أجرى سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي محادثات في موسكو أمس، تكتم الطرفان الروسي والإيراني على نتائجها، وإن أعلنت مصادر روسية أنها تركزت على ملفي العقوبات المحتملة ضد إيران وموضوع تشغيل محطة"بوشهر"الكهروذرية. واللافت أن محادثات جليلي في العاصمة الروسية تزامنت مع مشاورات بين موسكو وواشنطن، إذ أجرى الرئيس الأميركي جورج بوش مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين استمرت40 دقيقة، بحسب مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو الذي قال إن الحوار خلالها تركز على الشأن الإيراني. ومباشرة بعد ذلك، التقى جليلي بوتين وأجرى الجانبان محادثات لم تعلن نتائجها . وافتتح بوتين الحوار بالإعراب عن أمله بمواصلة طهران التزامها أن يكون البرنامج النووي الإيراني شفافاً وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكداً ترحيب بلاده بتنشيط الاتصالات الإيرانية بالوكالة وتوسيع التعاون بين الجانبين، ولفت إلى أن موسكووطهران عمقتا خلال الفترة الماضية تعاونهما المشترك في المجالات المختلفة. وبحسب مصادر روسية فإن جليلي سعى إلى إقناع الروس بضرورة عدم الموافقة على مشروع تشديد العقوبات ضد بلاده ، وكان أجرى محادثات مع نظيره الروسي فالنتين سوبوليف، وصف في مستهلها العلاقات الروسية الإيرانية بأنها"إستراتيجية"، مشدداً على أن طهران تعتبر"التعاون الإستراتيجي مع روسيا ضرورياً". وأعلن سوبوليف قبل بدء المحادثات أن موسكو"مستعدة لمناقشة القضايا الإقليمية وقضايا العلاقات الثنائية"مع الجانب الإيراني. وحضر المحادثات التي أجريت خلف أبواب مغلقة، من الجانب الإيراني سفير إيران في روسيا غلام رضا أنصاري ونائب وزير الخارجية مهدي صفري. ومن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية سيرغي كيسلياك. كان جليلي وصل إلى موسكوأول من أمس من أجل مناقشة البرنامج النووي الإيراني ، علماً أن موسكو أعلنت أخيراً تجهيز الوقود النووي المعد للتصدير إلى إيران لتشغيل محطة"بوشهر"النووية. وتأتي زيارة جليلي إلى موسكو بعد محادثات أجراها في لندن الجمعة مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، انتهت من دون تحقيق تقدم، ما دفع سولانا إلى وصف المفاوضات بأنها كانت مخيبة للآمال. الى ذلك، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف أن التقرير الأميركي اعترف عملياً بالطابع السلمي لبرنامج إيران النووي، ما يعني أنه سحب الذرائع التي يستخدمها"صقور الإدارة الأميركية لتبرير توجيه ضربة عسكرية"لإيران، لافتاً إلى أنه التقرير يؤكد صحة الموقف الروسي الذي دعا مراراً إلى التريث والبحث عن تسوية سلمية. وأكد مارغيلوف عدم وجود أدلة تثبت توجه طهران لصناعة أسلحة نووية، معرباً عن أمله في أن يكون التطور الاخير دليلاً على إفادة الولاياتالمتحدة من"تجربتها الفاشلة في العراق عندما شنت الحرب تحت شعارات تطوير الأسلحة الكيماوية والنووية ولم تجد شيئاً بعد ذلك". واعتبر أن صدور التقرير يمكن أن يشكل مدخلاً جيداًَ من أجل إعادة النظر ببرنامج طهران النووي والبحث عن حلول على غرار السيناريو الليبي أو الكوري الشمالي.