تحفل البطولات المحلية الأوروبية لكرة القدم في نهاية الاسبوع الجاري بالمباريات القوية، اذ يشهد الدوري الانكليزي الممتاز"دربي"شمال انكلترا بين ليفربول ومانشستر يونايتد، في حين تبرز موقعة برشلونة متصدر الدوري الاسباني وملاحقه اشبيلية، اضافة الى"دربي"آخر في فرنسا يجمع بين سانت اتيان وليون حامل اللقب في الأعوام الخمسة الماضية. إنكلترا يريد مانشستر يونايتد متصدر لائحة الترتيب العام الاقتراب اكثر من اللقب، عبر اسقاط مضيفه ليفربول على ملعب"انفيلد رود"اليوم، في المرحلة الپ29 من الدوري الانكليزي. ولا شك في ان رجال المدرب الاسكتلندي"السير"اليكس فيرغوسون، يدركون تماماً ان تخطيهم ليفربول سيشكل ضربة معنوية لتشلسي صاحب المركز الثاني، الذي يأمل إهدار مانشستر النقاط في المباريات القوية حتى يتمكن من اللحاق به، على رغم ان مهمته نظرياً صعبة، بالنظر الى المستوى الرفيع الذي يقدمه"الشياطين الحمر". ويتمتع مانشستر يونايتد بالجهوزية الكاملة للاعبيه وخوضه غالبية مبارياته مكتمل الصفوف، ويتألق في صفوفه بشكل غير اعتيادي الجناح البرتغالي المميز كريستيانو رونالدو، الذي انقذ فريقه في المرحلة الماضية من السقوط في فخ فولهام بفضل مهاراته الفردية الفائقة. وستحمل المباراة طعماً خاصاً بالنسبة إلى جناح مانشستر الويلزي راين غيغز، الذي سيصبح ثاني لاعب فقط في تاريخ النادي يخوض 700 مباراة بألوانه بعد"السير"بوبي تشارلتون. وعلى رغم ان امال ليفربول في المنافسة على اللقب قد انتهت منطقياً، فان الفريق العنيد مصر على تحقيق المفاجأة وتأكيد جدارته على أرضه، إذ لم يخسر خلال 30 مباراة في بطولة الدوري، وهو يصبو الى تكرار ما فعله الموسم الماضي عندما اخرج ضيفه من مسابقة الكأس في"انفيلد". وعلى ملعب"فرايتون بارك"، يحل تشلسي حامل اللقب ضيفاً على بورتسموث، في مباراة يدخلها منتشياً بإحرازه كأس رابطة الاندية الانكليزية المحترفة، على حساب غريمه ارسنال الأحد الماضي، وإحراز مهاجمه الفذ ديدييه دروغبا لقب افضل لاعب أفريقي. وبدا التوتر على مدرب تشلسي البرتغالي جوزيه مورينيو في آخر تصريح له حول حظوظ فريقه في مطاردة مانشستر، معتبراً ان فوز الأخير على فولهام في المرحلة الماضية غير مستحق الى ابعد الحدود. ويستبعد ان يشرك مورينيو مدافعه الدولي جون تيري الذي تلقى ضربة قوية على رأسه امام ارسنال، وقد يسند مهمة قلب الدفاع مجدداً الى لاعب الوسط الغاني مايكل ايسيان. إسبانيا تدق ساعة الحسم في المرحلة الپ25 من الدوري الاسباني، عندما يلتقي اشبيلية مع ضيفه برشلونة حامل اللقب اليوم على ملعب"سانشيز بيزخوان"، حيث ستتجه الأنظار لمحاولة تخطي احداث العنف التي عصفت بمباراة اصحاب الأرض مع جيرانهم ريال بيتيس ضمن اياب الدور ربع النهائي لمسابقة الكأس، وتوقفت المباراة والنتيجة 1- صفر لإشبيلية، عقب فقدان مدرب الأخير خواندي راموس وعيه، بعد اصابته بزجاجة فارغة على رأسه رماها احد المشجعين. ويتصدر برشلونة لائحة الترتيب برصيد 49 نقطة، بفارق نقطتين عن اشبيلية، وأربع عن كل من فالنسيا الثالث وريال مدريد الرابع. وعادت الترشيحات لتصب في مصلحة برشلونة بعد عرضه الرائع في اياب الكأس، إذ قلب تخلفه امام سرقسطة صفر-1 ذهاباً، الى فوز 2-1 إياباً، ليبلغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2001. وفي موازاة تذبذب مستوى نجمه الأول البرازيلي رونالدينيو والتراجع الصريح لاداء البرتغالي ديكو، يبدو ان الارجنتيني الشاب ليونيل ميسي عاد الى مستواه الطبيعي بعد ابلاله تماماً من الإصابة، وهو يحرك خط الوسط بشكل فعال مع اندريس انييستا وشافي هرنانديز، اضافة الى الفرنسي السريع لودوفيك جولي. من ناحيته، يدرك اشبيلية الذي يتطلع الى اول لقب له في بطولة الدوري منذ عام 1946، ان تجديد فوزه على الفريق الكاتالوني سيمهد له الطريق نحو تحقيق اكبر مفاجآت البطولات الأوروبية المحلية في نهاية الموسم. وكان اشبيلية بطل كاس الاتحاد الأوروبي في الموسم الماضي، اسقط برشلونة في المباراة على كأس"السوبر الأوروبية"، قبل ان يؤكد علو كعبه في البطولة المحلية، بفضل القدرة التهديفية للمالي فريدريك كانوتيه متصدر لائحة ترتيب الهدافين، وزميله البرازيلي لويس فابيانو الذي سيعود الى التشكيلة بعد انتهاء عقوبة ايقافه. ويعود مدرب خيتافي الألماني برند شوستر الى ملعب"سانتياغو برنابيو"لمواجهة ريال مدريد الذي دافع عن ألوانه سابقاً. وتحمل المواجهة طابعاً خاصاً بالنسبة خيتافي وشوستر، اذ ان الفريق القادم من احدى ضواحي العاصمة الاسبانية سيسعى الى تحقيق الفوز الذي سينقله من دون شك الى مركز بين الفرق الستة الأولى على لائحة الترتيب، في موازاة اعطاء دفع كبير للألماني الذي نصبته الصحف الخليفة المحتمل لمدرب ريال الإيطالي فابيو كابيللو، الذي سيكون امام موقف صعب في حال فشله في حصد النقاط مرة اخرى، خصوصاً ان خيتافي يملك مدافعين اقوياء قد يكبلون تحركات المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي وزميله الارجنتيني غونزالو هيغوين. إيطاليا يعرف انتر ميلان متصدر لائحة الترتيب ان مسألة حسمه لقب الدوري الايطالي اصبحت مجرد وقت، على رغم ان سلسلة انتصاراته التي بلغت 17 فوزاً متتالياً رقم قياسي في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، توقفت بعد تعادله مع اودينيزي 1-1 منتصف الأسبوع الجاري. ويحل انتر ضيفاً على ليفورنو في الپ27، وهي تعتبر محطة مناسبة بالنسبة إليه لاستعادة انفاسه، قبل مواجهة مضيفه فالنسيا في اياب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا بعد تعادلهما 2-2 ذهاباً. ويستبعد ان يشرك مدرب انتر روبرتو مانشيني لاعب وسطه الفرنسي باتريك فييرا العائد من الاصابة، في الوقت الذي تحوم فيه الشكوك حول إمكان المهاجم البرازيلي ادريانو المشاركة مع الفريق في المباراتين المقبلتين بعد اصابته بتمزق في فخذه الأيسر.