وجّه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية كلمة للجالية الفلسطينية في السعودية أكد فيها أنه كما للحكومة حق على الفلسطينيين في المساندة والدعم، "فإن للفلسطيني حق عليها بعدم التفريط في حقوقكم وهي حق العودة والحفاظ على المقدسات الإسلامية"، ملمحاً إلى أن الحكومة لن ترضخ للإملاءات الدولية التي تطالب باعتراف الحكومة الجديدة بدولة إسرائيل. وأشار هنية إلى أن حركة"حماس"خلال محادثاتها في مكة مع نظيرتها"فتح"من أجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، تنازلت عن بعض الامتيازات لمصلحة حركة"فتح"من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني وحقن دماء أبنائه، وأن مسؤولي"حماس"ليسوا طلاب كراس، وان ما يهمهم هو مصلحة القضية الفلسطينية. وأكد هنية خلال حضوره احتفال الجالية الفلسطينية في محافظة جدة، أن الاتفاق سيصمد، وان لا عودة للسلاح من جديد، ولن تخذِل الفصائل الفلسطينية مجدداً الجهود السعودية ومشاعر العرب والمسلمين في كل مكان، وأن الجميع سيلتزم ضبط النفس. وعن الحكومة الجديدة، قال هنية إن وفد"حماس"سيعود إلى فلسطين للإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، وأنه سينفذ جولات عربية وأوروبية لضمان النجاح للحكومة الجديدة وتوفير الدعم لها. من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل، إن النصر على اليهود بات قريباً، وان الكيان الإسرائيلي يعيش في أسوأ حالاته، وأن أولياءهم في العالم ليسوا أفضل حالاً منهم. وأضاف:"إنني أعرف أنكم تتساءلون عن اتفاقنا في مكة وهل سيصمد شامخاً أمام كل التحديات؟ فأجيبكم بأننا سنتحلّى بضبط النفس نحن وجميع المنظمات والفصائل الفلسطينية، كما أنني أجيبكم عن إمكان فك الحصار الاقتصادي المفروض علينا في أقرب وقت فأقول لكم: لا تتفاءلوا كثيراً، سنتعرض لضغوط وإملاءات كثيرة، ولن يكون فك الحصار أمراً سهلاً، لكننا سنصمد ونصبر حتى فك الحصار بإذن الله". وقدمت الجالية الفلسطينية في جدة في المناسبة ذاتها مطالبها من الحكومة السعودية إلى هنية، ومنها منح العلاج المجاني في المستشفيات السعودية لأبناء الجالية، والتعليم المجاني لأبنائهم في الجامعات السعودية، وتوفير فرص عمل في المؤسسات العامة والخاصة، واعتماد جواز السلطة بدلاً من الجواز الأردني الموقت. من جهة اخرى، صرح الناطق باسم الحكومة الفلسطينية الدكتور غازي حمد بأن الحكومة ستعجل بعد تشكيلها في المفاوضات لفك الحصار الاقتصادي المفروض على الفلسطينيين وفتح العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، وأنها لمست في الفترة الأخيرة إشارات ايجابية وتصريحات تعاون من كثير من الأطراف العربية والأوروبية. وقال:"إن برنامجنا واضح، ونحن ملتزمون بنود اتفاق مكةالمكرمة كافة مع إخواننا في حركة فتح وجميع الفصائل الفلسطينية، كما أن رؤيتنا ومطالبنا السياسية لم تتغير منذ إعلان تأسيس الحركة، وخلال الأيام المقبلة سنعمل بشكل جدي على إدارة الصراع مع إسرائيل لمصلحتنا". وقال إن الحكومة السعودية"أعلنت لنا أنها ستقف إلى جانبنا في سبيل تشكيل الحكومة، وأنها ستوفر لنا الدعم اللازم"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مطالب الجالية الفلسطينية سترسل برسالة من هنية إلى الملك عبدالله.