وقع رئيسا حكومتي ماليزيا وتايلندا، في 13 شباط فبراير، اتفاقاً تاريخياً التزما بموجبه السعي في حل مشترك للاضطرابات التي تعصف بجنوب تايلندا وكثرته المسلمة. وتعهد عبدالله احمد بدوي، الرئيس الماليزي، بذل وسعه في سبيل الحؤول دون تفاقم المنازعات، وتحسين أحوال السكان المحليين. فمنذ سنوات، وجنوب تايلندا مسرح تمرد أودى ب 2000 ضحية. والمنازعات هذه اجتماعية واقتصادية وسياسية، ولا يجمع بينها قاسم واحد. فبعضها مصدره البطالة، وبعض آخر ناشئ عن المخدرات، وثالث عن تردي الضوابط العائلية والأخلاقية. ولكنها تؤدي الى تردي حال المسلمين ومجتمعهم في الجنوب التايلندي وتغذي منازعاته واضطراباته. فأصول التمرد قومية إثنية ودينية واقتصادية جميعاً. وتبلغ الاضطرابات ذروتها في المحافظات أو الولايات التي كانت فيما مضى سلطنات ماليزية مستقلة. ولابست ضمها الى المملكة التايلندية حزازات. وعلى رغم هذا، ساد جوار التايلنديين الأصليين، وهم بوذيون، ومسلمو ولايات باتاني ويالا وغاراذيوات، سلم قلما عكرته منازعات حادة. ويحظى السكان بجنسيتين أو تابعيتين، تايلندية وماليزية، وبجوازين. وهم يجتازون الحدود بين البلدين من غير مشقة. فإذا ذرت الخلافات، وسعهم الهرب من قوى الأمن واللجوء الى الناحية الآمنة من الحدود. ويعزو بدوي المنازعات الى تخلف المنطقة هذه. وخلص وزميله التايلندي الى تعهد مشروعات تعجل النمو الاقتصادي علاجاً للاضطرابات. ولعل ترؤس سورايد شولانوث الحكومة التايلندية كان شرطاً لازماً لاتفاق البلدين الجارين. فسلفه تاكسين سيفاواتا الذي أقاله انقلاب عسكري من منصبه في أيلول سبتمبر 2006، دأب على تهمة ماليزيا بمساندة المتمردين. ونجم عن رحيله تحسن علاقات البلدين. وزار بدوي بانغكوك رسمياً لأول مرة منذ توليه الحكم. وتطمح ماليزيا الى الاضطلاع بدور الوسيط بين المتمردين وبين الحكومة التايلندية حين يعزم الطرفان على التفاوض. عن آني بورييه، "راديو فرانس انترناسيونال" الفرنسية، 13 / 2 / 2007