للإخوة الحجاج الدعاء بالقبول والمغفرة من الرحمن الرحيم، والعودة إلى أهاليهم سالمين غانمين، ولعموم المسلمين معايدة، كل عام وأنتم بخير شعوباً وبلداناً، وعيدكم مبارك، وللأعزاء القراء الكرام بطاقة خاصة تحمل كل الشكر والتقدير على رسائلهم، المعايدة منها أو تلك التي تبوح بقضايا وهموم مشتركة أو تعلق على مقال مخالفة أو مؤيدة، مع طلب "السموحة" لتأخر في الرد أو تأخر في تناول هموم تشغل أدمغتنا. كما تعلمون للقلم والكومبيوتر كما للفرد طاقة لها حدود، وهي تعتمد عند الكتابة على جملة من الأسس، الفكرة واحدة منها، لا يكفي أن تكون لدى الكاتب فكرة لمقاله، سواء نبعت من رأسه أو أرسلت من رأس يتابع ما يكتب، بل لا بد من حبال للأفكار... وشدها، وهي حبال عجيبة، يجب ألا تشدها بالمرة ولا ترخيها، لئلا تسقط الفكرة على الأرض وتتسخ. والفكرة مثل حبات السبحة تحتاج إلى خيط يجمعها وينظمها، لتضع "الشاهد" وهو اسم تلك الخرزة الطويلة... تضعه في النهاية مكملاً وجامعاً، لتصبح لديك مسبحة منتظمة الشكل ومفيدة، يمكن لك أن تفعل بها ما تشاء. هذا لبعض الاخوة الذي يرسلون جملة من النقاط المختلفة والمتباينة في اسطر قصيرة، طالبين بإلحاح من الكاتب تناولها. وأرد على بعضهم قائلاً إن الظباء كثرت على خراش، حتى انه أصبح يشك بسلامة نظره، فيظن انه في محمية للتربية والاستيلاد لا في الفلاة، يتلفت يميناً ويساراً سائلاً نفسه وروحه... كل هذه الطرائد؟ مبهوتاً، ويجيب بسرعة على سؤاله ليتها لم توجد! فلم يعد يدري ما يصيد. ربما يقتنع السيد خراش باللحم المتوافر مجمداً في الثلاجة، فهو لا يمارس الصيد لأجل المتعة أو التباهي بقدر ما هو مساس الحاجة، وحالة السيد خراش تلك، شكلاً، هي حالة المواطن العربي، إلا أن صيده قطعان من سحب الهموم تتقافز أمامه نشطة سمينة تسابق الريح، وخراش لم يصطد شيئاً، من صدمة المفاجأة، لا ندري ربما قنع بأن يكون نباتياً. لكن "ظباء" المواطن العربي يجب ألا تدفع إلى القنوط واليأس، فنحن في يوم عظيم وعيد اكبر للمسلمين، يذكر أنفسنا المشوشة الغافلة بلزوم القرب من الله تعالى، ومعرفته جل وعلا حق المعرفة، عندها ستنطلق في قلوبنا شعلة الأمل. [email protected]