وجهت قوات التحالف في أفغانستان ضربة قاسية الى حركة "طالبان"، بقتل أبرز قادتها العسكريين الملا داد الله مع سبعة من مرافقيه، بعد اشتباك استمر ساعات في منطقة بين إقليمي سنغين ونهر سراج في ولاية هلمند جنوب. تزامن ذلك مع اشتباك بين القوات الباكستانية والأفغانية على الحدود بين البلدين أسفر عن مقتل 7 جنود أفغان، فيما أفيد أن 55"طالبانياً"قتلوا في معارك في ولاية خوست شرق أفغانستان. راجع ص 8 وأعلنت الحكومة الأفغانية وقيادة القوة الدولية لإحلال الأمن في افغانستان ايساف أن أربع مروحيات أميركية أغارت ليل السبت - الأحد على مخبأ الملا داد الله في قرية تبعد 60 كيلومتراً عن لشكر جاه، عاصمة هلمند المحاذية للحدود مع باكستان، بناء على معلومات استخباراتية حصلت عليها القوات الأميركية. وأطلقت المروحيات النار على منازل قبل إنزال قوة أميركية مجوقلة خاضت معركة مع مقاتلي"طالبان". وأوضحت مصادر رسمية أفغانية ل"الحياة"إن داد الله كان مختبئاً في منزل شقيقته، وكشفت أن بين القتلى ايضاً أحد القادة الميدانيين للحركة. وعرض حاكم ولاية قندهار أسد الله خالد جثة داد الله للصحافيين، وظهرت رجله المبتورة ووجهه وهو ممدد، فيما تردد ان الجثة نقلت لاحقاً إلى العاصمة كابول لتفادي دفنها في قندهار أو الجنوب الأفغاني، ما قد يثير عنفاً خلال الجنازة. والملا داد الله ثالث قائد تخسره"طالبان"خلال الشهور الستة الماضية، اذ قتل الملا محمد أختر عثماني رئيس اللجنة العسكرية للحركة في غارة اميركية على سيارة كانت تقله في هلمند قبل أكثر من شهرين,، كما اعتقل الملا عبيد الله وزير الدفاع في حكومة"طالبان"السابقة، في مدينة كويتا الباكستانية قبل نحو شهرين. وبعد خسارة الحركة قادتها العسكريين الثلاثة، تتوقع مصادر أفغانية لجوء بعض مقاتليها إلى هجمات أكثر عنفاً ودموية. تولى الملا داد الله 40 سنة إعادة تشكيل الجناح العسكري ل"طالبان"بعدما اسقط الغزو الأميركي نظامها أواخر عام 2001. وتفيد معلومات أن داد الله كان وراء خطف أجانب في السنتين الأخيرتين، كما عرف عنه تشدده مع الأفغان العاملين مع المؤسسات الدولية الداعمة لحكومة الرئيس حميد كارزاي. ويتحدر داد الله من ولاية أوروزجان وسط أفغانستان، وينتمي الى قبيلة الملا محمد عمر زعيم"طالبان"، وتربطهما علاقة مصاهرة. وكان القائد العسكري"الطالباني"متزوجاً من ثلاث نساء، أنجب منهن أربعة أبناء. واعتاد على التحرك بصحبة أخيه الأصغر ملا بخت الذي توقعت مصادر إعلامية ان تنقل إليه المهمات التي كانت منوطة بشقيقه. وكان داد الله القائد العسكري الوحيد في"طالبان"الذي رفض الاستسلام لزعيم الميليشيات الأوزبكية الجنرال عبد الرشيد دوستم، بعد محاصرة قوات"طالبان"في شمال افغانستان عام 2001، وتمكن من الفرار إلى قندهار. كما أطلق عليه"الوحش الكاسر"بعد سيطرة قوات الحركة بقيادته على ولاية باميان وسط ذات الغالبية الشيعية أواسط التسعينات من القرن العشرين، وما رافق ذلك من أعمال تنكيل انتقاماً لمجزرة نفذها مقاتلو"حزب الوحدة"الشيعي في مزار الشريف ربيع 1997، أوقعت حوالى أربعة آلاف قتيل من"طالبان".