أسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو مرتفعة جداً في نادي مانشستر يونايتد، الصرح العملاق والفريق العريق متصدر الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم. وتبلورت في الأيام الأخيرة، معطيات عدة تصب في مصلحة اللاعب الشاب 22 سنة، والذي يتمنى مدرب الفريق "السير" الاسكتلندي أليكس فيرغوسون ألا يغادره الجناح المميز على الأقل في المدى المنظور، خصوصاً بعدما أضحى أكثر اللاعبين طلباً من قبل الأندية الكبرى في القارة الأوروبية، وفي مقدمها برشلونة وريال مدريد الاسبانيين، اللذان ربطتهما تقارير بالتحضير لتقديم عرضين مغريين الى"الشياطين الحمر"من أجل الحصول على خدمات هدافه في بطولة الدوري هذا الموسم. وأبدى فيرغوسون ثقته من رفض عائلة غلايزر مالكة النادي العروض المتوقع تقديمها لشراء النجم البرتغالي، والتي يفترض ان تناهز ال40 مليون جنيه استرليني. كما سبق أن أكد كل من فيرغوسون والمدير التنفيذي في النادي الانكليزي ديفيد جيل أن رونالدو"ليس للبيع مهما بلغ الثمن، وخصوصاً انه يرتبط بعقد مع ناديه حتى عام 2010، علماً أن اللاعب نفسه لم يُشر في شكل واضح الى عدم اهتمامه بالانتقال الى أحد عملاقي الكرة الاسبانية. ويعول فيرغوسون كثيراً على آل غلايز، للعب دور مهم وپ"مميز"من أجل بقاء رونالدو في"أولد ترافورد". وقد يخلط البعض بين البرازيلي رونالدو الذي انتقل أخيراً من ريال مدريد الى آ. سي. ميلان الايطالي، وبين البرتغالي رونالدو أي كريستيانو رونالدو، لكن الشعار المطلق في"أولد ترافورد"هو:"هناك رونالدو واحد"، يغني له الجمهور العريض. هو يمعن غالباً في"المحاورة والمناورة"وتجاوز المدافعين قبل التسديد الى المرمى، وهم يصيحون مهللين:"يلعب على اليمين... يلعب على الشمال". ويرد عليهم جمهور النادي الخصم مكرراً اللازمة ومضيفاً:"... ويترك مانشستر يغرق في الوحول". وبالطبع هذه مواقف بعيدة من الحقيقة. رويداً رويداً، تنمو شعبية البرتغالي رونالدو الذي يعشق وضع قرطين مرصعين بالألماس في أذنيه، ويبدو فخوراً بما حققه منذ انتقاله من سبورتنغ لشبونة الى النادي الانكليزي عام 2003، في مقابل 22.2 مليون يورو. ويؤكد انه لا يفكر بأن حمله اسم رونالدو ينعكس سلباً عليه، ويحلو له التحدّث عن المرحلة الحالية فهي"عبور الى النضوج، وليد تطوري الطبيعي. وتألقي الأخير مرده الى الإعداد المتأني تحت إشراف فيرغوسون ومساعده كارلوس كيروز، وقبل ذلك فترة التحضير للمونديال بعهدة مدرب المنتخب البرتغالي البرازيلي لويز فيليبي سكولاري". ويتطلع رونالدو الى تعزيز عطائه في مواجهة المرمى، لافتاً أيضاً الى الدور المهم الذي لعبه فيرغوسون وسكولاري."وبالطبع استفدت كثيراً من مشاركتي في مونديال ألمانيا". ويشير مدرب آرسنال الفرنسي أرسين فينغر الى أن رونالدو نجح في حجز موقع بين الكبار محققاً انتقالاً سلساً من مرحلة المراهقة وتكوين الامكانات الفنية. رأي يعتز به اللاعب البرتغالي لانه صادر عن"مدرب ومرب كبير يحسن صقل المواهب واطلاقها". ويعتبر رونالدو ما يقوم به من محاورة خطرة أحياناً طبيعياً جداً وأداء اعتاده منذ نعومة أظافره مشدداً على أنه يبذل دائماً الأفضل ويركّز في تحرّكه لتخطي أكبر عدد ممكن من المدافعين، ليصب هذا المجهود في مصلحة الفريق، لذا يقول:"أنا لا أحاور للاستمتاع فقط"، وان اُخذ عليه البعض المبالغة في ما يقوم به، ما يصب في باب الأنانية. لكنه يُقر بأنه يُفرط أحياناً في احتفاظه بالكرة وبالتالي يضيّعها ولا يفيد بها فريقه، ناشداً سعيه الى تحسين توقيت تمريره الكرات المناسبة. ويعتز رونالدو الذي حصل على لقب أفضل لاعب شاب في مونديال ألمانيا، بتقدير جمهور مانشستر الذي يعشق أسلوبه ويصفّق له طويلاً، ويرى في تصرّف الجمهور المنافس"خصوصاً صفيره حين أتزحلق أو أقع أرضاً أو أفقد الكرة، تعبيراً عن الخوف من خطورتي على مرماه. لكن كل سقطة تعطيني الحافز لاعوّض بتسجيل أهداف". ويحاول رونالدو قدر الإمكان تحاشي الأفخاخ المنصوبة له من المدافعين"الذين يفقدون صوابهم حين أكرر تجاوزهم، كما يواجه الحملات الإعلامية لا سيما في صحف"التابلويد"بدم بارد،"حتى اني لا أهتم بما يكتب عني". وكانت الصحافة الإنكليزية انتقدت رونالدو كثيراً لأنه"وشى"بواين روني زميله في مانشستر وتسبب في طرده مدعياً انه داس على ريكاردو كارفالو خلال لقاء البرتغال وانكلترا في مونديال ألمانيا. ونشرت صورة لوجهه مرمية بالسهام... لكنه لقي استقبالاً حاراً ودعماً من الجميع في مانشستر. ويلفت الى أن الأمر"ضخّم كثيراً، حتى أني تلقيت رسائل هاتفية مفادها أن روني مستاء وسيُحسن استقبالي على طريقته فور عودتي. والوقائع تدحض كل ذلك فنحن متفاهمان ومتعاونان جداً في الفريق ونسعد في الفوز معا"ً.