نظمت شركة "ألكاتيل - لوسنت" للاتصالات، منتداها السنوي 2007، في قصر المؤتمرات في باريس، بين 14 و16 من هذا الشهر. والمنتدى مناسبة سنوية تستضيف آلاف الزوار من الزبائن، شركات وأفراد، وجميع المتعاملين مع قطاع الاتصالات المتطورة، جندت له الشركة الفرنسية العريقة طاقماً ديناميكياً من موظفيها والمتعاملين معها. وقدر عدد الحاضرين على امتداد الايام الثلاثة الرئيسة بأكثر من 6 آلاف، من مختلف انحاء العالم، جاؤوا للاطلاع على الحلول التي تعرضها المجموعة على الشركات ومقدمي الخدمات، للاستجابة لديناميكيات السوق وتحولاتها، بالتأقلم التنافسي عبر شبكاتهم وخدماتهم وأعمالهم، من خلال صالات عرض ضخمة، وعروض تقديمية وبرامج فردية مخصصة للتقنيين والتنفيذيين على اعلى المستويات. "ألكاتيل"في الأصل شركة فرنسية تعرفها دول عدة في الشرق الأوسط منذ اكثر من 30 سنة، خصوصاً لبنان وبعض دول الخليج والعراق، كانت تقدم خدمات شبكات الهاتف من خلال بناء المجمعات المركزية سنترالات ومد شبكات الهاتف في المدن والقرى، في منافسة سلمية مع شركات غربية اخرى، اهمها شركة"اريكسون"السويدية. ومع تطور الاتصالات، وازدياد الحاجة اليها ان على الصعيد الفردي أو على صعيد المؤسسات على انواعها، حتى العسكرية منها، اضطرت"ألكاتيل"الى اللحاق بالسوق، فطورت خدماتها ووسعتها للابقاء على تنافسيتها في هذه السوق التي اصبحت اليوم الاسرع نمواً، مع ارتقاء الانترنت الى المستويات التي نعرفها، والحاجة اليومية اليها، وكذلك الحاجة الى انظمة اتصالات قادرة على تأمين الخدمات المطلوبة، من الحلول الشخصية، مروراً بالشركات وصولاً الى الحكومات والمنظومات العسكرية المعقدة. تحديات العولمة لكن"ألكاتيل"التي مرت، كغيرها من الشركات العالمية الضخمة، في صعوبات انتجتها العولمة وانفتاح الاسواق التي ادت جميعها الى تنافس لم تشهده سوق الاتصالات من قبل، دفع الشركة الى البحث عن حلول عملية من صميم هذا الانفتاح. فكان الحل في الاندماج مع شركة عالمية معروفة في القطاع ذاته، هي"لوسنت"الاميركية، انبثقت منه مجموعة عالمية ضخمة جمعت العلامتين التجاريتين لتصبح"ألكاتيل - لوسنت"، وحققت السنة الماضية مجموعة ايرادات أولية معدلة فاقت 18 بليون يورو 23.4 بليون دولار. واضطرت، في الوقت ذاته، الى التخلي عن بعض نشاطاتها الفرعية، كتصنيع الهواتف الخليوية مثلاً، كما ستنقل بعض انشطتها الفرعية الى مجموعة"تاليس"الفرنسية. ولپ"ألكاتيل - لوسنت"انشطة في اكثر من 130 بلداً في العالم، وهي تأسست في فرنسا ويقع مقرها الرئيس في العاصمة باريس. تقدم"ألكاتيل - لوسنت"حلولاً تمكن زبائنها في جميع انحاء العالم من تأمين خدمات متنوعة، في الاتصالات والصوت والمعلومات والفيديو للمستخدمين النهائيين. ولأنها شركة رائدة في مجال شبكات الاتصالات الثابتة والمحمولة، والاتصالات المتلاقية الفائقة السرعة والاستيعاب، وتكنولوجيات بروتوكول الانترنت IP وتطبيقاته وخدماته، تؤمن"ألكاتيل - لوسنت"حلولاً اساسية تدعم خدمات الاتصالات