قال الأمين العام لحزب "الفضيلة" جابر خليفة، ان "قرار انسحاب الحزب من كتلة الائتلاف العراقي الموحد نهائي لا رجعة فيه"، لافتاً الى ان "انضمام الحزب الى "الائتلاف" الشيعي جاء بنتائج عكس ما كنا نروم إليه إذ كرس المحاصصة الطائفية"، وشدد على "ان الانسحاب لم يأت نتيجة ضغوط او رغبة في الانضمام الى الجبهة الوطنية العراقية التي تأسست حديثاً". وأضاف في تصريح الى"الحياة"ان"الآليات المعقدة المعمول بها داخل كتلة"الائتلاف"كثيراً ما كانت تعيق الحزب في ايصال أفكاره وتطلعاته الى الآخرين. لكن على رغم تلك القيود لم يتراجع عن توضيح وجهة نظره إزاء الوضع العراقي". وزاد ان"اختلاف وجهات النظر الكبيرة وفي مسائل غاية في الأهمية بين"الفضيلة"وباقي مكونات"الائتلاف"العراقي كان سبباً رئيسياً في الانسحاب"، موضحاً:"اننا لم نصوت لابراهيم الجعفري لتولي منصب رئيس الوزراء ابان الحكومة السابقة وصوتنا لعادل عبد المهدي ورفضنا ترشيح الشيخ خالد العطية لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، لكننا على رغم ذلك أيدنا الحكومة والبرلمان حينها". وتابع انه"منذ البداية جاء قرار انضمامنا الى"الائتلاف"لاعتقادنا بأن نوع الاستقطاب الذي حصل في الكتل السياسية سرعان ما سيذوب بعد تشكيل البرلمان، وان المصالح الوطنية هي التي ستكون وراء تشكيل الجبهات، فيما باتت التوجهات الطائفية هي المسيطرة على الوضع وكرست المحاصصة الطائفية داخل الكتل، وانقسمت الى واحدة شيعية وثانية سنية وثالثة علمانية ما حال دون الوصول الى توحيد الجهود". وشدد خليفة على ان قرار انسحاب"الفضيلة"من كتلة"الائتلاف"لم يأت نتيجة ضغوط"انما جاء برغبة معظم الاعضاء في الحزب"، معتبراًَ ان قرار"الانسحاب يمثل الخطوة الاولى لتحريك العملية السياسية وانقاذ العراق من الاوضاع السيئة"، لافتاً الى ان"الفضيلة ودع الائتلاف الى غير رجعة". وعن الانباء التي ترددت عن امكان انضمام الحزب الى"الجبهة الوطنية العراقية"التي اعلن تشكيلها الاثنين الماضي وتضم جبهة"التوافق"و"القائمة العراقية"وجبهة"الحوار الوطني"قال خليفة:"ليس هناك اتفاق واضح للانضمام الى الجبهة الجديدة وننظر اليها نظرة شك وريبة، وان كان برنامجها المعلن القضاء على المحاصصة"، لافتاً الى ان"كل الكتل كان لها البرنامج ذاته الا انه لا يوجد تطبيق فعلي لهذه البرامج". من جهة اخرى أكد نصار الربيعي، زعيم الكتلة الصدرية في"الائتلاف"ان انسحاب"الفضيلة كان متوقعاً إذ انه اختار طريقاً مغايرا منذ البداية". وقال الربيعي ل"الحياة"ان"التهميش الذي يشعر به الفضيلة في الحكومة احد اسباب انسحابه، خصوصاً انه مطالبه جوبهت بالرفض حكومياً كما ان التعديل الوزاري لن يعطيه حقائب وزارية". وزاد ان انسحاب"الفضيلة لن يؤثر في قوة"الائتلاف"لانه اكد لنا دعمه ومساندته للحكومة الحالية وأعطى تطمينات الى انه لن يدخل في اي تكتل جديد". الى ذلك اعرب رضا جواد تقي، الناطق باسم"الائتلاف"، عن استغرابه لانسحاب الفضيلة من دون تشاور مع مكونات"الائتلاف"وقال ل"الحياة":"نسعى الى التحاور معهم واقناعهم بالعودة اذا ما رفض ذلك سنحترم قرارهم". من جانبه استبعد مستشار رئيس الوزراء عبدالرحيم الحصيني ان تحدث انسحابات اخرى من"الائتلاف"وقال ل"الحياة"ان"تشكيل الائتلاف كان متلاحماً وجاء نتيجة جهود العلماء والساسة والشعب العراقي"، لافتاً الى ان"الائتلاف مستهدف لأنه يتحرك بوحدة الهدف والصف على رغم التحدي الداخلي والخارجي. آمل ان تكون خطوة الانسحاب مبنية على ما يحقق مصالح الشعب العراقي".