يختار الأميركيون الطريق الصحيح، ولكن بعد أن يختبروا الطرق الخاطئة كلها، ومنذ 28 سنة من العلاقات الإيرانية - الأميركية، لم يترك الأميركيون خطأ لم يختبروه. فمن تجميد الأموال والأرصدة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية، الى الإجحاف الذي لا يمكن التغاضي عنه في حق الجمهورية الإسلامية، منذ بيان الجزائر الى اليوم، ومناصرة الديكتاتور العراقي في هجومه على الأرض الإيرانية، والاشتباك العسكري المباشر مع الجمهورية الإسلامية في مياه الخليج الفارسي، واسقاط طائرة"ايرباص"مدنية، والعقوبات الاقتصادية على الشعب والحكومة الإيرانية، وانكار الموقع الدولي للجمهورية الإسلامية، ودعم الأحزاب المعارضة والمعادية للنظام الايراني، ومسارات أخرى غير صائبة امتلأت لائحة الأعمال الأميركية بالأخطاء. وأخيراً، انتهت أميركا الى الطريق الوحيد المتبقي لها، ويبدو أنه الصحيح، وهو التفاوض والحوار المباشر مع الجمهورية الإسلامية، والاعتراف بموقعها الاقليمي والدولي. ولكن ما هو مصير 28 سنة من الأخطاء، والإجحاف، والعنجهية، ودماء آلاف الشباب التي أريقت من غير وجه حق؟ فالدَّيْن الأميركي يبدأ منذ انقلاب 19 آب أغسطس 1952 الانقلاب على محمد مصدق. وكل سنة تزداد الديون ثقلاً. فمن يسددها؟ واذا كانت ادارة السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، بحسب نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مترددة، ولم تعط جواباً واضحاً، فالسبب هو أن أحداً لم يجب الحكومة والشعب الإيرانيين عن السؤال السابق. فالإدارة الأميركية لم تستطع اقناع الشعب. ولا يزال"الموت لأميركا"شعاره الرئيس في التظاهرات. ولا تبدو لائحة أمل في فتح استراتيجي في العلاقة بين طهران وواشنطن. والحقيقة أن عقدة استراتيجية تغلب على العلاقة بين ايران وأميركا. ولا حل لهذه العقدة الا على يد المسؤولين الأميركيين. عن صالح اسكندري ، "رسالت" الإيرانية، 13 /5/ 2007