يبدو ان كرة القدم في إنكلترا تتجه إلى تغييرات جذرية بحتة بعد الخروج من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008 التي ستقام في النمسا وسويسرا. والظاهر ان الإنكليز بدأوا بالتخلي عن الكبرياء شيئاً فشيئاً فبعد ان تقبلوا فكرة مدرب أجنبي لمنتخبهم ولو على مضض من اريكسون وصولاً إلى الايطالي فابيو كابيلو فإن المفاجأة الكبرى التي قد يفجرها كابيلو هي استدعاء حارس مرمى فريق ارسنال اللاعب الإسباني مانويل ألمونيا إلى صفوف منتخب"الأسود الثلاثة"، مع العلم ان الأخير لم يستدعَ لتمثيل إسبانيا في أية مناسبة ويلعب للفريق اللندني منذ 4 سنوات ويحق له نيل الجنسية الإنكليزية. وتعاني إنكلترا من هبوط في مستوى حراسة المرمى، خصوصاً في العقد الماضي، فبعد غوردون بانكس وراي كليمنس وبيتر شيلتون وبعده كريس وودز انحدر مستوى الحراسة مع دايفد سيمان ومن بعده دايفيد جيمس ثم بول روبنسون، وآخر العنقود سكوت كارسون، وروبنسون وكارسون بالذات افقدا إنكلترا 6 نقاط ذهاباً وإياباً أمام كرواتيا في التصفيات الأوروبية، إذ دخلت شباكهما أهداف سهلة. ويقول ألمونيا:"في إسبانيا لم استدعَ لتمثيل المنتخب الأول ولا مرة، وإذا كان هناك في موقع آخر من يرغب بي فمن الطبيعي ان ادرس خياراتي واتخاذ القرار المناسب لي، خصوصاً إذا كان جيداً، ولن أغلق نفسي على أي شيء طالما هناك فرص دائماً". وكان ألمونيا قدم نفسه هذا الموسم بشكل رائع، إذ حافظ على نظافة شباكه في 11 مباراة من أصل 22 خاضها مع ارسنال في مختلف المسابقات، ما افقد الحارس الدولي الألماني ينز ليمان فرصة العودة إلى حراسة مرمى"المدفعجية". ومع ان أداءه كان أكثر من رائع لكن يبدو ان ذلك لم يلفت اهتمام مدرب منتخب إسبانيا لويس اراغونيس الذي يملك 3 حراس مرمى عالميين على حد قوله هم: حارس مرمى ريال مدريد ايكر كاسياس وحارس مرمى فالنسيا سانتياغو كانيزاريس وحارس مرمى ليفربول الإنكليزي خوسيه ريينا. وتؤكد المصادر من بلاد الضباب ان ألمونيا 30 عاماً قد يحل مشكلة حراسة المرمى الإنكليزية المستعصية وهو يقول:"لطالما كنت أقول علي الانتظار لمعرفة ماذا يحصل وأي حارس مرمى تملك إنكلترا وأي حارس تملك إسبانيا أيضاً ومن هنا علي ان أقوم الوضع ومعرفة أهمية القرار الذي من الممكن ان اتخذه، واعتقد ان القرار سيكون كبيراً لكن اعتقد أنني قد أتخذ هذا القرار في أقل من يومين من دون أدنى شك به". ويعود ألمونيا للحديث عن دور الجماهير خصوصا في ارسنال ويقول:"منذ ان انضممت إلى الفريق قادماً من سلتا فيغو عام 2004 وقف هذا الجمهور إلى جانبي، وفي حال قدمت لهم شيئاً إضافياً من دون شك سيزيدون من التعلق بي، وهنا أهمية الموضوع وهذا ما لا يحصل في إسبانيا". ويكمل المقارنة بين الجماهير في إنكلترا وإسبانيا قائلاً:"في إنكلترا الجماهير تختلف عن أي مكان في العالم لأنهم يعشقون كرة القدم بشغف وحين يحصلون على شيء يسعدهم من اللاعب أو النادي فإنهم يقدمون في المقابل الضعف، وهذا أمر غير معقول".