اعلنت شركة ى تي جي اكس" الاميركية للأزياء التي تملك 2500 محل عبر العالم، بما في ذلك البلدان العربية، و 210 محلات في بريطانيا ان اكثر من 45 مليون حساب تضم عناوين منازل زبائن لديها وارقام حساباتهم سرقت من بطاقاتهم المصرفية بين كانون الثاني يناير 2003 وحزيران يونيو 2004 في اكبر عملية قرصنة الكترونية من نوعها في تاريخ بطاقات الاعتماد والدفع المسبق. وذلك منذ اكتشاف عملية مشابهة نفذها قراصنة الانترنت العام 2005 وتناولت 40 مليون حساب لدى شركة"ماستركارد انترناسيونال"التي كشفت الخرق عبر شركة"كارد سيستمز سوليوشنز"في أطلنطا المتخصصة في عمليات تحويل أموال للمصارف والتجار. ومع ان بياناً اصدرته الشركة المالكة لمحلات"تي كي ماكس"استبعد ان يكون اي اختراق لملفاتها المالية تم بعد 18 كانون الاول ديسمبر الماضي، الا انها اشارت الى ان خرقاً غير مشروع لنظام كومبيوتراتها تم بين تموز يوليو 2005 ونهاية السنة وبين ايار مايو العام 2006 حتى نهايته، ما يعني ان بعض الزبائن الذين اشتروا من سلسلة محلات الازياء في الولاياتالمتحدةوبريطانيا وايرلندا يمكن ان تكون حساباتهم كُشفت للقراصنة. وقال ناطق باسم شركة"فيزا"في اوروبا ان كل حاملي البطاقات المصرفية الذين اشتروا من هذه المحلات يجب ان يدققوا بياناتهم المالية لمعرفة ما اذا كانوا ضحية للاحتيال. وتعتقد الشرطة في كل من الولاياتالمتحدةوبريطانيا والشرطة الدولية انتربول ان القراصنة الذين اخترقوا نظام كومبيوتر الشركة الاميركية الأم، يمكن ان يكونوا باعوا المعلومات التي حصلوا عليها الى مافيات دولية التي قد تكون استخدمتها او حفظتها للاستخدام لاحقاً. وتواجه"تي جي اكس"تحقيقاً للشرطة اضافة الى انها تتلقى انذارات من زبائن تعرضوا للاحتيال بالتعويض بسبب اهمالها في اقرار نظام أمني فعال يحمي المعلومات المجمعة لديها عن الزبائن كما تم اتهام ستة اشخاص في فلوريدا بتهمة محاولة اختراق ملفات الشركة. ويُقدر ان الاقتصاد البريطاني يتكبد نحو 20 بليون جنيه استرليني نتيجة عمليات الاحتيال المصرفية والالكترونية وغيرها. في حين يصل حجم خسارة الاقتصاد الاميركي نتيجة عمليات مماثلة الى 200 بليون دولار. ويقول جيمس هاريسون مؤسس شركة امن الكومبيوتر"انفيسوس"، المتخصصة في مقاومة القراصنة وملاحقتهم، ان كل كومبيوتر شخصي في"مجموعة السبع"والدول الغنية يتعرض لخمس محاولات اختراق على الاقل اسبوعياً. وعادة ما تُخضِع الشركات المالية والقانونية والاقتصادية كبار خبراء الكومبيوتر والمبرمجين لديها لتدقيق أمني مسبق وحتى لمراقبة من عملاء متخصصين كي لا يتم تجنيدهم من قبل العصابات الدولية الراغبة في اختراق شبكات هذه المؤسسات. ويلجأ بعض المؤسسات الى"استئجار"خدمات بعض القراصنة المرخصين لاختبار مدى قدرات انظمة الكومبيوتر لديها على صد الاعتداءات الالكترونية ومحاولات الاختراق. كما ان مكتب التحقيق الفيديرالي الاميركي استخدم بعض قراصنة الكومبيوتر"التائبين"لتتبع القراصنة الجدد الراغبين باختراق انظمة كومبيوتر ومواقع حساسة. ومن أشهر قراصنة الكومبيوتر الهاكرز البريطاني غاري ماكينون 39 عاماً المعروف باسم"آكا سولو"الذي نجح باختراق 97 موقعاً عسكرياً اميركياً حساساً في وزارة الدفاع البنتاغون و"ناسا"بين العامين 2001 و2002 وتمكن من السيطرة على 53 كومبيوتراً عسكرياً عالي الكفاءة والامن اضافة الى 26 جهاز كومبيوتر للبحرية الاميركية و16 جهازاً لدى"ناسا"وواحد يتحكم في احدى القواعد الجوية الاميركية، كما تمكن من تعطيل عمل الفي كومبيوتر عسكري في منطقة واشنطن.