أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن موسكو ستعدل "جدياً" سياستها حيال استونيا غداة تفكيك الأخيرة نصب تكريم جنود سوفيات استشهدوا في الحرب العالمية الثانية في تالين. وحمل الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين إستونيا مسؤولية تدهور العلاقات مع بلاده و"التي باتت تتطلب تصحيحات جدية، استناداً إلى تقويم سريع وحازم وموضوعي وغير سياسي". وطالب كامينين السلطات الاستونية بتقديم توضيحات حول مصرع مواطن ينتمي إلى الأقلية الروسية في المواجهات مع الشرطة التي تلت إزالة التمثال البرونزي الذي يمثل جندياً في الجيش الأحمر ويرمز إلى الانتصار على الفاشية، ومعاقبة المسؤولين عن مقتله، علماً أن الاشتباكات أسفرت أيضاً عن جرح 96 شخصاً واعتقال حوالى 600 آخرين. كما شهدت تحطيم زجاج أكاديمية الفنون ونهبوا متاجر وممتلكات واقتحام مبنى المسرح الوطني فيما باشرت السلطات انتشال جثث الجنود السوفيات تحت النصب. وانتشرت المعارك في بلدات جوفي وكوهتلا جارفي شرق ذات الغالبية الروسية، حيث اندفع مئات الشبان في وحطموا سيارات ونوافذ. وكان رئيس مجلس الاتحاد الروسي مجلس الشيوخ سيرغي ميرونوف طلب أول من أمس قطع العلاقات الديبلوماسية مع استونيا، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استونيا وروسيا إلى تسوية خلافهما بشأن النصب التذكاري السوفياتي ب"روح الاحترام والتوافق".