كلما جاء اسم محافظة الليث في السعودية تذكرت فيلم كرتون "الليث الأبيض"، الذي شاهدته في صغري، كان ليثاً صغيراً شجاعاً، متى يناد يستجب له الجميع، على العكس من قرى الليث، عندما تنادي، تواجه بالإهمال أو استجابة تهوّن من حقيقة حاجتها للنجدة، نحصل على رد تجده في قولهم "كله تمام"، وأن الأمر تحت السيطرة وپ"اطمئنوا"، ولأن استجابة جهات حكومية عدة لمطالب الجمهور أصبحت متواضعة، يضطر الكاتب للمقارنة بالأسوأ والأقل، بدلاً من الأفضل والأكبر. من هذه القاعدة ولأجل اهتمامه بالرد والتوضيح، أشكر مدير الشؤون الزراعية في منطقة مكةالمكرمة الأستاذ جابر الشهري، لأنه تفضل بالرد على ما كتبته عن نفوق مئات الأغنام في قرى الليث، إذا قارنت سرعة رد وزارة الزراعة بإهمال وزارة الشؤون الاجتماعية لما نشر منذ شهر رمضان الماضي عن أحوال سكان تلك المحافظة الاجتماعية والاقتصادية واستجدائهم إفطاراً رمضانياً، إذا تذكرت ذلك وهو أمر لا ينسى، لا بد من أن تشكر وتقدر"الزراعة". هذا من حيث الشكل، أما المضمون فإن رد الزراعة الذي نشرته"الحياة"يوم الخميس الماضي، حاول التخفيف من القضية، ومختصره أن الوزارة على علم، وتبين لديها نفوق 6 أغنام فقط! وأرسلت فرقتين بيطريتين اتخذتا الإجراءات اللازمة لمواجهة"الحمى القلاعية"، هذا مختصر ما جاء في الرد، وما زلت على خلاف مع الإخوة في الزراعة حول المضمون، ومصادري تؤكد أن عدد الحالات أكثر من مئتي رأس، وان المواطنين لم يجدوا العناية اللازمة وهم في حال حسرة وبؤس، ويجب تعويضهم، والتدابير البيطرية كانت أقل بكثير من الحاجة، واللقاح غير متوافر حتى كتابة المقال! والمطلع على الصور المنشورة يرى أن العدد أكثر من 6 رؤوس! والخطورة تزداد لأن قطعاناً أخرى تأتي من مناطق مجاورة للرعي، والسلطات السعودية تمنع استيراد ماشية من دول مجاورة لإصابتها بالحمى القلاعية. يظهر أن الحمى المستوردة مختلفة عن الحمى المحلية، ويبدو أن أحوالنا كانت أفضل في سنة"حمى الوادي المتصدع"! نعم هناك فرق بين حمى قلاعية ربما أتى اسمها من القلاع، فهي حمى محصنة، وحمى متصدعة جاءت من واد،"مرض من فوق وآخر من تحت"، من هنا نستنتج"نسبية"الاهتمام الرسمي المتدني. لستُ بيطرياً، وما يهمني هو مواجهة"حمى الفقر الليثي"التي تنخر في عظام سكان قرى تلك المحافظة البائسة، ولك أن تقدر اهتماماً من هذا النوع لقضية وصلت الى الصحافة، فكيف بقضايا لم تصل. أما الفصل بين معلومات مصادري ورد الزراعة فهو أن نلجأ إلى جمعية حقوق الإنسان لتسأل البشر، أو ننتظر إلى حين إنشاء جمعية للرفق بالحيوان فتسأل ما تبقى من الأغنام! [email protected]