دعا محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي إلى تشكيل قوة مسلحة منتخبة من أبناء عشائر المدينة مهمتها أداء واجبات قوة طوارئ، وتعمل على استتباب الأمن في الحالات الطارئة، منتقداً "تسيب أجهزة الشرطة الحالية وتحزبها". وقال محافظ البصرة ل "الحياة" إنه طلب من رئيس الوزراء نوري المالكي الإذن بتشكيل قوة طوارئ من رجال العشائر الذين ليس لديهم ولاءات حزبية، وغير خاضعين إلى سلطة،"لأن غالبية رجال الشرطة لدينا من المسيسين أو المتحزبين ولا توجد لديهم مهنة أو خبرة في إدارة العملية الأمنية". وجدد الوائلي طلبه تغيير قادة الأجهزة الأمنية في البصرة، لتخليصها من"العناصر المسيئة". وأكد:"نحن مقبلون على مشاريع استثمارية واعمارية كبيرة ستظهر على أرض الواقع، وتتطلب وجود قوة رادعة ومتمكنة، ونعمل من أجل مدينة آمنة يخضع فيها الجميع إلى سيادة القانون"، معرباً عن أسفه للتوتر الأخير بين حزب"الفضيلة"والتيار الصدري. وعمّا إذا كان يخشى تعدد الأجهزة الأمنية وعدم انضباطها، قال الوائلي"لا نخشى من تعدد الأجهزة، وسنختار العناصر وفقاً لآلية تضمن لنا ولاءاتهم، وهناك ضوابط معينة، ومن ثم سنستقدم قادة من غير أهل البصرة، وهذا ما عملت على جعله واقعاً في المدينة". وأشار محافظ البصرة الى أن"المشكلة تكمن في أداء الشرطة العراقية، لكننا أخذنا استعدادنا ورتبنا أجهزتنا تحسباً لكل طارئ، والمشكلة التي بين حزب الفضيلة والتيار الصدري أسهل بكثير مما صورت، إلا أن هناك أطرافاً تسعى إلى تأجيج الصراع بيننا وبينهم". وأوضح الوائلي أن الملف الأمني ما زال في يد القوات متعددة الجنسية، لكننا سنستعين ببعض الضباط في الجيش السابق وسنشرك كثيراً من أبناء العشائر السنية والقوى والتيارات الوطنية العلمانية والليبرالية، والتي سيكون لها دور كبير ضمن القوة الجديدة. ويذهب المراقبون الى أن الموقف المتصلب لمحافظ البصرة من التدخل الإيراني ومحاولته تحجيم دور الميليشيات، وسعيه الى التخلص من العناصر المتحزبة داخل أجهزة الشرطة وضعه في مواجهة مع جماعات تربطها بطهران علاقات وثيقة. وعلى رغم وجود المحافظ على رأس هرم السلطة التنفيذية، إلا أن الوائلي لا يمتلك صلاحيات واسعة في نقل القادة الأمنيين واستبدالهم. يذكر أن الوائلي دعا المستثمرين العرب والأجانب الى الاستثمار في المحافظة، ممهداً السبل والتراخيص لهم. كما أن مصارف عالمية تعهدت تمويل مشروع ميناء البصرة الكبير الذي سيبدأ العمل به هذا العام، بوصفه أحد أكبر المشاريع الإعمارية في المنطقة.