حضّ الرئيس الأميركي جورج بوش الصناعة الأميركية على التوسع في إنتاج الإيثانول، لخفض اعتماد بلاده على النفط المستورد. وقال مخاطباً الأميركيين "عليكم خفض كمية الغازولين التي تستهلكونها، إن أردتم خفض كمية النفط الذي تستخدمونه". واقترح في خطابه زيادة إنتاج بدائل الطاقة مثل الإيثانول، من مواد أخرى غير الذُرة. وسبقت دول أخرى الولاياتالمتحدة في هذا المجال، حيث بدأت البرازيل توجهها نحو الكحول المستخلص من قصب السكر منذ ثلاثينات القرن الماضي. ثم صار هذا التوجه نهجاً قومياً تشجعه الحكومات المتعاقبة منذ السبعينات من القرن الماضي، حين قفزت أسعار النفط إلى أضعاف عدة. ويبلغ مستوى الاعتماد على الكحول الإيثيلي كوقود اليوم في البرازيل نحو 40 في المئة. ويشجع هذا التحول نحو الكحول كبديل عن النفط، تطوير سيارات في البرازيل قادرة على التعرف الى نوع الوقود المستخدم. أما في الولاياتالمتحدة، فقدم نواب من الكونغرس في أيلول سبتمبر الماضي مشروع قانون يلزم وزارة الطاقة بدراسة الجوانب التقنية والاقتصادية لإنشاء أنابيب لنقل الكحول، ليصبح متاحاً بأسعار معقولة في شتى أرجاء الولاياتالمتحدة، وذلك بهدف تقليل اعتماد أميركا على النفط الخارجي. ويرغب بوش في زيادة إنتاج الولاياتالمتحدة الحالي من الإيثانول والبدائل الأخرى للطاقة، إلى خمسة أضعاف بحلول 2017، من مستواه الحالي البالغ 35 بليون غالون 132 بليون ليتر. لكن من غير المتوقع أن تستطيع الولاياتالمتحدة إنتاج هذه الكمية من الذرة وحدها، لذلك يحضّ بوش الصناعة الأميركية على سرعة إنجاز الأبحاث، لاستخدام مواد أخرى في إنتاج الإيثانول. وتستخدم الولاياتالمتحدة سنوياً نحو سبعة بلايين غالون من الإيثانول المنتج من الذرة. لكن الطلب المتزايد على الذرة للأغراض الزراعية، واستخدامات الطاقة أدى إلى زيادة أسعارها. كما أشار بوش إلى جهود لتطوير التكنولوجيا للتوسع في استخدام الطاقة الكهربائية من أجل خفض استهلاك الغازولين. مصادر الطاقة المتجددة وفي هذا الإطار، وقع حاكم ولاية مينوسوتا قانوناً يطلب من القطاع الصناعي في الولاية، إنتاج ربع حاجتها من الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2025. وتنتج الولاية حالياً نصف الطاقة التي تستهلكها من الفحم و5 في المئة فقط من مصادر الطاقة المتجددة. ويقول محللون إن الخطوة هي الأجرأ بين الولايات الأخرى في البلاد. وقد خطت عشرون ولاية أخرى خطوات على هذا الطريق. ويطالب مؤيدو هذه السياسة في الكونغرس بتحديد هدف تستطيع من خلاله البلاد رفع مساهمة الطاقة المتجددة، في مجمل استهلاك الطاقة إلى 25 في المئة بحلول عام 2025، لخفض الاعتماد على النفط المستورد. وتستورد الولاياتالمتحدة نحو عشرة ملايين برميل من النفط الخام يومياً.