"ريف 1921 1927" هو عنوان المشروع الذي أعلن فنانون من إسبانيا والمغرب، بالتعاون مع مؤرخين من البلدين، عن إنجازه على شكل فيلم تلفزيوني وثائقي. ويدور هذا العمل حول الحرب التي وصفها القائمون على العمل بپ"المدمرة"، تلك التي شنتها القوات الاسبانية على شمال المغرب، وتحديداً على منطقة الريف، خلال عشرينات القرن الماضي، كما يدلّ العنوان، إبان اشتداد مقاومة الريف المغربي للغزو الاستعماري الإسباني. الشريط الوثائقي، الذي يعيد من الذاكرة حرب الريف المغربي الذي لفه غبار النسيان، سيرسم صورة الاعتراف، تلفزيونياً هذه المرة، بتاريخ قديم، كما يحاول بحسب القائمين على المشروع تحليل أحداث هذه الحرب، من خلال وجهتي النظر المغربية والإسبانية. ويشرف على هذا الإنتاج المشترك بين المغرب وإسبانيا، المخرج الإسباني مانويل هوريلو. أما التصوير ففي محافظتي الناضور وتطوان، شمال المغرب، ومدينة مليلية الخاضعة للسيادة الإسبانية، فيما المغرب يعتبرها أرضه المحتلة. وأكد هوريلو أن هذا المشروع يتعلق بإلقاء نظرة جديدة على هذه المرحلة، التي وصفها بپ"المؤلمة والعصيبة"، من"التاريخ المشترك بين الرباط ومدريد"، مضيفاً"أن الوقت قد حان بعد 80 سنة لتوضيح الكثير من سوء الفهم، حول ما وقع خلال حرب الريف". وسيتطرق المخرج الإسباني في فيلمه هذا، الى معركة أنوال، التي قسمت ظهر الجيش الإسباني، باعتبارها"الكارثة"بالنسبة للإسبان، موضحاً في السياق ذاته، أن هذه المواجهة العسكرية"جعلت الحوار صعباً بين بلدين من المفروض أن يسود التفاهم بينهما". كما سيتناول العمل قضية استعمال القوات الاسبانية الأسلحة الكيماوية في هذه الحرب. وهي القضية التي رفض البرلمان الإسباني، قبل أيام، مناقشتها في مشروع قانون، يعترف باستعمال هذه الأسلحة من قبل القوات الإسبانية ضد السكان المدنيين في شمال المغرب، ويقترح تقديم تعويضات للضحايا أو ذوي الحقوق. ويساهم مؤرخون من المغرب وإسبانيا، في حياكة الخيوط التاريخية، لهذا الشريط، لرسم"التاريخ المشترك"بين الرباط ومدريد، بالصورة والصوت، لغة العصر الأكثر قوة وتأثيراً والأبلغ تعبيراً. اما المغاربة الذين سيشاركون في إنجاز هذا الوثائقي، فهم محمد بن عزوز، محمد العربي المساري، يوسف اقمير وميمون عزيزة. وفي الجانب الإسباني، يشارك ماريا روزا دي مادارياغا، فيكتور مورال ليزكانو، انياسيو راموني، جوسي لويس كوميز بارسيلو، وفرانسيسكو سارو.