بعد خمسة أيام على انطلاق الخطة الأمنية في العاصمة، قُتل 56 عراقياً على الأقل في انفجار سيارتين مفخختين في منطقة بغداد الجديدة ذات الغالبية الشيعية في شرق العاصمة العراقية، بحسب مصادر طبية. ويعد هذا الانفجار الأعنف من نوعه منذ بدء خطة بغداد الامنية الجديدة "فرض القانون" التي دخلت يومها الخامس أمس. وتجمع عشرات المدنيين للبحث عن أقاربهم، فيما تطوع آخرون لنقل الجرحى بسياراتهم الخاصة الى المستشفيات بسبب كثرة عدد الضحايا، وفقاً لمصور وكالة"فرانس برس". وكانت سيارات الاسعاف لا تزال تنقل الجرحى بعد ساعة ونصف الساعة من وقوع الانفجار قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت بغداد. وشاهد مصور"فرانس برس"شاحنتين تنقل إحداهما جثثاً متفحمة وأخرى تنقل جرحى. واحتشد رجال ونساء امام مستشفى الكندي في وسط بغداد حيث نقلت جثث 24 قتيلاً، اضافة الى 83 جريحاً. وكان بعضهم يصرخ"أين الخطة الأمنية؟"، في حين قال مصدر في المستشفى لوكالة"فرانس برس"إن معظم الجرحى"حالهم خطرة". وتسبب الحادث في تدمير عدد كبير من المحال التجارية والحاق أضرار مادية بالسيارات. وأكد مصدر في مستشفى ابن النفيس وسط العاصمة أن جثث 14 من ضحايا الانفجار وصلت الى المستشفى، لافتاً إلى أن 20 جريحاً وصلوا الى المستشفى غالبيتهم في حال الخطر. من جهة أخرى، قُتل شرطي عندما فجر انتحاري سيارة مفخخة كان يقودها أمام نقطة تفتيش في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في بغداد. وأدى الانفجار، وفقاً لمصدر أمني، إلى إصابة عشرة أشخاص من بينهم ثلاثة من رجال الشرطة. وأوضح أن"الانفجار وقع في ساحة الحمزة الواقعة في مدينة الصدر شرق بغداد". وفي الناصرية، أعلن مسؤول محلي"مقتل احد عناصر الشرطة خلال اشتباكات وقعت بين طرفين من عشائر قضاء الجبايش 90 كلم شرق الناصرية". وفي السماوة، أفادت الشرطة أن قائد شرطة المدينة العقيد علي مطشر نجا من دون أي اصابات من انفجار عبوة كانت مزروعة على جانب أحد الطرق قرب موكبه، ما أدى الى جرح أربعة من حراسه الشخصيين. وفي الصويرة، أفادت الشرطة أنها انتشلت جثة لرجل مصابة بعدد من الاعيرة النارية من أحد الأنهار في البلدة. وفي منطقة سليمان بك، أعلنت الشرطة العثور على جثتي رجلين فيهما عدد من الاصابات بأعيرة نارية، وعليهما آثار تعذيب في هذه البلدة الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوبكركوك. وفي البصرة، أفادت الشرطة أن قوات بريطانية اشتبكت مع مسلحين بمدافع رشاشة وقذائف صاروخية في معقل لإحدى الميليشيات الشيعية في المدينة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وأكد الجيش البريطاني وقوع الاشتباكات، لافتاً الى أن جنوده كانوا يدعمون القوات العراقية في"عملية هجومية"في منطقة الحبانية الشمالية عندما تعرضوا لهجوم. وأفادت الشرطة العراقية أنها عثرت على خمس جثث لأشخاص قُتلوا بالرصاص في أنحاء متفرقة في بغداد أول من أمس. وفي الموصل، أفادت الشرطة أن صدامات اندلعت بين مسلحين ورجال الشرطة في هذه المدينة، ما أدى الى إصابة عقيد في الشرطة اثناء الصدامات. وفي منطقة بلد، أفاد مركز تنسيق عراقي أميركي مشترك أنه عثر على ثلاث جثث تحمل آثار أعيرة نارية. وأعلنت وزارة الدفاع أن الجيش العراقي ألقى القبض على 38 مسلحاً خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية في أنحاء متفرقة في العراق. وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي أن جنديين أميركيين قُتلا في هجومين منفصلين في بغداد، وهما أول ضحايا أميركيين منذ بدء تطبيق الخطة الأمنية الجديدة في العاصمة الأربعاء الماضي. وجاء في بيان للجيش الأميركي أن الجنديين قُتلا أول من أمس. وأوضح أن جندياً قُتل في شمال بغداد عندما ألقى متمرد قنبلة يدوية على العربة التي كان يستقلها فيما أُطلق النار على الثاني أثناء مشاركته في دورية راجلة. ولم يذكر الجيش الأميركي مزيداً من التفاصيل. ويرتفع بذلك عدد ضحايا الجيش الاميركي في العراق منذ الغزو عام 2003 الى 3129 قتيلاً، وفقاً لحصيلة أعدتها"فرانس برس"، استناداً الى أرقام وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون.