أقبل الناخبون الفرنسيون بكثافة امس، على صناديق الاقتراع في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي يتنافس فيها 12 مرشحاً على خلافة الرئيس جاك شيراك. وساهم الطقس الدافئ والمشمس المخيم على فرنسا في حمل المواطنين على التوجه الى صناديق الاقتراع، فبلغت نسبة المشاركة في التصويت 31.21 في المئة عند منتصف النهار، وهي اعلى نسبة مشاركة منذ سنة 1981. وما يفسر ايضاً ارتفاع هذه النسبة، حماسة الناخبين حيال الحملة التي يفترض ان تشكل بداية لصفحة جديدة في الحياة السياسية الفرنسية. وباستثناء مرشح حزب"الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية"فرانسوا بايرو الذي سبق ان خاض انتخابات الرئاسة سنة 2002، فإن المتنافسين الرئيسيين، وهما: مرشح حزب"الاتحاد من اجل الحركة الشعبية نيكولا ساركوزي ومرشحة الحزب الاشتراكي المعارضة سيغولين رويال، يخوضان للمرة الأولى مثل هذه الحملة. وتختلف ايضاً هذه الحملة عن سابقاتها في كون أي من المرشحين لا يشغل منصب رئيس للحكومة، وفي كون غالبيتهم ينتمون الى جيل شاب نسبياً، إذ انهم في مطلع الخمسينات. ومنذ الصباح بدأت التلفزيونات الفرنسية تنقل صور المرشحين والمسؤولين اثناء إدلائهم بأصواتهم في مراكز الاقتراع التابعة لأماكن إقامتهم. ساركوزي وأدلى ساركوزي الذي يعد الأوفر حظاً في البقاء في السباق الرئاسي حتى الجولة الثانية بصوته في نوبيه سور سين، برفقة زوجته سيسيليا وابنتيها. وكانت إشاعات كثيرة ترددت اخيراً حول انفصالها عنه مجدداً، لكنهما ظهرا علناً جنباً الى جنب امام عدسات المصورين، وتبادلا الابتسامات مرات عدة. وقال ساركوزي الذي احاط به الصحافيون، لدى وصوله للإدلاء بصوته، انه يترقب النتائج بهدوء وأن المهم ان يقبل الفرنسيون بكثافة على الانتخابات لأنها لحظة مهمة جداً للديموقراطية الفرنسية. ورداً على سؤال عما اذا كان واثقاً اجاب:"لا أنا أركز". وأنه لا يزال هناك 15 يوماً من الحملة, وذلك في إشارة الى الجولة الثانية. واستقبل ساركوزي عند مركز الاقتراع رئيس بلدية نوبيه الذي ينتمي الى حزبه وبعض اعضاء المجلس البلدي. رويال وصوتت رويال في بلدة ميل، وبدت هادئة ومبتسمة، مرتدية سترة رمادية وفستاناً ابيض، وجالت بين الناخبين الذين تجمعوا امام المركز، وقبّلت البعض وصافحت البعض الآخر وسط هتافات"برافو سيغولين"وپ"سيغولين رئيسة". وصرحت انها ستقضي النهار في منزلها في ميل، وتعد"خطاب المساء"بمعاونة الناطقين باسمها جوليان دربيه وفانسان بليون والسيناتور دافيد اسولين. بايرو واضطر بايرو للوقوف في الصف حوالى ساعة، قبل ان يدلي بصوته برفقة زوجته إليزابيت، وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يصافح المعارف والناخبين. وقال بايرو ان هناك اهتماماً فرنسياً بما يحصل وأن الخيار المطروح على الناس شديد العمق. وكان بايرو زار الكنيسة وحضر قداساً، قبل ان يتوجه الى مركز الاقتراع، ويجد انه نسي بطاقته الانتخابية في السيارة فذهب احد معاونيه وأحضرها له. شيراك يصوّت وواكب وصول شيراك وزوجته برناديت هتافات "يعيش" أطلقها حوالى 120 شخصاً احتشدوا بانتظاره عند مركز الاقتراع في بلدة ساران. وقال رئيس بلدية البلدة ميشال بوانشوفال، انها المرة الأولى منذ توليه منصبه سنة 1989، لا تكون هناك بطاقات انتخابية باسم شيراك في انتخابات رئاسية. وتنهي هذه الانتخابات، ولايتي شيراك الرئاسيتين اللتين استمرتا 12 عاماً، قرر في اعقابهما عدم الترشح لولاية ثالثة، من حقه دستورياً. واقترع رئيس الحكومة الفرنسي دومينيك دوفيلبان وزوجته ماري لور في الدائرة الباريسية ال17 برفقة اثنين من اولادهما". وحرص دوفيلبان على نسخة من البطاقات الانتخابية التي تحمل اسماء المرشحين ال12 قبل التوجه الى الغرفة السرية. وغاب دوفيلبان تماماً عن الحملة الانتخابية، على رغم انه كان عبّر عن تأييده ساركوزي، بعدما تنافسا في الفترة السابقة على ترشيح اليمين الحاكم للرئاسة. وصوّت الرئيس السابق فاليري جيسكارديستان في بلدة شاتونان، برفقة زوجته اتيمون، من دون ان يدلي بأي تصريح، وكان عبّر عن تأييده ساركوزي في بادرة اعتبرت انها تخذل بايرو كونه مرشح الحزب الذي كان يتزعمه. وبعدما اقترع في سان كلو، وسط جهاز نظام مشدد، صرح زعيم"الجبهة الوطنية الفرنسية"اليمين المتطرف جان ماري لوبين بأنه سيمضي النهار"يتشمس"في حديقة منزله.