لم يتردد لاعبو مانشستر يونايتد الإنكليزي في الطلب من مدرب الفريق اليكس فيرغوسون ضم نجم سبورتينغ لشبونة والمنتخب البرتغالي حاليا الصاعد كريستيانو رونالدو وذلك بعد أن التقى الفريقان في مباراة ودية وتحديدا في 6 اب اغسطس 2003. وكان مدافع مانشستر الايرلندي جون اوشي مثارا للسخرية من زملائه عندما استقلوا الباص اثر انتهاء المباراة لان حديثهم تركز على الطريقة التي دوخ فيها رونالدو اوشي طوال الدقائق التسعين ليقود فريقه إلى فوز كبير 3-1 وسارعوا إلى التحدث مع فيرغوسون بالامر ليعبروا له عن اعجابهم بالفنيات العالية لهذا اللاعب الذي اطلق عليه اسم رونالدو تيمنا بالرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان الذي توفي قبل اسبوعين. وبالفعل دخل فيرغوسون في مفاوضات مع سبورتينغ لشبونة وسرعان ما انضم رونالدو إلى صفوف الشياطين الحمر في 13 آب اغسطس مقابل مبلغ مقداره 12.8 مليون جنيه نحو 20 مليون دولار وهو مبلغ كبير للاعب لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره. وكانت المسؤولية كبيرة على رونالدو لانه ارتدى الفانيلة رقم 7 التي سبق أن لبسها افضل اللاعبين في تاريخ النادي الشمالي العريق وابرزهم في الماضي البعيد الايرلندي الشهير جورج بست وفي الماضي القريب براين روبسون والفرنسي اريك كانتونا والنجم ديفيد بيكهام. وبعد اربعة ايام على انضمامه إلى الفريق نزل رونالدو احتياطيا في المباراة الافتتاحية لمانشستر يونايتد في الدوري المحلي الموسم الفائت وكانت ضد بولتون عندما كانت النتيجة 1-صفر في منتصف الشوط الثاني، لكن رونالدو قام بحركات فنية لم يألفها جمهور مانشستر منذ ايام النجم الايرلندي الشهير جورج بست ونجح في التسبب بركلة جزاء قبل أن يمرر كرة حاسمة سجل منها الهولندي رود فان نيستلروي ليخرج فريقه فائزا 4-صفر. وكان رونالدو حديث الصحافة في اليوم التالي واجمعت على اعتباره احد نجوم المستقبل حتى أن إحداها لم تتردد في القول: "لسنا في حاجة إلى بيكهام بوجود رونالدو". لكن المدرب فيرغوسون الذي يعرف كيف يحافظ على جوهرته كما فعل مع راين غيغز عندما خاض الاخير اول مباراة له في السابعة عشرة من عمره عام 1991، لم يحرق المراحل مع رونالدو ولم يشركه اساسيا في المباريات التالية على الرغم من براعته في المراوغة ومطالبة الجمهور به. وبدأت الفرق المنافسة تحسب الف حساب لرونالدو وتخصص اكثر من لاعب لمراقبته خصوصا انه كان ينزل عادة في منتصف الشوط عندما يكون التعب قد نال من معظم اللاعبين. ولم يحافظ رونالدو على الوتيرة ذاتها من التألق خصوصا في منتصف الموسم قبل أن يعاود البروز من جديد في اواخره عندما قاد مانشستر يونايتد إلى احراز الكأس المحلية بفوزه على ميلوول في المباراة النهائية 3-صفر بتسجيله الهدف الأول وتمريره كرة إلى فان نيستلروي جاء منها الهدف الثالث واعتبر بنظر الجميع بانه افضل لاعب في المباراة على الرغم من أن مدرب منتخب إنكلترا السويدي زفن غوران اريكسون منح الجائزة لفان نيستلروي صاحب الهدفين. واشاد بست برونالدو وقال: "في موسم افتقد فيه مانشستر يونايتد إلى عروض جيدة، كان رونالدو متعة للنظر من خلال مراوغاته الجيدة وصلابته المعنوية رغم الاجواء الجديدة التي يعيشها وصغر سنه، قلة من اللاعبين شبهته بجورج بست، لكن للمرة الأولى اعتبر هذا الامر اطراء بالنسبة الي... سبق للاعبين اخرين أن قدموا فنيات مماثلة لرونالدو، لكن الاخير يملك اشياء اكثر لانه يجيد اللعب والتسديد بالقدمين". اما فيرغوسون فيقول عن جوهرته: "اعتقد ان مانشستر يونايتد هو النادي المناسب له، لانه هنا يستطيع أن يضع فنياته العالية في الواجهة". ولم يكن رونالدو اساسيا في صفوف المنتخب البرتغالي حتى أن مدرب المنتخب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري لم يكن متحمسا لضمه وقال قبل نحو ثلاثة اشهر من النهائيات الحالية: "لا يقدم رونالدو مستوى ثابتا ولا ادري هل سيكون في التشكيلة الرسمية". لكن لحسن حظ سكولاري والبرتغال أن رونالدو كان ضمن التشكيلة الاساسية لانه قدم الكثير في البطولة الحالية.