قُتل ستة عراقيين، على الأقل، بانفجار سيارة مفخخة أمام محكمة في الرمادي، بينهم أطفال ونساء، فيما أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده ومترجم عراقي. وأكدت لندن أن طائرة الهيليكوبتر التي سقطت أول من أمس بريطانية وقد قتل الطياران في الحادث. إلى ذلك، ما زالت القوات الأميركية والعراقية تنفذ عمليات دهم وملاحقة في الديوانية، معلنة اعتقال 40 شخصاً معظمهم من التيار الصدري. وصرح الرائد في الشرطة محمد عراك بأن سيارة متوقفة انفجرت أمام مبنى محكمة تحرسه قوات الشرطة في وسط الرمادي. وقال مصدر آخر إن سيارة ملغومة هي سبب الانفجار. وأضاف أن غالبية القتلى والجرحى مدنيون. وأنه شاهد ست جثث على الأقل غالبيتها لنساء وأطفال. وتوقع ارتفاع عدد القتلى. وقدر مصدر ثالث عدد القتلى بأربعة، وذكر ان المصابين 15. وقلت تفجيرات السيارات الملغومة والهجمات الأخرى في الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار الغربية، منذ ان تعاون زعماء عشائر سنّية عربية مع القوات الأميركية لطرد مقاتلي"القاعدة"وفرض الأمن في منطقة كانت تعتبر معقلاً للمقاتلين السنّة في العراق. وصرح قادة في الجيش الأميركي بأن الأنبار شهدت بعض الأيام التي لم تقع فيها هجمات. وهي نموذج شكّل بموجبه زعماء العشائر وحدات شرطة محلية وطبق في مناطق أخرى من العراق، خصوصاً حول بغداد، ونسب الى ذلك الفضل في تراجع العنف. إلى ذلك، قتل جندي أميركي ومترجم عراقي بانفجار عبوة في بغداد، بحسب ما اعلنت القيادة الأميركية في بيان أمس. وجاء في البيان ان"عبوة انفجرت لدى عبور دورية مقاتلة في شرق بغداد، ما أسفر عن مقتل جندي واصابة ثلاثة آخرين، وقتل ايضاً مترجم عراقي. وكانت الدورية عائدة من مهمة مواكبة لحظة الهجوم". وبذلك ترتفع إلى 3872 قتيلاً الخسائر الأميركية في العراق منذ اجتياح هذا البلد في آذار مارس 2003. في لندن، أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية الأربعاء أن المروحية التي تحطمت الثلثاء جنوب شرقي بغداد بريطانية، وأن الجنديين اللذين قتلا والجريحين الآخرين بريطانيون أيضاً. وكانت القيادة العسكرية الأميركية في العراق اعلنت ان"مروحية لقوات التحالف"سقطت قرب سلمان باك، على بعد 25 كلم جنوب شرقي بغداد، لافتة الى مقتل جنديين من التحالف، من دون تحديد جنسيتهما. وجاء في بيان لوزارة الدفاع البريطانية:"تأسف الوزارة لتأكيد خسارة مروحية"بوما"تابعة لسلاح الطيران الملكي الليلة الماضية ليل الثلثاء - الاربعاء. لقد قتل جنديان وتم ابلاغ عائلتيهما". واضافت ان جنديين آخرين"اصيبا بجروح بالغة وموجودان حالياً في المستشفى"، معتبرة ان من السابق لأوانه التكهن بسبب الحادث، ولافتة الى فتح تحقيق في العراق. وكان ناطق عسكري أميركي في العراق أوضح ان المروحية"لم تسقط بنيران عدوة". وخسرت القوات البريطانية في منتصف نيسان ابريل مروحيتين في حادث في شمال بغداد. وقتل جنديان واصيب أربعة آخرون. وتنفذ مروحيات"بوما"طلعات عملانية روتينية. وبمقتل الجنديين، يرتفع إلى 173 عدد الجنود البريطانيين الذين قضوا في العراق منذ 2003. وينتشر أكثر من خمسة آلاف جندي بريطاني في العراق، سيتم خفضهم إلى 2500 عنصر بحلول بداية العام المقبل. وفي الوقت نفسه، ستتسلم قوات الأمن العراقية منطقة البصرةجنوب التي كانت مسؤولية بريطانية. وشهد العراق في 15 تشرين الثاني نوفمبر 2003 أسوأ حادث جوي حين اصطدمت مروحيتان من طراز"بلاك هوك"قرب الموصل في شمال البلاد، أسفر عن 17 قتيلاً. في الديوانية، أعلن مصدر أمني عراقي رفيع المستوى أمس، اعتقال 40 مشتبهاً به خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في اطار عملية"وثبة الأسد". وقال المصدر، الذي يعمل في محافظة القادسية، ومركزها مدينة الديوانية 180 كم جنوببغداد، مفضلاً عدم كشف اسمه، إن"قوات الأمن العراقية المؤلفة من الجيش والشرطة اعتقلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 40 مشتبهاً به، في مناطق متفرقة من الديوانية". وأضاف ان"قواتنا الأمنية فرضت سيطرتها على مناطق حي الوحدة وشارع سالم وسط وحي الصدر الثالث شمال والنهضة جنوب والتي كانت تعاني توتراً أمنياً كبيراً". وأقامت القوات الأمنية نقاط تفتيش ومراكز أمنية ثابتة في هذه المناطق، وفقاً للمصدر. وأكد المصدر"انسحاب قوات للشرطة الوطنية، يقدر عددها بنحو 3500 مقاتل، من الديوانية للتوجه الى محافظات أخرى في العراق، بعدما تم انجاز 80 في المئة من الأهداف". وشدد على ان"قوات الأمن ستواصل تنفيذ الخطة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة". وكان حسين البديري، رئيس اللجنة الأمنية في محافظة القادسية، أعلن الاثنين اعتقال 49 من عناصر التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر. وانطلقت عملية عسكرية واسعة بمشاركة القوات الأميركية ونحو ثلاثة آلاف جندي عراقي وقوات من الشرطة الوطنية والمحلية، لملاحقة عناصر ميليشيات وخارجين عن القانون في الديوانية. ومنذ نحو عام، بدأت حدة التوترات تتصاعد بين ميليشيا"جيش المهدي"التابع لمقتدى الصدر و"منظمة بدر"التابعة ل"المجلس الأعلى"الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم. وأدى الصراع بين الفريقين الى تحول المدينة الى ساحة قتال خلال الأشهر الماضية، على رغم الاتفاق الذي ابرم بينهما في تشرين الاول اكتوبر الماضي.