المتميزة للأفراد في منازلهم ومكاتبهم وخلال تنقلاتهم. وقامت المجموعة خلال منتداها الباريسي بعرض هذه الحلول وشرحها على مدى يومين، وهي تبدو للوهلة الاولى شديدة التعقيد لغير التقنيين والمتخصصين ألم تكن الانترنت وغيرها من التقنيات المتطورة شديدة التعقيد في بداياتها؟. فقدم تقنيوها احدث الابتكارات وتوجهات التكنولوجيا من خلال تطبيقات ومفاهيم القابلية للتنقل والتواجد من مختبرات Bell، وقطاع البحث والابتكار في"ألكاتيل - لوسنت"، اضافة الى عروض جديدة عدلت لتلائم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، بدءاً من بنية تحتية لاسلكية واحدة، وصولاً الى الشبكات الضخمة التي تخدم 100 ألف مستخدم، وحلول اتصالات جديدة وخدمات زبائن للصناعات تتمثل في المؤسسات المالية، والرعاية الصحية والتعليم والضيافة وغيرها. نجم المنتدى لكن نجم المنتدى الذي عرضته"ألكاتيل - لوسنت"كان واجهة تطبيق جديدة مخصصة للتسجيل عبر بروتوكول الانترنتIP dedicated recording داخل سنترالات المؤسسات المبنية على البروتوكول المذكور، تمكن من الاتصال بمولِج صوتي، وبنظم ادارة الجودة لتسجيل الصوت في مراكز الاتصالات، وفي ادارة المعاملات المالية والسلامة العامة، وتطبيقات اخرى في المؤسسات. ومعروف ان نظم تسجيل الصوت تساعد، ليس على ضمان جودة الخدمة فحسب، بل تتيح للمؤسسات والحكومات تنفيذ نطاق واسع من التحسينات في الاعمال، بما فيها الرقابة على اتصالات الطوارئ وتحليلها. وفي هذا المجال، فازت شركة"جينيسيز"لمختبرات الاتصالات Genesys telecommunications Laboratories وهي شركة تابعة لپ"ألكاتيل - لوسنت"، بآخر جائزة منحتها مؤسسة"فروست أند سوليفان"للريادة في حلول مراكز الاتصالات المضيفة في آسيا والمحيط الهادي لعام 2006، وأميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2005. وپ"جينيسيز"هي الشركة الوحيدة التي تركز كلياً على البرمجيات التي تدير التفاعلات المتبادلة مع الزبائن غير الهاتف والانترنت والبريد الالكتروني، وتوجه اكثر من 100 مليون تفاعل متبادل مع الزبائن في 4 آلاف شركة وهيئة حكومية في 80 دولة. كما تجذب كبار الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات على انواعها في دول مثل اسبانيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا والولاياتالمتحدة ودول عدة في الشرق الاوسط وافريقيا. شراكة لبنانية جديدة وعملاً بقناعاتها وبحثاً عن السبل التي تمكنها من تحقيق استراتيجيتها الجديدة، اتخذت"ألكاتيل - لوسنت"شريكاً جديداً في لبنان، حيث تتواجد منذ اكثر من 30 سنة، وألغت شراكتها السابقة. اذ اصبحت شركة"أي إن إس"اللبنانية Entreprise & Networking Solutions منذ بداية هذا العام، شريكة المجموعة العالمية لمتابعة اعمالها في لبنان وتنفيذها وصيانتها. وفي هذا الموضوع صرح المدير العام للشركة جو غصوب لپ"الحياة"ان شركته تعلق آمالاً كبيرة على الشراكة الجديدة، خصوصاً انها ستمثل"ألكاتيل - لوسنت"في لبنان، وهي مسؤولية كبيرة. كما