اتفقت اللجنة الوزارية العربية المكلفة تفعيل المبادرة العربية للسلام خلال اجتماعها في القاهرة امس على تشكيل مجموعة عمل من مصر والاردن لتسويق مبادرة السلام العربية في اسرائيل، ومجموعة عمل اخرى لتسويق المبادرة على الساحة الدولية. ودعت في بيان تلاه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إلى عقد اجتماع دولي لإطلاق عملية مفاوضات مباشرة على المسارات كافة وفقاً للمرجعيات المتفق عليها، مع تحديد إطار زمني لإنجازها. راجع ص4 وشدد سعود الفيصل على عدم وجود اي نوع من الاتصالات بين السعودية ومسؤولين اسرائيليين، مشيراً الى ان"الطريق السريع للتطبيع واضح، وهو قبول اسرائيل والتزامها المبادرة العربية للسلام والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وحل قضايا القدس واللاجئين". ويأتي اجتماع اللجنة تنفيذاً لقرارات قمة الرياض الأخيرة بتفعيل المبادرة العربية للسلام التي أطلقت للمرة الأولى في قمة بيروت العام 2002، والتي تعرض على إسرائيل سلاماً عربياً شاملاً في مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدسالشرقية والحل العادل لقضية اللاجئين والانسحاب الكامل من كل الاراضي العربية المحتلة في حرب 1967. ورأس الاجتماع سعود الفيصل، وشارك فيه وزراء خارجية كل من مصر وفلسطين وسورية والبحرين واليمن والسودان والمغرب والجزائر وتونس ولبنان والأردن وقطر. وكلفت اللجنة مصر والأردن باعتبارهما الطرفين العربيين اللذين استعادا أراضيهما ويقيمان علاقات ديبلوماسية مع الدولة العبرية"بذل جهودهما لتفعيل مبادرة السلام العربية وتسهيل بدء المفاوضات المباشرة طبقاً للفقرة 2 من قرار قمة الرياض التي تنص على التأكيد مجددا على دعوة حكومة إسرائيل والاسرائيليين جميعا إلى قبول مبادرة السلام العربية واغتنام الفرصة السانحة لاستئناف عملية المفاوضات المباشرة". وقالت الجامعة العربية في بيان إنها مستعدة لتشكيل"فريق عمل موسع من دول عربية للاتصال بالحكومة الاسرائيلية والتشاور في سبل تحقيق التسوية السلمية"في مقابل"وقف اسرائيل ممارساتها في الاراضي المحتلة، وعلى رأسها رفع الحصار ووقف بناء المستوطنات والجدار والحفريات قرب المسجد الاقصى في القدس، وكذلك العودة بالاوضاع الى ما كانت عليه في 28 أيلول سبتمبر عام 2000"، أي قبل انتفاضة الاقصى. ونفت مصر والجامعة العربية تكهنات بأن مجموعة العمل ستتفاوض مع اسرائيل على تفاصيل مبادرة السلام، وقالتا ان هذا متروك للحكومات العربية التي لها مطالب في الاراضي التي تحتلها اسرائيل وهي سورية ولبنان والسلطة الفلسطينية. وقال مسؤول في الجامعة العربية:"هذه ليست لجان تفاوض، هذه مجموعات بإمكانها شرح مبادرة السلام والرد على أي استفسارات". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت استبق اجتماع القاهرة بالإعلان أن إسرائيل تتوقع زيارة وفد رفيع المستوى من دول عربية لإجراء مفاوضات في شأن المبادرة العربية. وزاد انه في حال لم يأت الوفد، فثمة احتمال ثان بأن يتم لقاء تخطط له الولاياتالمتحدة بمشاركة عشر دول هي دول الرباعية الدولية و"الرباعية العربية"والسلطة الفلسطينية والسعودية. لكنه أضاف ان مثل هذه اللقاءات لن تكون بديلاً لمفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس"خريطة الطريق"، وهي الخطة الوحيدة التي تلزم إسرائيل. وزاد انه ليست لحكومته شروط مسبقة في كل ما يتعلق بالمبادرة العربية، لكنّ لديها موقفاً مسبقاً:"السعوديون يتحدثون عن حل عادل لقضية اللاجئين، لكننا لا نستطيع الموافقة على ما يعنيه ذلك... أي على تطبيق حق العودة. مع ذلك، لن نفوت أي فرصة لصنع السلام مع أي من أعدائنا، وإذا رغب السعوديون أو غيرهم من العرب في الجلوس معنا والتحدث عن مبادرتهم، فإننا سنتحدث إليهم".