يوقع "الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي" والحكومة اليمنية خلال الأيام المقبلة اتفاقين لتمويل "محطة الغاز الثانية" ومشروع التنمية الزراعية والسمكية في حضرموت، في اختتام زيارة إلى صنعاء بدأها المدير العام رئيس مجلس إدارة الصندوق عبد اللطيف الحمد. وأوضح مصدر حكومي يمني ل"الحياة" أمس أن الحمد سيجري مباحثات مع وزراء التخطيط والمال وأمين العاصمة، صنعاء، كما يتفقد سير تنفيذ عدد من المشاريع التنموية الممولة من قبل"الصندوق العربي"في كل من أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وعدن وجزيرة سقطرة. وأضاف المصدر أن الحمد سيبحث في التفاصيل التمويلية المتعلقة بمشروع المرحلة الثانية من تطوير"مطار صنعاء الدولي"، الذي تصل كلفته إلى 150 مليون دولار. ويتصدر"الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي"قائمة المانحين لليمن، إذ اتسعت محفظته التمويلية ليصل حجم الدعم السنوي المقدّم منه الى اليمن إلى 45 مليون دينار كويتي، أي ما يوازي 153 مليون دولار. وكان البرلمان اليمني صادق الأسبوع الماضي على قرض من"الصندوق العربي"قيمته 100 مليون دولار، لتمويل المرحلة الثانية من محطة كهرباء"مأرب"، بهدف زيادة القدرة الكهربائية المركّبة، والمساهمة في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية. وسيخصص القرض لتوريد وتركيب محطة توليد غازية في مأرب بقدرة 400 ميغاوات، تضاف للمحطة الجاري إنشاؤها حالياً بطاقة 340 ميغاوات، التي من المقرر دخول الوحدة الأولى فيها للخدمة بقدرة 115 ميغاوات في نهاية تشرين الثاني نوفمبر المقبل، كما يتضمن المشروع ربط المحطة المزمع إقامتها بشبكة النقل الموحدة في المناطق اليمنية، وإنشاء خطوط نقل ومحطات تحويل جديدة وتوسيع عدد من المحطات القائمة. ووقع اليمن و"الصندوق العربي" أواخر العام الماضي على برنامج التعاون المشترك للأعوام 2006 - 2009، التي يساهم بموجبها"الصندوق"في تمويل عدد من المشاريع التنموية والخدماتية الحيوية في اليمن، من خلال تقديم قروض تمويلية تصل قيمتها إلى 87 مليون دينار كويتي، أهمها تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع الأشغال العامة واستكمال المرحلة الثالثة من إنشاء مرافق الصرف الصحي في مناطق سيئون وتريم في حضرموت، وتمويل تنفيذ مشروع المحطة الغازية في محافظة مأرب. وأكد الحمد في تصريحات قبل وصوله إلى صنعاء أن اليمن استفاد بشكل كبير من مساهمات"الصندوق العربي"في تمويل المشاريع والبرامج التنموية في قطاعات الطرق والكهرباء والنشاطات الإنتاجية ومجالات التنمية البشرية ومكافحة الفقر وتحسين الظروف المعيشية في المناطق النائية. وأضاف الحمد أن القروض التي قدمها"الصندوق"إلى اليمن، منذ إنشائه في العام 1974 إلى نهاية العام الماضي، بلغت حوالى 1.7 بليون دولار، فيما بلغت المعونات التي قدمها خلال الفترة نفسها 15 مليون دولار. وكان"الصندوق العربي"تعهّد في مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن أواخر العام الماضي بتخصيص 700 مليون دولار لدعم مشاريع التنمية في اليمن خلال السنوات الخمس المقبلة. وأشار الحمد إلى أن"الصندوق"ركّز مساهماته على القطاعات والأنشطة التي يصعب تمويلها، مثل مكافحة الفقر وتطوير البنية الأساسية ودعم القدرات البشرية، مشيراً إلى أن الصندوق ساهم في تمويل معظم مشاريع الكهرباء والطرق في اليمن ودعم القدرات التمويلية ل"الصندوق الاجتماعي للتنمية".