في ثالث غارة من نوعها عبر الحدود خلال خمسة أيام. أكد الجيش التركي أمس أن مقاتلات تركية قصفت أهدافاً للانفصاليين الأكراد على طول الحدود التركية في شمال العراق، مؤكداً بذلك تقارير كردية عن وقوع تلك الغارات. وتزامنت هذه الغارة مع عملية برية على الجانب التركي من الحدود مع العراق، أسفرت عن مقتل ستة متمردين أكراد، ما يرفع حصيلة قتلاهم خلال يومين من هذه العملية الى 11، علاوة على اعتقال اثنين آخرين، وفقاً للحيش التركي. وأشاد الرئيس التركي عبدالله غل بالولاياتالمتحدة لدعمها العمليات التركية، وقال في حديث الى قناة"سي أن أن ترك""إننا في شراكة تلائم تحالفنا مع الولاياتالمتحدة. إنهم راضون عن التعاون ونحن كذلك". يذكر أن الولاياتالمتحدة توفر معلومات استخباراتية لتركيا منذ اجتماع عُقد بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي جورج بوش الذي وصف"حزب العمال الكردستاني"بأنه"عدو للولايات المتحدةوتركياوالعراق". وكان مركز تنسيق بين البلدان الثلاثة أقيم في أنقرة للتعاون في مجال المعلومات الاستخباراتية. وجاء في بيان لهيئة الأركان نُشر على موقعها على الانترنت أن هذه الغارة وقعت بعدما"تبين أن مجموعة كبيرة من الارهابيين الخاضعين الى المراقبة منذ فترة طويلة، تستعد لقضاء الشتاء في ثمانية كهوف ومخابئ في منطقة الزاب". وأضاف البيان أن"طائراتنا ضربت هذه المواقع في غارة جوية فاعلة بدأت في ساعات من صباح 26 كانون الأول ديسمبر". إلا أن هذا البيان لم يتحدث عن وقوع أي إصابات. وتعتبر هذه ثالث غارة على أهداف ل"حزب العمال الكردستاني"يؤكدها الجيش التركي منذ 16 كانون الأول ديسمبر الجاري، إضافة إلى عملية توغل برية عبر الحدود. وتحدث مسؤولون في شمال العراق عن وقوع غارتين جويتين إحداهما الثلثاء. وأكد جبار الياور الناطق باسم قوات الامن الكردية البيشمركة في العراق أن مقاتلات تركية قصفت قرى في أقصى شمال شرقي العراق مستهدفة مقرات"حزب العمال الكردستاني". كما قال مصدر أمني كردي رفض كشف هويته إن"الطائرات التركية قصفت مناطق نيروريكان التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك"من دون الإشارة إلى وقوع ضحايا. وجاء في بيان الجيش التركي أن"النجاح الذي تحقق في العمليات هو مؤشر واضح إلى أن الظروف الموسمية ومستوى الرؤية والطبيعة الوعرة للأراضي لا يمكن أن تعيق نضال القوات التركية المسلحة ضد الارهاب". وكان الجيش التركي أكد أن 150 انفصالياً من"حزب العمال الكردستاني"قُتلوا في 16 كانون الأول ديسمبر الجاري في أكبر غارة جوية على شمال العراق حتى الآن، عندما قصفت طائرات مواقع على الحدود التركية وجبال قنديل إلى الشرق حيث يقيم الحزب معسكراته. وأضاف أن الغارة دمرت أكثر من 200 هدف ل"حزب العمال الكردستاني"بما فيها قواعد قيادة وتدريب وامدادات لوجستية، اضافة الى مواقع دفاع مضادة للطائرات ومخازن ذخيرة. ويطالب"حزب العمال الكردستاني"منذ 1984 باستقلال شرق وجنوب شرقي تركيا، وتعتبره تركياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي"منظمة إرهابية". وكان الجيش التركي أكد مواصلة هجماته ضد متمردي"العمال الكردستاني"عبر الحدود في شمال العراق. وتشير الحكومة العراقية والقوات الأميركية إلى أنهما تساندان حق تركيا في الرد على هجمات متمردي"حزب العمال الكردستاني"، لكنهما تريدان عمليات منسقة ومحدودة لتفادي زعزعة استقرار منطقة شمال العراق. وتقدم الولاياتالمتحدة معلومات استخباراتية إلى تركيا حليفتها في حلف شمال الاطلسي الناتو في ما يتعلق ب"حزب العمال الكردستاني"في شمال العراق. وتؤكد أنقرة أن حوالي ثلاثة آلاف من مقاتلي"حزب العمال الكردستاني"يتمركزون في معسكرات في شمال العراق.