يشكل النمو الديموغرافي أحد أكبر التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والغذائية في القارة الأفريقية خلال العقود المقبلة، وفقاً لإحصاءات للأمم المتحدة، إذ سيتضاعف عدد سكان القارة «ليصل إلى 2.5 بليون نسمة عام 2050 من عدد سكان العالم الإجمالي والمقدر أن يصبح 9.7 بليون نسمة». وأشار تقرير «وورد ميتر» إلى أن «28 دولة أفريقية من أصل 54 سيتضاعف عدد سكانها مرتين خلال السنوات ال25 المقبلة، وستتركز الكثافة السكانية في نيجيريا وإثيوبيا وتنزانيا وأوغندا والكونغو ومصر، وسيمثل سكان الصين والهند مجتمعتيْن حوالى 37 في المئة من المجموع العالمي». ولفت إلى أن دولاً مثل باكستان وإندونيسيا والولايات المتحدة «ستضم أكثر من 300 مليون لكل واحدة، وسيزيد سكان أفريقيا نصف مجموع النمو الديموغرافي العالمي، علماً أن عدد سكان أفريقيا كان يُقدر ب365 مليوناً فقط عام 1970، قبل أن يصل إلى بليون نسمة عام 2000». وأفادت الإحصاءات بأن عدد سكان شمال أفريقيا الواقعة بين المحيط الأطلسي والبحرين الأحمر والأبيض المتوسط، «سيرتفع إلى 354 مليون نسمة عام 2050 من أصل 232 مليوناً في تموز (يوليو) الجاري. ويقدر عدد سكان مصر حالياً وهي أكبر دولة عربية في هذا المجال، ب95 مليون نسمة، يليها السودان 42 مليوناً ثم الجزائر 41 مليوناً والمغرب 35 مليوناً وتونس 11.5 مليون، وأخيراً ليبيا 6.5 مليون». واستناداً إلى الدراسات السكانية الأممية، «سيزيد سكان شمال أفريقيا بواقع أربعة ملايين نسمة سنوياً حتى عام 2025 بمعدل 1.77 في المائة سنوياً. لكن هذه النسبة ستتراجع تدريجاً لتبلغ أقل من واحد في المائة عام 2050، أي بزيادة سكانية تُقدر ب3.3 مليون نسمة، مع توقع تحسن مستوى المعيشة والدخل والأمل في الحياة». وأوضت الدراسة أن النمو الديموغرافي «سيتواصل في المجتمعات الأكثر فقراً والأقل تعلماً، وهو عنصر إضافي غير مساعد للتغلب على بعض الأمراض والأوبئة ومحاربة التخلف، ما يمثل تحديات أمام خطط التنمية المستدامة التي أقرتها الأممالمتحدة عام 2015، لتقليص معدلات الفقر إلى النصف بحلول عام 2030». وقال مدير قسم السكان في مركز الأممالمتحدة للدراسات الاقتصادية والاجتماعية جون ويلموث، إن «من شأن محاربة المجاعة وسوء التغذية وتوسيع التعليم والرعاية الصحية، تحقيق نتائج جيدة في تطوير مؤشرات التنمية البشرية في الدول الفقيرة والنامية، وتُعقد المشكلة السكانية خطة التنمية في أفريقيا، إذ تراهن القارة السمراء على خلق طبقة عريضة من السكان يتمتعون بمستويات العيش ذاتها في الدول المتقدمة بحلول عام 2063، وهي رؤية تحتاج إلى مئات بلايين الدولارات للانتقال إلى التعليم والحصة والبنى التحتية والزراعة والإنتاج الصناعي، والتحول من اقتصاد تصدير المواد الأولية إلى التصنيع والبحث العالمي». وتملك أفريقيا مؤهلات «غير متوافرة في الدول المتقدمة وهي تكمن في العنصر البشري، إذ إن الشباب يمثلون طبقة عريضة في أفريقيا ودول الجنوب، وهي ضيقة في دول الشمال حيث سيتزايد عدد الشيوخ إلى الضعف بحلول عام 2050، وستواجه تلك المجتمعات مشاكل في الإنتاج وندرة في القوى الخصبة». ووفق الدراسة «سيصل سكان العالم الى 11.2 بليون نسمة عام 2100، وهو تاريخ يحذر فيه العلماء من تغيير كبير في المناخ وارتفاع في درجة الحرارة وندرة في المياه وفي مصادر عيش عشرات الملايين من الجياع المحتملين».