أعلن رئيس كتلة"المستقبل"النيابية اللبنانية سعد الحريري رفضه حكومة 19 - 11 في مقابل لجنة تدرس تعديلات لمشروع المحكمة الدولية، رافضاً الحديث عن طائف آخر، داعياً الى"تطبيق الطائف أولاً". وأكد الحريري أن"لا أحد يستطيع أن يحكم لبنان وحده"، مجدداً تأكيده"أننا نريد إقرار المحكمة الدولية بالسبل الدستورية"، معتبراً أن"تعطيل المحكمة هو اعطاء حق للقتلة والمجرمين ليستمروا في أفعالهم". كلام الحريري جاء بعد زيارة مفاجئة بعد ظهر أمس لبكركي حيث عقد خلوة مع البطريرك الماروني نصرالله صفير. وأتت الزيارة بعد ساعات من ايفاد الحريري النائب السابق غطاس خوري الى بكركي ناقلاً رسالة منه الى صفير تتضمن مواقفه من الأزمة الراهنة. ورافق الحريري الى بكركي النائبان عاطف مجدلاني وباسم الشاب، والنائب السابق غطاس خوري وداود الصايغ. وقال الحريري بعد لقائه صفير:"وضعته في أجواء ما جرى في المملكة العربية السعودية وأوروبا. وأكدت له وحدة 14 آذار مارس، وأننا قوى وطنية لبنانية نريد إقامة المحكمة الدولية وفق السبل الدستورية، وأن تعطيل هذه المحكمة هو إعطاء حق للقتلة والمجرمين كي يواصلوا القتل". وأضاف:"لسنا من الذين يدعون - ولا نريد - ان تذهب المحكمة الى الفصل السابع، والبطريرك قال ان هذا الأمر ليس لمصلحة لبنان، ونحن أيضاً نؤكد ذلك، لكن هناك مجموعة تحاول أن تقف في وجه العدالة"، مشيراً الى أن"المجتمع الدولي والأمم المتحدة قررا إنشاء المحكمة من أجل تطبيق العدالة وليس لشأن سياسي. وإذا كانت أحزاب أو قوى تحاول، بسبب تعليمات خارجية، تعطيل المحكمة فإنها ستكمل حتى لو وصلت الى الفصل السابع". وعن كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن إقفال الحدود اذا نشر مراقبون دوليون عليها، قال الحريري:"إنه يدل على أن لا شيء تغير في السياسة الخارجية السورية. إقفال الحدود لا يشكل رسالة الى قوى 14 آذار فقط، بل هي أيضاً رسالة الى قوى 8 آذار، وهي تحاول تهديدها بأنها قد تضرها أيضاً". وأبدى الحريري ارتياحه للقاء صفير الذي"يسمع منه المرء النصيحة، وهو ضمير لبنان، ويعرف ماذا يريد لبنان ومصلحته". وهل تطرق البحث الى فحوى الرسالة الصباحية، أجاب:"نحن نبحث في الحلول، ونحن نريد حلاً، لا غالب ولا مغلوب، نريد حلاً للبنان، يحول دون دخولنا في أزمة أخرى عندما نخرج من الأزمة. نريد أن نحل الأزمات لأن لبنان كفاه أزمات، فهو لم يهدأ لحظة منذ 12 تموز يوليو إما بالحرب، وإما بالاغتيالات، وإما بالاعتصامات وإما بحرق الدواليب وإما بمشكلة الجامعة العربية وإما بخربان بيوت الناس اقتصادياً، وإما بتهجير الشباب الى الخارج. نحن نقدم اقتراحاً لحل كل الأزمات بسلة واحدة في أسرع وقت ممكن". وسئل الحريري:"هل توافقون على حكومة 19- 11 في مقابل لجنة لدراسة التعديلات على المحكمة الدولية؟"أجاب:"لا". وعلى ماذا توافقون؟ اجاب:"نوافق على مبدأ لا غالب ولا مغلوب. يا جماعة الخير، هذا البلد لا نستطيع نحن في 14 آذار أن نحكمه وحدنا، وكذلك لا تستطيع 8 آذار أن تحكمه وحدها. لا نحن نريد أن نعطل ولا هم يريدون ذلك. كانت هناك معادلات مطروحة على الطاولة، وهناك معادلة جديدة سنبحثها مع الرئيس نبيه بري قريباً جداً". وقيل للحريري صدرت أجواء ايجابية عن قمة الملك عبدالله والرئيس الإيراني، واذ بسورية تنقض الكلام الايجابي الذي قيل، هل سورية تعرقل الحل في لبنان؟ أجاب:"أؤكد أن النظام السوري يعرقل الحل في لبنان، سواء أكان في موضوع المحكمة الدولية أم موضوع حكومة الوحدة رأينا تصريح المعلم بالنسبة الى لبنان والمحكمة والحدود وتهريب السلاح. نحن كلبنانيين يجب ان نتعاون لمصلحة لبنان، بغض النظر عما تريده سورية". وعما سمعه من صفير، قال:"سمعت كلاماً يحث اللبنانيين على فتح الحوار وليس فقط التحدث بعضنا مع بعض لأن اللبنانيين سمعوا كثيراً من الكلام المعسول، ويجب أن نوجد حلاً للأزمة الاقتصادية والأزمة الراهنة، وهناك تفاؤل واجتماعات مهمة حصلت بين السعودية وإيران، وقد تساعد على إيجاد حلول". وعن تأييده اتفاق طائف آخر، أجاب الحريري:"لنطبق الطائف أولاً ونعود الى طائف آخر". وكان الحريري التقى السفير السعودي في لبنان عبدالعزيز خوجة، وعرج في طريق عودته على سن الفيل حيث التقى الرئيس السابق أمين الجميل. وعاد الحريري الى بيروت فجراً من الرياض حيث أجرى لقاءات مع قيادات المملكة حول سبل حل الازمة اللبنانية يرافقه نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب باسم السبع.