كأنه يعزّ على منصور الرحباني أن يأتي الى الجمهور شاعراً، من دون عاصي، حتى ولو كانت الكتب والقصائد من تأليفه هو منفرداً. لذلك، فإن كتباً شعرية خمسة صدرت له دفعة واحدة، أربعة له تأليفاً، والخامس بتأليف مشترك بينه وبين عاصي هو مجموع القصائد الغنائية التي أنشدتها فيروز في رحلتها الفنية الرحبانية الطويلة. كتاب باللغة الفصحى هو"القصور المائية"، وآخر باللهجة العامية هو"بحّار الشتي"هما الجديدان من بين الخمسة، ذلك ان منصور يعيد نشر كتابين أصدرهما قبل عشر سنوات تقريباً. هما"أنا الغريب الآخر"و"أسافر وحدي ملكاً"، إضافة الى الكتاب الخامس الذي هو بعنوان"قصائد مغنّاة". وإذا كان تناول الكتب الشعرية شأناً ثقافياً ولصفحات الثقافة، فإن كتاب"قصائد مغناة"شأن فني جمع فيه منصور الرحباني تلك القصائد الغزلية والوطنية التي شَدَت بها فيروز على مدى أكثر من ربع قرن، ومنها"زهرة المدائن"و"جسر العودة"و"سنرجع يوماً"وأغان أخرى، إضافة الى القصائد التي كتبها ولحنها عاصي ومنصور الرحباني لبعض البلدان العربية وشعوبها وكانت تُقَدّم في بداية الحفلات الغنائية التي أقيمت في تلك البلدان. ويذكر ان الأخوين رحباني كانا يرفضان رفضاً قاطعاً وضع قصائد غنائية خاصة بالأنظمة السياسية للبلدان التي كانت تقام الحفلات الغنائية فيها، ولهما على هذا الصعيد مواقف تروى... كانا يعتبران ان الباقي هو البلد والشعب، أما الأنظمة والأشخاص فذاهبون... زائلون.