سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرياض تساوي في الاستقبال بين وفدي لبنان إلى القمة العربية ووزراء الخارجية لا يأخذ ون بتعديلات رئيس الجمهورية . لحود لپ"الحياة" : أريد إبقاء اللبنانيين مجموعين . السنيورة : لن أعطي الرئيس شرف ان يعمل مشكلة
وصل لبنان الى القمة العربية بوفدين امس نزلا في قصر الضيافة والمؤتمرات في الرياض لكن كلاً منهما في طبقة. رئيس الجمهورية اميل لحود في الطبقة الثالثة، وكانت طائرته حطت عصراً، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة في جناح آخر في الطبقة الثانية، وهو كان سبق لحود في الوصول الى العاصمة السعودية، إذ وصل في الساعة الواحدة إلا ثلثاً بعد الظهر. ومع ان الخلافات سبقت وصول"اللبنانيين"الى القمة، بعد ان نشرت الصحف خلال اليومين الماضيين التعديلات التي طالب بها الرئيس لحود على البند المتعلق بلبنان في مشروع القرار الصادر عن القمة عبر الرسالة التي بعث بها الى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى - وظلت الاتصالات قائمة من القصر الجمهوري في بعبدا من اجل الأخذ بها حتى ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، فإن مجلس وزراء الخارجية العرب أبقى على النص المتعلق بپ"التضامن مع الجمهورية العربية اللبنانية"وفق ما سبق ان أقره وزراء الخارجية العرب في القاهرة في 3 الجاري من دون تعديل فيه. وهو ما جعل لحود يؤكد بحسب مصادره في بيروت انه سيطرح هذه التعديلات على اجتماع القمة المغلق غداً أو بعد غد. وأفادت مصادر ديبلوماسية لبنانية في الرياض"الحياة"انه عند طرح رسالة التعديلات التي بعث بها لحود على الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب أول من امس، فوجئ بها الجميع وأن من المتفاجئين كان وزير الخارجية وليد المعلم الذي توجه الى وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري مازحاً:"شو عاملين وشو القصة؟"فرد عليه متري ضاحكاً:"هذا ليس نحن بل هذا صاحبك". ثم أقر الوزراء البند المتعلق بلبنان من دون الأخذ بالتعديلات. لكن المصدر قال انه"لا يمنع اذا اصر لحود عليها تتناول ذكر دعم الحكومة والنقاط السبع وصيغة إقرار المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بناء لطلب الحكومة اللبنانية أن يعاد البحث في الأمر". وتساوى لحود والسنيورة في شكل الاستقبال, فحين وصل رئيس الجمهورية الى المطار استقبله نائب امير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز، إذ لدى وصوله، كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرافق الرئيس المصري حسني مبارك الى مقر اقامته في احدى الفلل المخصصة لرؤساء الدول. وكان في استقبال السنيورة في قاعدة الرياض العسكرية الأمير سطام بن عبدالعزيز ايضاً وسفير المملكة في لبنان عبدالعزيز خوجة والامين العام للخارجية اللبنانية السفير هشام دمشقية. وفيما أدى وصول الوفدين اللبنانيين الى مخاوف من حصول خلاف يكرر واقعة قمة الخرطوم قبل سنة بين لحود والسنيورة، قال الأخير حينما سئل في الطائرة خلال الرحلة من بيروت الى الرياض عما سيكون موقفه اذا حصلت مشكلة مع لحود:"لن أعطيه شرف ان يعمل مشكلة". وبدا ان السنيورة اخذ قراراً بتجنّب أي سجال مع رئيس الجمهورية وأنه سيحاذر"الانجرار الى أي صدام معه"، خصوصاً ان"الوضع مختلف عن قمة الخرطوم، إذ ان مشروع القرار في قمة الرياض حظي بموافقة الوزراء العرب بالإجماع". كما سئل السنيورة عما اذا كان سيصافح الرئيس السوري بشار الأسد، فقال:"إذا