فر آلاف من سكان مقديشو، أمس، بعد موجة عنيفة من الهجمات بقذائف الهاون والمورتر استهدفت قصراً رئاسياً ومقر وزارة الدفاع ومواقع للقوات الصومالية والجيش الإثيوبي في العاصمة، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً وجرح عشرات آخرين. وأكد نائب وزير الدفاع صلاح علي جيلي أن القذائف استهدفت أحياء وزارة الدفاع والرئاسة والمستشفى العسكري. وأشار إلى أن"القوات الحكومية والقوات الإثيوبية الصديقة ردت مستهدفة الإرهابيين الذين فتحوا النار". واتهم فلول الإسلاميين بدفع أموال لمنفذي الهجمات. وقال إنهم يدفعون مئة دولار يومياً لمن يطلق صواريخ وقذائف على الحكومة والمدنيين. ولفت جيلي إلى أن وحدة الرد السريع شبه العسكرية التي بدأت عملها أول من أمس ستحقق نتائج ملموسة في"الحرب على الإرهاب"قريباً، موضحاً أن خطتها تقوم على مد سيطرة الحكومة في المدينة حتى لا يشعر المتطرفون بعد الآن بالأمان في أي مكان". وعززت الحكومة دورياتها بمساعدة الجيش الاثيوبي، وأقامت مزيداً من نقاط التفيتش للمساعدة في كبح الهجمات. وشن عدد كبير من المسلحين هجوماً بقذائف الهاون قرب مستشفى ديجفر الذي تستخدمه القوات الإثيوبية. وأكد شهود أن الجنود الإثيوبيين ردوا بالمدفعية الثقيلة. وقال جندي حكومي كان في قصر"فيلا الصومال"الرئاسي خلال الهجوم:"أمطرونا بالصواريخ، وسقطت قذيفة مورتر أيضاً على المجمع. لحسن الحظ لم يصب أحد". وأضاف:"أُرغمت قواتنا وقوات حليفتنا اثيوبيا على إطلاق نيران المدفعية الثقيلة... تحتم علينا الرد. هذه العناصر تحصل على أموال للتسبب بكل هذا الدمار". وأسفر القصف عن مقتل 16 شخصا وجرح نحو 40 آخرين. وقال الناطق باسم"مستشفى المدينة"عبدي جعب:"تسلمنا 36 جريحاً، قضى ثلاثة منهم لاحقا". وقال طبيب آخر طلب عدم نشر اسمه:"اضطررنا إلى إعادة بعض المصابين إلى منازلهم، لأن المكان مكتظ". وتجمع في المستشفى أقارب المرضى الذين يرقدون على الارضية الملطخة بالدماء. وفضل آلاف السكان الفرار والنزوح بسبب تصاعد أعمال العنف. وقال السائق مختار عباس إن"عدد الأشخاص الذين يفرون من مقديشو زاد في شكل كبير الثلثاء". واضاف أن الفارين"ينتقلون إلى القرى المجاورة الهادئة نسبياً. إنه أمر مروع أن تقتل برصاصة طائشة". وقالت عائشة عثمان، وهي أم لسبعة أطفال، فيما كانت تستعد لمغادرة المدينة:"أينما ذهبت في الصومال أفضل من مقديشو. يسيطر المسلحون على قسم من المدينة، وخلال الليل تبدأ المعركة على الأرض بين القوات الصومالية والإثيوبية، وبين حركة ما للمقاومة الإسلامية".