أكد ان المجموعة تعهدت بتدريب العاملين في الشركة اللبنانية، في لبنانوفرنسا، ليكونوا جاهزين للقيام بمهماتهم على أكمل وجه. وپ"إي إن إس"شركة لبنانية تنتمي الى مجموعة ITG، وحققت السنة الماضية 100 مليون دولار ايرادات. "هذه السنة، تعتمد"ألكاتيل - لوسنت"نهجاً جديداً لرفع مستوى الإثارة، في الوقت الذي تعلن فيه عن شراكة جديدة، وفرصة جديدة، وتركيز جديد على سوق اتصالات المؤسسات والخيارات الجديدة المتاحة". هذا ما أعلنه رئيس"ألكاتيل - لوسنت"، كما أجاب عن اسئلة عدة طرحها عليه احد كوادر الشركة، عن التحديات المستقبلية، والفرص والاستراتيجيات والخيارات المعتمدة والتحالفات،"لتحقيق تحوّل تنافسي للشبكات بنجاح، يتيح لكل واحد منا الاستمرارية في الاعمال، واضافة آفاق جديدة الى الاقتصاد العالمي". وتحدثت المديرة التنفيذية للمجموعة، باتريشيا روسو، عن التزام الشركة تجاه سوق اتصالات المؤسسات، وعن قرار الاندماج مع"لوسنت"ودواعيه. واستعرضت رؤية الشركة المتمثلة في"الاتصالات الحساسة لرجال الاعمال، والتي تعكس الدور المحوري الذي تلعبه حلول الاتصالات في نجاح المؤسسات والهيئات الحكومية في الوقت الحاضر. وتضمن خطابها عروضاً ووجهات نظر عن التحول التنافسي في الأعمال واستجابة المجموعة له. العناية الصحية كان لافتاً في المنتدى اهتمام"ألكاتيل - لوسنت"بتقديم حلول للعناية الصحية بالاشتراك مع المركز الطبي في جامعة بيتسبورغ الاميركية، التي أشار ممثلها في المنتدى الى ان"مهمة المركز الطبي تقديم متابعة دائمة للمرضى وتسهيلها، وابتكار نظام الغد الصحي عبر التجديد والابحاث، ما يستدعي نظاماً متكاملاً للمتابعة". وفي هذا المجال تقدم"ألكاتيل"منتجات جديدة تسمح بالمتابعة المرجوة بإدخال الصوت وشبكات الاتصالات المتخصصة، وبالوصول الى المعلومات الطبية والادارية عبر القنوات المناسبة. وتسمح الحلول الجديدة التي تقدمها"ألكاتيل - لوسنت"، بتحسين نوعية حياة المرضى، ومتابعة العناية في المنزل، والامان والخصوصية في كل الاوقات وأينما كان، والاستقلالية بالنسبة للمسنين أو المعوقين، وخفض كلفة العناية الطبية بتأمين انتقال المرضى من المستشفى الى المنزل ومتابعتهم عن بعد ومن دون أخطار. تطلعات"ألكاتيل - لوسنت"طموحة جداً ومقنعة. وهي اثبتت تواجدها بقوة في الاسواق المتقدمة، ودخلت السوق الاصعب في هذا المجال، أي الولاياتالمتحدة، ولعبت لعبة العولمة التي لم تعد ترى حلولاً الا في الشراكات والاندماج. لكن الصورة ليست بهذا التألق من كل النواحي. ذلك ان انباء موثوقة تشير الى قيام المجموعة باعادة هيكلة وتنظيم اعمالها في فرنسا والعالم، ما يستدعي تسريح آلاف العمال. عن هذا الموضوع فضل المسؤولون في"ألكاتيل - لوسنت"الاجابة بابتسامة غامضة. لكن الاضراب والتظاهرات التي قام بها منذ ايام عاملون في"ألكاتيل - لوسنت"في فرنسا، احتجاجاً على نية المجموعة تسريح 1500 عامل في مراكزها الفرنسية وحدها، وظهرت في وسائل الاعلام الغربية، أبلغ اجابة على هذا النوع من التساؤلات.