مع دخول خطة "فرض القانون" الامنية في بغداد شهرها الثالث لا تزال العاصمة تعيش اجواء العنف اليومي وسط استمرار نشاط المسلحين والميليشيات وتثير بعض الاجراءات انتقادات حادة من جبهة التوافق السنية وكتلة الصدر الشيعية. وقال نائب رئيس الوزراء السابق الجنرال المتقاعد عبد مطلك الجبوري ل"الحياة"ان"عدم تحقيق نسبة نجاح عالية"سببه الافتقار لأمن الخطة الذي فقدته بعد تسريب تفاصيل العمليات الى الاعلام ما منح المسلحين الفرصة في ترتيب أوضاعهم وتقليل خسائرهم وايقاع اكبر خسائر بالقوات المهاجمة سواء بالانسحاب من منطقة الهدف او تلغيمها او بالانتقال الى مناطق أكثر أمناً حفاظاً على قواعدهم". واشار الى ان تقويض أمن مناطق هادئة نسبياً، كما يحدث الان في القرى والبلدات المتاخمة لبغداد من النتائج السلبية، اضافة الى عدم اكتمال عناصر نجاح العمل العسكري، الثلاثة وهي التوقيت والمكان والاسلوب الذي يعاد استخدامه في غالبية مهمات هذه القوات ما جعل اسلوب عملها مكشوفاً امام العدو ما سهل عليه الامساك بزمام المبادرة. وأكد الجبوري اخفاق القطعات الامنية في السيطرة على الارض، وقال"ظهر جلياً ان ترك عناصر الامن للمنطقة التي يقومون بتفتيشها يؤدي الى عودة سيطرة المسلحين". وقال حسين الغرابي، قائمقام قضاء الصويرة 45 كلم جنوببغداد ل"الحياة""ان المناطق المحصورة بين القضاء والعاصمة تحولت الى مراكز لتجمع الارهابيين القادمين من بغداد الى مناطق السيافية وصبيح والدرعية والخناسة والرداسية"وهذه القرى على تماس مع احياء ساخنة داخل العاصمة مثل الدورة، التي يشير المراقبون الى ظهور مقاتلي تنظيم"القاعدة"في شوارعها لفرض قانون دولتهم الاسلامية فيها. وترفض الجهات الامنية فرضية عودة المسلحين مع تراخي خطة الامن ويرى المقدم عبد الامير جبار، قائد فوج الصادق في مغاوير الداخلية ان"الهجمات التي ينفذها مسلحون ضد الاحياء الآمنة سابقا تقف خلفها اهداف اعلامية لتوليد الشعور بعدم جدوى الخطة الامنية". وحض الشيخ ابو جعفر العبادي، من مكتب الشهيد الصدر في بغداد الحكومة العراقية على الحد من العمليات التي تستهدف التيار الصدري وعناصر جيش المهدي في بغداد والمحافظات الاخرى، مشيراً الى"تعمد"قيادات اميركية وعراقية دفع القوات الكردية المتمركزة في بغداد لتنفيذ هجمات مسلحة ضد مكاتب الصدر في احياء مختلطة مذهبياً تهيمن عليها جماعات مسلحة تابعة لتنظيم"القاعدة". ويعتقد اتباع الصدر ان الحل يكمن في ادارة عراقية بحتة للعمليات في بغداد وترك الحكومة لاختيار الاهداف والتخطيط والتنفيذ لعلمياتها. من جهة ثانية قال ابو زينب، الناطق الاعلامي لمكتب الشهيد الصدر في الديوانية، ل"الحياة"ان القوات الاميركية داهمت مكتب الشهيد الصدر في المحافظة وتمركزت فيه وفرضت حظرا للتجول في السوق الكبيرة بعد اطلاقها النار عشوائياً على المواطنين لتفريقهم ما ادى الى اصابة اربعة مدنين بجروح". وقال شهود عيان في منطقة حي النهضة في المدينة"إن دورية مشتركة للجيشين العراقي والأميركي أذاعت صباح امس بياناً تضمن تقديم جائزة مقدارها 50 الف دولار لمن يساعد القوات المشتركة على تحديد مكان وجود مجاهد المختار احد القياديين البارزين في جيش المهدي في محافظة الديوانية". من جهته أعلن اللواء الركن عثمان الغانمي قائد الفرقة الثامنة للجيش العراقي عن نجاح الخطة الأمنية بنسبة 70 في المئة. وقال: إن عملية النسر الأسود التي طبقت في محافظة الديوانية نجحت بنسبة 70 في المئة. وتمت السيطرة على الوضع الأمني فيها بعد القبض على عدد كبير من المسلحين وملاحقة المسلحين الآخرين. وفي الجانب العملياتي، الذي غابت عنه السيارات المفخخة امس، قال الجيش الاميركي ان حوالى 14 مشتبهاً في كونهم من المسلحين لقوا حتفهم في معركة الفضل والدورة الثلثاء مع القوات الاميركية والعراقية كما قتل أربعة جنود عراقيين أيضا. وقالت الشرطة العراقية انها عثرت على تسع جثث عليها آثار أعيرة نارية مساء الثلثاء في أحياء متفرقة في بغداد. كما اعلنت الشرطة ووزارة الكهرباء ان مسلحين قتلوا عبد العباس هاشم المدير العام في الوزارة. وقال الجيش الاميركي انها قتلت مسلحاًُ واحتجزت 13 آخرين ودمرت مخابئ أسلحة خلال عملية استمرت خمسة أيام في منطقة في جنوببغداد. وفي الكوت قالت الشرطة ان مسلحين قتلوا شرطيين خارج منزليهما في حادثين منفصلين.