تحوّل مشروع لتكريم طيارين سوفياتيين سابقين، درّبتهم القوات الأميركية على ساحل ولاية نورث كارولاينا، ضمن مشروع تجسس سري، إلى «حرب باردة» مصغرة في مدينة إليزابيث سيتي. وسعت لجنة روسية- أميركية مشتركة لأسرى الحرب، إلى تشييد نصب تذكاري لأبطال «مشروع زيبرا» السري، الذي ساهم في تدريب حوالى 300 طيار سوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، مهمتهم البحث عن غواصات ألمانية وتفجيرها. وصُنِف «مشروع زيبرا» سرياً جداً لعقود، قبل كشفه عام 2013، وانطلاق جهود لتكريم «أبطاله»، من خلال نصب تذكاري يجسّد ثلاثة طيارين: سوفياتي وأميركي وبريطاني. وافق المجلس البلدي السابق للمدينة بالإجماع على النصب، في أيار (مايو) 2017، قبل أن يسقط أثناء إعادة التصويت عليه في شباط (فبراير) الماضي، إذ عارضه ثلاثة من الأعضاء الخمسة في المجلس الجديد. وأيّدت عضو المجلس أنيتا هامر تشييد نصب في المدينة ل «تكريم أبطال سوفيات سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية»، مذكّرة بأن «أبطالاً أميركيين دُفنوا في روسيا أيضاً». واستدركت: «الأوضاع اختلفت، نعاني أوقاتاً عصيبة الآن، ولدى الناس مخاوف كبرى». وعارض زميلها جوني والتون تشييد النصب، معتبراً أنه قد يصبح «حصان طروادة». وخشي من أن «يضع الروس فيه شيئاً قادراً على تعطيل شبكة الإنترنت أو الكهرباء»، وزاد: «الروس خبراء قرصنة، ولدينا أضخم قاعدة لخفر السواحل، يمكن أن تصبح من دون جدوى إذا تسلّلوا إلى أجهزة الكومبيوتر فيها»، في إشارة إلى ملف «تدخل» موسكو في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016. وتابع: «سئمتُ مناقشة ملف النصب، وأوصي بتشييده في روسيا، حيث يمكن لأقارب هؤلاء أن يخلّدوا ذكراهم، ويزوروهم ويصلّوا لأجلهم». أما حزقيا براون، المعارض للنصب، فتحدث عن «حرب سيبرانية» مع الروس، مضيفاً: «تدخلوا في انتخاباتنا، ولم يتعهدوا الامتناع عن تكرار ذلك». وطلب الجنرال المتقاعد روبرت فوغليسونغ، وهو رئيس اللجنة الأميركية- الروسية لأسرى الحرب، مراجعة القرار، كما تمنّى رئيس مجلس المدينة بيتي باركر لو أن «التصويت حصل في وقت سابق»، معتبراً أن «الرأي العام لا يرغب الآن في التعامل مع أي شيء روسي». وخشي أعضاء في المجلس «انقساماً في المدينة في شأن النصب، فيما نحتاج إلى التركيز على ملفات أكثر أهمية». لكن مواطنين يواصلون جمع تواقيع على التماس محلي لدعم المشروع، معتبرين أنه «يُظهر للدولتين المتنافستين أننا عملنا معاً في الماضي، ويمكننا العمل معاً في المستقبل». في المقابل، أعربت موسكو عن شعور بعدم احترام مساهمة الاتحاد السوفياتي في الحرب على ألمانيا النازية، من خلال رفض تشييد النصب في المدينة التي شهدت «مشروع زيبرا» الذي جسّد تحالف الولاياتالمتحدةوروسيا ضد النازيين في الحرب العالمية الثانية. وكانت تعهدت تكاليف تشييد نصب برونزي وزنه 25 طناً، وطوله 13 قدماً، مع وضع المدينة مشروع تطوير متنزهها على نهر باسكوتانك. معلوم أن هجمات إلكترونية أغلقت مواقع لوزارات ومؤسسات حكومية ومصارف ووسائل إعلام في إستونيا، وهي من جمهوريات البلطيق في الاتحاد السوفياتي، خلال نزاع مع موسكو عام 2007 في شأن نقل تمثال للجيش الأحمر في العاصمة تالين. واتهم مسؤولون إستونيون روسيا بتدبير الهجمات.