آلة "الماريمبا" هي من أحدث الآلات الإيقاعية الموسيقية التي ظهرت في عالم الموسيقى وجذبت انتباه المستعمين والمشاهدين وتعزف عليها "صوليست" الفنانة نسمة عبدالعزيز ذات الأداء الرشيق، وهي كانت مدخلاً لتعريف الناس بهذه العازفة الموهوبة التي تخطف بأصابعها الأنغام وتميل معها طرباً بابتساماتها المشرقة. أطلت نسمة على الناس منذ 5 سنوات وجالت كل محافظات مصر، تعزف قائدة لآلات الإيقاع ضمن الفريق، ثم صارت تعزف منفردة... الى ان تكللت خطواتها بالنجاح، فاشتركت في حفلات أوبرا كثيرة داخل مصر وخارجها، وصولاً الى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية. ثم ازدادت نجوميتها لاحقاً، خصوصاً بعدما أصبح لها فرقتها الخاصة. عُشق نسمة لهذه الآلة يعود الى الطفولة،" حتى انني لم أفكر في دراسة أي شيء غيرها. إذ حلمتُ منذ دخلت معهد الكونسرفتوار أن أعزف على آلة غربية أو ذات إيقاع غربي. وكانت الدراسة من شقين: دراسة ثقافية عادية، وهي الدراسة المنتظمة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ودراسة موسيقية. ومنذ بداياتنا في المعهد، اشتركنا في الأوركسترا. فالمعهد كان يقيم دائماً الكثير من الحفلات، ومنذ الصف الأول الثانوي، تحقق ما كنت أحلم به وبدأت أعزف على هذه الآلة". كان هدف نسمة ان تقدم الآلة الى الجمهور، لأنها غريبة عليه. وكانت تسعى جاهدة الى تعريف الناس بها. وحتى تجتذبهم إليها، راحت تعزف عليها ألحاناً شرقية... وبدأت تصنع توليفة موسيقية تجمع بين دراستها الغربية"المودرن"وبين عزف الألحان الشرقية. وعن تقديمها ألحاناً شرقية على آلة"الماريمبا"الغربية التي تخلو من"الربع صوت"المميز للون الشرقي، تقول:"أنا لم أعزف الربع صوت، بل عزفت بإحساس مع فرقة مصاحبة، فكان هناك انسجام وتداخل. ومن سمعني، لم يشعر بفارق... لعمق إحساسي وقدرتي على صناعة هذا المزج". وتضيف:"عندما عزفت المختارات الشرقية، فكرت في تقديم أعمال غربية لها مذاق شرقي، لكن بتقنيات غربية. وساندني فنانون كبار مثل عمر خيرت والدكتور جمال سلامة وراجح داود وعمار الشريعي... وقدموا لي مقطوعات موسيقية من أعمالهم ومقطوعات كتبت خصيصاً لعزفها على الآلة، ما ساعد أكثر على تعلّق الناس بالآلة... الى درجة أنهم كانوا يطالبون بإحياء"ريستال"خاص بي الى أن وافقت إدارة الأوبرا على الأمر، فكانت أول حفلة"ريستال شرقي وغربي"عام 1999". ثم راحت نسمة تطوف بآلتها ومزيجها الفني الشرقي والغربي دولاً عربية وغربية... حتى ذاع صيتها ولمع نجمها. وعلى رغم ذلك لم تنتج الى اليوم ألبوماً غنائياً خاصاً. تقول:"جاءتني عروض كثيرة من شركات إنتاج عدة، إلا أنها غير مناسبة لي، لأنهم يريدون في هذه العروض أن أمزج بين الفن واشياء أخرى لا تناسبني. وأنا لا أستطيع ان أقدم أية تنازلات. وكثيرون قالوا لي يمكنك الغناء والعزف في الوقت ذاته أو الغناء فقط أو ننتج لك أعمالاً بالاشتراك مع فتيات أخريات، فرفضت هذه العروض أيضاً، خصوصاً انها لا تتلاءم مع احتفائي الخالص بالموسيقى".