أعلن مسؤولان في التيار الصدري ان الزعيم الديني مقتدى الصدر طلب من وزرائه الستة الانسحاب من الحكومة التي يرأسها نوري المالكي احتجاجاً على"فشله في وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من العراق". وقال النائبان من التيار صالح العجيلي وحسن الربيعي ان البرلمانيين سيستمرون في عملهم، لكنهما اكدا ان أمر الصدر لوزرائه بالانسحاب من الحكومة. على صعيد آخر، أكدت مصادر عشائرية عراقية ل"الحياة"نجاح وساطة، اضطلع بها شيوخ من الانبار، بين مجموعات مسلحة وعشائر شيعية في جنوبالعراق ووسطه"لتنقية مشروع المقاومة من أبعاده الطائفية وإعداد برنامج سياسي يطالب بجلاء الاحتلال". ويغذي الاضطراب الأمني المتواصل، وعجز الحكومة المحلية عن محاصرة العنف الطائفي والحزبي، تحركات عشائر في الجنوب شيعية لمساندة مجموعات مسلحة وعشائر في غربهاسنية في حربهما المزدوجة ضد الاحتلال وتنظيم"القاعدة". وأودت أعمال عنف في مناطق متفرقة من العراق بحياة 50 شخصاً بينهم 29 في ثلاثة انفجارات بسيارات مفخخة في بغداد استهدفت تجمعات للمدنيين. فيما عثرت الشرطة المحلية على 6 جثث، خمس منها لسائقي شاحنات ايرانيين، والسادسة لعراقي في بلدة قرب الحدود بين البلدين. أعلنت قوات التحالف مقتل جنديين بريطانيين واصابة ثالث بجروح في حادث تصادم مروحيتين بريطانيتين اثناء تحليقهما في منطقة ريفية غرب التاجي 40 كلم شمال بغداد السبت. وقال الشيخ علي الفارس، أحد كبار شيوخ عشائر الدليم الامين العام لمجلس العشائر العراقية والعربية، إن اتصالات"حصلت بالفعل بين شيوخ عشائر في محافظاتالبصرة والناصرية والعمارة وكربلاء وبابل والديوانية ذات الغالبية الشيعية، وقادة مجموعات مسلحة فاعلة، ضمن مساعي هذه الاطراف لإعلان برنامج سياسي موحد للمقاومة يحظى بتأييد العشائر الشيعية فضلاً عن العشائر السنية". ولفت الشيخ الفارس في اتصال مع"الحياة"الى ان الحكومة التي تحاول مد خطوط اتصال مع المسلحين، ليست على علاقة بهذا التحرك الذي بادر به قادة فاعلون لم يسمهم لإعلان جبهة موحدة للمقاومة العراقية، واعطائها بعداً وطنياً وتنقية صفوفها من المتطرفين والميليشيات التي تقاتل تحت راية طائفية". وقال انه أجرى سلسلة اتصالات مع شيوخ عشائر في الجنوب ومع مجموعات مسلحة"رئيسية للإعداد لمؤتمر يدعم المقاومة وينبذ الفكر التكفيري"، مؤكداً ان"عشائر الجنوب عرضت مساعدة عشائر الانبار". وتخوض عشائر ومجموعات مسلحة عراقية حرباً معلنة ضد تنظيم"القاعدة"في هذه المحافظة. وقال الشيخ ستار ابو ريشة، زعيم"مجلس انقاذ الانبار"أنها أسفرت عن القضاء على معظم خلايا"القاعدة". لكن الشيخ الفارس اشار الى ان التنظيم ما زال يحافظ على وجود قوي في الانبار ونقل مراكز قياداته الى محافظات أخرى،"لافتا الى ان المواجهة المسلحة مع المتطرفين يجب ان تتزامن مع مواجهة أخرى مع الميليشيات التي تتمركز في الجنوب الشيعي وهذا ما تعهدت به العشائر". ويلفت خبراء في الشأن العراقي الى ان تجربة"مجلس انقاذ الانبار"واحتمال توسيعها لتشمل محافظات عراقية اخرى، ربما تكون طوق النجاة الوحيد المتبقي لإنقاذ الحملة الأميركية، فيما تشعر عشائر الجنوب بأن الصراعات بين الاحزاب الشيعية المتنفذة في مناطقها سيؤول الى صراع مسلح. ولمح الفارس الى ان الحكومة فشلت في استقطاب مجموعات مسلحة كبيرة الى العملية السياسية الحالية، على رغم اجرائها اتصالات واسعة النطاق شاركت فيها دول عربية واسلامية بسبب الخلل في بنية العملية السياسية واستمرار الاحتلال. وقال ان"المقاومة سعت في المقابل الى تأمين دعم عشائري شيعي تمهيداً لإعلان مشروع موحد للعمل المسلح يكون المدخل لمفاوضات مع الولاياتالمتحدة الاميركية برعاية عربية ودولية تضمن انسحاب قواتها من العراق". وسادت أجواء التوتر محافظة البصرة، إثر تحذيرات أطلقها المحافظ محمد الوائلي حزب الفضيلة من السعي الى تنظيم أحزاب، بينها"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"، تظاهرة أمام مبنى المحافظة و"نشر الفوضى فيها"، فيما قالت مصادر أخرى ل"الحياة"ان الوائلي الذي يتهم اجهزة الشرطة بالتواطؤ مع الميليشيات"استقدم عشرات المسلحين من أبناء عشيرته لمواجهة الموقف". وخصص مجلس النواب حيزاً كبيراً من جلسته امس لمناقشة احتمال تفجر الوضع الأمني في البصرة بالتزامن مع سلسلة اتصالات أجراها رئيس الوزراء نوري المالكي لمنع خروج التظاهرة.