قالت مصادر خليجية رفيعة المستوى ل "الحياة" ان اهتمام قمة مجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في الدوحة في الثالث والرابع من الشهر الجاري، بدعم اليمن تخطى ما جاء في البيان الختامي لجهة المساعدة في جهود التنمية والاستثمار. وكشفت أن زعيم دولة خليجية تحدث في الجلسة المغلقة للقادة عن مستقبل العلاقات بين المجلس واليمن، مؤيداً قبول الأخير عضواً في المستقبل. وذكرت أن الجانب الكويتي أبدى تحفظاً عن هذا الاقتراح وقدم تفسيراً لموقفه. لكن عدداً من المشاركين ربطوا بين التحفظ الكويتي وذيول بعض المواقف التي اتخذها اليمن إبان حرب الخليج الثانية. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الاهتمام بموضوع اليمن يأتي في سياق قراءة خليجية ترى أن أمن دول مجلس التعاون لا ينفصل عن الأوضاع في الدول المتاخمة له وهي إيران والعراق واليمن والأردن. وقالت المصادر إن تكرار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في الجلسة الافتتاحية عبارة"الخليج الفارسي"استوقف عدداً من القادة المشاركين في القمة. وأضافت أن قادة خليجيين لاحظوا أن أحمدي نجاد لم يعط تطمينات كان يعتقد بأنه سيقدمها، وهو طرح سلسلة من الخطوات للتعاون الاقتصادي من دون ولو اشارة صغيرة الى الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة. وأوضحت المصادر أن ترحيب المجلس الأعلى لدول الخليج بما طرحه أحمدي نجاد لا يعني قبوله كما ورد خصوصاً لجهة طلب إلغاء التأشيرات وخطوات أخرى لا يمكن فصلها عادة عن الوضع السياسي والمناخ العام. وقالت إن الترحيب الذي أبداه قادة مجلس التعاون يعكس الرغبة في تحسين العلاقات لكنه لا يعني تطابق الرؤى أو تغييراً في الموقف. واضافت أن جواً ودياً ساد مأدبة العشاء التي أقيمت لقادة الدول الأعضاء وشارك فيها أحمدي نجاد. وأشارت المصادر الى أن أحمدي نجاد جاء الى القمة بناء على طلبه وبعدما نقل وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي هذه الرغبة الى عدد من دول المجلس. ولفتت الى أن الرئيس الايراني حرص خلال رده على الأسئلة عن مشاركته على القول إنه تلقى دعوة ولبّاها من دون أن يشير الى أنه كان الطرف المبادر في هذا الموضوع. وأعربت المصادر عن ارتياحها الى المناخات التي سادت الجلسة المغلقة، مشيرة الى موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي طالب بإزالة كل العوائق التي تعترض انطلاقة أكبر للتعاون بين دول المجلس وعلى كل الصعد. وأشارت الى أن البحث تناول أيضاً تعزيز القدرات العسكرية لدول المجلس ومضاعفة التعاون الأمني في وجه الإرهاب. وشدد عدد من المشاركين في الجلسة على أهمية العلاقات الدولية الواسعة لدول المجلس وأهميتها في خدمة شؤون الأمن والاستقرار في المنطقة.