التقينا سأسلم عليه طبعاً". وأكد ان لبنان ليس موضوعاً هامشياً على جدول اعمال القمة"بل هو من البنود الأساسية تحت عنوان الصراع العربي - الإسرائيلي". وعن توقعاته إزاء اللقاءات السعودية - السورية المحتملة في الرياض، قال السنيورة وهو ما زال في الطائرة:"نحن نرحب باللقاء السعودي - السوري". وأضاف:"اللبنانيون يستفيدون من دعم القادة العرب للبنان وحريته واستقلاله. وكل قرارات القمة تنعكس على لبنان ايجاباً، سواء في العراق أو الصراع العربي - الإسرائيلي أو الوضع في غزة والوحدة الفلسطينية أو العلاقات مع إيران". وفي مقر إقامته في قصر المؤتمرات, سئل السنيورة عن ملاحظات الرئيس لحود على ما تضمنته الورقة اللبنانية, فقال:"الموقف التضامني مع لبنان ليس أمراً حصل البارحة بل كلنا نعلم أنه كان نتيجة الاجتماع الذي حصل في القاهرة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، وليس أمراً جديداً، وكان ينبغي أن تكون الملاحظات على هذه الأفكار في ذلك الوقت فلماذا تأخر إلى اليوم؟ كل هذه الملاحظات نجدها نابعة من موقف اتخذه فخامة الرئيس في شأن موقفه من الحكومة التي يعتبرها غير موجودة والكل يعلم أن الدستور لم ينط بفخامة الرئيس صلاحية أن يعتبر الحكومة شرعية ودستورية أو لا، فبالتالي الملاحظات لها علاقة بالحكومة التي تستند إلى أكثرية في مجلس النواب ولدى اللبنانيين وثقة المجتمع العربي والدولي، أما بالنسبة الى النقاط السبع فهي النقاط التي وافق عليها اللبنانيون والحكومة اللبنانية وحظيت بإجماع اللبنانيين وبإجماع الدول العربية في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت إبان الأحداث وبعد ذلك في المؤتمر الإسلامي وبعد ذلك أيضاً عندما استند إليها القرار الدولي 1701، وبالتالي عدم التطرق إلى هذه البنود ليس مفيداً بل على العكس يجب أن نتخذها ركيزة أساسية وبرنامج عمل نستند إليه، فأعتقد بأن من غير المفيد ألا يصار إلى الاستناد إلى النقاط السبع التي هي برنامج حقيقي يؤدي في النهاية إلى استعادة الدولة سلطتها الحقيقية مع التأكيد على أنه ما زالت لدينا ارض محتلة وأننا نستند بعملنا لأن نتقدم إن شاء الله على صعيد تحرير الأرض من إسرائيل". وعما إذا كان بند لبنان"سيحرج المملكة في مسعاها تجاه هذا البلد", قال السنيورة:"أعتقد بأن هناك جهداً عربياً مستمراً بالمساعي الخيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وأعتقد بأن هذا سيأخذنا إن شاء الله إلى العودة إلى كلمة سواء بين اللبنانيين". وإذا حاول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جمعه مع الرئيس لحود فهل سيلتقي به؟ رد السنيورة:"أساساً في المرة الأخيرة كنت أنا من بادر إلى الاتصال به، فعندما عدت من باريس بعد مؤتمر باريس- 3 بادرت للاتصال بفخامة الرئيس، وبالتالي ليس هناك من مانع سوى ما قام به فخامته من أنه يعتبر هذه الحكومة غير موجودة". وأعرب السنيورة رداً على سؤال عن اعتقاده بأن الحكومة التي يترأسها"دستورية وشرعية، صحيح أنها تعاني من عدم وجود فريق مهم من اللبنانيين فيها ونحن عندما أخذنا القرار بعدم قبول استقالة الوزراء كان منطلقاً من أننا كلنا كلبنانيين نمثل جسماً واحداً ويجب أن نستمر بالتمسك بأشقائنا وزملائنا في هذه الحكومة". كل الدعم من مبارك والتقى السنيورة بعد وصوله الرئيس مبارك، وما ميز لقاء الجانبين انه كان اللقاء الأول لكل منهما في الرياض. واستمر اللقاء قرابة الساعة. وصرح السنيورة بعد اللقاء:"كالعادة اللقاء مع الرئيس مبارك طيب