لن تبقى الدول النفطية وحدها هدف الباحثين عن العمل القادمين من الدول الفقيرة. بل ستنافسها الدول الصناعية التي ستحاول تعويض النقص في انجاب سكانها، وتقدمهم في السن وزيادة نسبة الشيخوخة بينهم، باجتذاب الشبان منهم عبر حوافز قيمة وفرص عمل جذابة. ويتوقع تقرير"نظرة عامة على سكان العالم"، والذي وضعه قسم السكان في ادارة الاممالمتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وجرت مراجعته العام 2006، أن يزيد تعداد سكان العالم بنحو 2.5 بليون نسمة من 6.7 بليون حالياً الى 9.2 بليون نسمة السنة 2050. ويقدر ان يتراجع معدل الانجاب في 44 دولة متقدمة، تضم 19 في المئة من سكان العالم، من مستواه الحالي البالغ 1.5 طفل لكل امرأة الى اقل من 1.3 طفل لكل امرأة، في مقابل معدل خمسة اطفال لكل امرأة في 35 دولة من الدول النامية 148 دولة. وتعني هذه الاحصاءات ان العالم يشيخ بسرعة ليرتفع عدد من يتجاوزون الستين عاما من 672 مليون شخص العام 2005 الى نحو بليونين في 2050 ربع سكان العالم. وبينما يعيش 6 من كل 10 مسنين حالياً في الدول المتقدمة سترتفع النسبة فيها الى 8 من كل عشرة او اكثر مقابل ارتفاع نسبة الهرم من 20 في المئة في الدول النامية حالياً الى 32 في المئة في منتصف القرن. ويفيد التقرير"ان الزيادة السكانية كلها تحدث في المناطق الاقل نمواً خصوصاً في مجموعة الدول الخمسين الاقل نمواً حيث لا يزال كثر من السكان في مرحلة الشباب، ومن المتوقع أن يهرموا بصورة معتدلة خلال المستقبل المنظور". ويشير"في باقي الدول النامية تؤكد التوقعات الى تسارع وصول السكان الى سن الشيخوخة". ويخلص التقرير الى أنه"نظراً الى انخفاض النمو السكاني وتراجعه من المتوقع أن يظل سكان الدول المتقدمة عموماً على ما هم عليه من دون تغيير فعلي في الفترة بين 2007 و2050 عند مستوى 1.2 بليون نسمة". وعلى العكس من ذلك من المرجح أن يزيد سكان الخمسين دولة الاقل نمواً أكثر من الضعف من 0.8 بليون نسمة العام 2007 الى 1.7 بليون نسمة سنة 2050. وسيكون النمو في باقي دول العالم النامي نشطاً وان كان أقل سرعة بارتفاع عدد سكانه من 4.6 بليون الى 6.2 بليون نسمة. وعلى رغم الحواجز الموضوعة أمام الهجرة فإن الهجرة الدولية من الدول الفقيرة الى الدول الغنية ستُعوض نقص الايدي العاملة في الدول المتقدمة. ومع ذلك فان النمو السكاني في 46 دولة، بما فيها ألمانياوايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية ومعظم دول الاتحاد السوفياتي السابق والعديد من الدول الصغيرة، سينخفض العام 2050 عما هو عليه الآن. ويتوقع التقرير ان يزيد تعداد سكان أفغانستان وبوروندي وجمهورية الكونغو الديموقراطية وغينيا بيساو وليبيريا والنيجر وتيمور الشرقية وأوغندا بمقدار ثلاث مرات خلال العقود الاربعة المقبلة. وسيمثل سكان الهند ونيجيريا وباكستان وجمهورية الكونغو الديموقراطية واثيوبيا والولاياتالمتحدة وبنغلادش والصين نصف الزيادة السكانية في العالم. وتعتقد الهيئة الدولية بأن الولاياتالمتحدة ستستقبل ما يصل الى 1.1 مليون شخص من المهاجرين سنوياً مقابل 200 وألفين الى المانيا و200 الف الى كندا و130 الفاً الى بريطانيا و120 الفاً الى ايطاليا و100 الف الى استراليا. وستكون الصين اكثر الدول تصديراً للمهاجرين وبمعدل 327 الفاً سنوياً تليها المكسيك بنحو 293 الفاً والهند بمعدل 240 الفاً والفيليبين بمعدل 180 الفاً وباكستان بمعدل 154 الفاً واوكرانيا ب100 الف.