يتكلم سامبودا، من بومباي الهندية، الإنكليزية - الأميركية، على شاكلة أهلها. ويفرق بين لهجة اهل تكساس ولهجة أهل كاليفورنيا، على رغم انه لم يزر الولاياتالمتحدة يوماً. وهو يتولى إدارة مركز الاتصالات، "ايبيسنتر" ببومباي. ويدعو الموظفين، تارة بالحسنى وأخرى بالشدة والصراخ، الى زيادة مبيعات الشركة. وفي الحالين يحرص على النطق بلهجة اميركية صحيحة. ومصدر الربح، في الدرجة الأولى، على ما قال المدير"سام"، في فيلم تسجيلي عنوانه"اتصال من بومباي"، ووقعه سمير ملال وبن ادلمان، وعُرض على قناة"ناشونال جيوغرافيك"في 15 آب اغسطس 2006، يوم استقلال الهند - هو الاتصالات. وافتتن ملال بحفظ بعض الموظفين عن ظهر قلب نتائج مباريات البيسبول. وهم يستعملونها في محادثتهم الزبائن ويطيلون وقت الاتصال الهاتفي بواسطتها. وهذا من الأمور التي دعت المخرج الى تصوير فيلم تناول فيه التغيرات الاقتصادية والثقافية في الهند. وملال ليس وحده. فإيلاء ازدهار مراكز الاتصالات، وتكاثرها في البلاد، موضع اهتمام كثر غير سمير ملال. فثمة شتيتان باغات، مؤلف رواية"ليل في مركز اتصالات". وأبطال الرواية ست شخصيات تنتسب الى هذا الوسط، ويستفز بعضها بعضها الآخر الى الفعل والرد. ومخرجة الأفلام التسجيلية، سونالي غولاتي، انجزت"نيلاني ليلاً ونانسي نهاراً". وصنع اشيم الواليا، من بومباي، شريط"جون وجاين". وعالجت اعمالهم احوال الشباب الهنود من الطبقة الوسطى، وإقبالهم على التغرّب في سبيل تحقيق احلامهم، وكسب الأموال من طريق شركات خدمات خارج بلادهم. وتزخر الشاشة الصغيرة بأعمال شبيهة مثل مسلسل"اتصال من الهند"، وتغادر بطلته تشاندي بلدتها، بحثاً عن اختها في عاصمة الهند الاقتصادية. وينتهي بها المطاف عاملة اتصالات. وفيلم"الشيخ السادس ونعجته السادسة المريضة"يصف بدوره حياة موظفي مراكز الاتصالات بكالكوتا، وطرقهم في إدارة عوالمهم الافتراضية. فحياة موظف في مركز اتصالات استمالت المخرج سمير ملال، وهو يراقب شباناً وشابات، من الطبقة الوسطى في الهند، يجنون اموالاً طائلة في وقت قصير، ويبددونها من غير اكتراث، أو رجالاً ونساء يعملون جنباً الى جنب. واراد ملال معالجة اثر هذه الحياة في الأفراد، وبلوغهم موازنة بين التقاليد ومتطلبات العمل. ويرى المؤلف تشيتان باغات ان مراكز الاتصالات باتت جزءاً من الثقافة الهندية. وهذا بعدٌ عالجه في روايته التي اقتبسها للسينما. ويوزع الفيلم في الصالات منتصف السنة الجارية. ويلاحظ ان مراكز الاتصالات اصبحت جزءاً من الثقافة المهنية والاجتماعية الهندية. وتبطن جانباً خفياً كشفته اخيراً محطة اخبارية، فبثّت حديثاً لموظف سابق، في احد المراكز، يروي اضطراره الى ضبط حاجاته، والحؤول دون تردده الى المرحاض المرة تلو المرة. وفضح بث آخر تحرّش مدير بموظفة استدعاها الى مكتبه. وتشهد اعمال اخرى على مشكلات فقدان الشهية والأرق والتوتر والخيبة من النتائج السيئة والمصاعب التي تواجه الموظفين، وقلقهم الدائم، وخوفهم من فقدان عملهم. هذه ثمن كسب المال، والتمتع بالاستقلال المادي والاجتماعي. عن نانديتا شيبر وابيلاشا اوجا، "بيزنس ستاندرد" الهندية ، 5/2/2007