دائماً ويعبر عن مدى دعمه للبنان والشعب اللبناني والحكومة اللبنانية وهذه المرة أيضاً تناولنا عدداً من المسائل التي تهم لبنان والمنطقة العربية، والرئيس عندما تتحدث إليه تجد لديه كل الفكر الطيب والاستيعاب والدعم، واليوم ككل مرة كان هذا وأنا على ثقة ان هذه القمة ستحمل الخير للبنان والعرب وأتطلع بأمل كبير إلى هذه القضية". اللقاءات الرسمية ثم التقى السنيورة مبعوث حكومة اليابان الى القمة تاتسوو آريما ومن ثم رئيس الحكومة التونسية محمد الغنوشي, ثم امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يرافقه الى القمة رئيس الحكومة اسماعيل هنية. والتقى ليلاً نائب رئيس وزراء سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد, وعقد اجتماعاً تحضيرياً لأعمال القمة في التاسعة والنصف ليلاً مع عمرو موسى. لحود أما النشاط الأول للحود في الرياض فكان توجهه إلى مقر إقامة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لحود لپ"الحياة"بعيد وصوله الى قصر الضيافة وقبيل توجهه للقاء الرئيس الأسد انه سيعقد اجتماعات مع عدد من الرؤساء والمسؤولين للتشاور حول قرارات القمة. وأشار الى الملاحظات التي لديه على البند المتعلق بلبنان:"المهم ان نتوصل الى ما يجمع اللبنانيين لا الذي يفرّقهم". وأضاف:"طوال حياتي وأنا أحكي في هذا التوجه يجب ان نفتش على ما يجمع. وكما نعرف جميعنا، هناك فئة من اللبنانيين وفئة ثانية، وكل واحد عنده نظرة، هل من المصلحة في القمة هنا ان نمشي مع فئة ضد الأخرى؟ كلا. يجب ان نمشي مع الفئتين، وأنا أفكر على الدوام بهذه الطريقة، وأحياناً يقولون إنني أتحيز الى طرف. لا. الذي يأتي إلى عندي اهلاً وسهلاً. وإذا جاء الفريقان أكون ممنوناً". وسألته"الحياة": هل تحاولون التوصل إلى حل وسط للاعتراضات على الورقة اللبنانية، فأجاب:"ليست قضية اعتراضات بل ما يجمع اللبنانيين. هذا أهم شيء. سنحكي في كل الأمور وكل واحد يعطي وجهة نظره. ما يوصلنا إلى تطلع واحد من اللبنانيين جيد. لكن إذا كان يسبب خلافاً بين اللبنانيين فهذا يضر بالجميع. اتفاق الطائف أدى إلى حل القضايا اللبنانية ونحن الآن في قمة الرياض نريد ان نبقي اللبنانيين مجموعين، لا ان نفرقهم". وكان لحود نوه في تصريح في المطار"بسعي المملكة الدائم، وعلى رأسهاالملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى لم الشمل العربي، وتحقيق أقصى درجات التعاون والشراكة المصيرية بين أبناء الأمة العربية الواحدة". ورأى"ان هذا المشهد المأزوم في المنطقة، يدعونا كقادة عرب الى بذل كل الجهود والإمكانات من اجل رص الصف العربي، وعدم تمكين الفتن والمؤامرات من الإمعان في تشتيتنا وإضعافنا وتهميش دورنا في المنطقة والعالم". قبرص ثم الرياض وكان السنيورة، ونتيجة الإجراءات الأمنية، غادر مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي بطائرة خاصة إلى قبرص, وتبعه الوفد المرافق إلى الجزيرة حيث انضم إليه، وتوجه الجميع بطائرة واحدة إلى الرياض. ورافق السنيورة الى الرياض وزير الاقتصاد سامي حداد ومسؤول المراسم في رئاسة الوزراء السفير رامز دمشقية والمستشارون محمد شطح ورلى نور الدين وعارف العبد. وانضم الى الوفد في الرياض وزير الخارجية بالوكالة طارق متري. ورافق لحود الى الرياض الوزيران المستقيلان فوزي صلوخ ويعقوب الصراف، ومدير التشريفات في القصر الجمهوري السفير مارون حيمري، المستشار الاعلامي رفيق شلالا، وقائد الحرس الجمهوري بالوكالة العميد الركن خليل مسن ووفد إداري وأمني وإعلامي.