراقي انه فور انسحاب القوات البريطانية"سيُقتل عدد كبير من السنة من أجل إرغام الباقين على مغادرة المنطقة". وافادت الصحيفة أن الذخائر والأسلحة، التي تستخدم ضد القوات البريطانية وصلت الى منطقة البصرة من ايران. وأكد ضباط الاستخبارات العسكرية البريطانية ان الحرس الثوري درب اعداداً كثيرة من العناصر الموالية لايران او المتعاطفة معها ما ساعد في زيادة دقة الهجمات بمدافع الهاون والصواريخ على الاهداف المعادية.