أدت سرقة قطيع من الحمير في إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان إلى مواجهات قبلية حصدت 14 قتيلاً من بينهم ضابط شرطة، في وقت حذّر مبعوث دولي في الخرطوم من تدفق الأسلحة على دارفور، وطالب بنزع السلاح من مخيمات النازحين. وروى زعيم قبيلة السلامات في ولاية جنوب دافور جبريل حسن آدم ل"الحياة"أمس في الخرطوم ان الاشتباكات بين قبيلته وقبيلة الهبانية العربيتين تجددت خلال الأيام الماضية غرب مدينة برام عندما سرق أفراد الأخيرة حميراً من قبيلته الجمعة الماضي، موضحاً أن الاشتباك الأوّل قُتل خلاله أحد السارقين وأصيب آخر، كما وقعت مواجهات أخرى في حضور رجال من الشرطة حيث قتل ضابط وفرد من أبناء الهبانية واثنان من السلامات. وقال آدم ان مقاتلي الهبانية قتلوا أول من أمس تسعة أشخاص من قبيلته، داعياً إلى التهدئة وعدم اثارة ما يؤجج الفتن، وطالب وزارة الداخلية بنقل رجال الشرطة من القبيلتين بعيداً عن منطقة الصراع حتى لا يكونوا جزءاً منه. ودعا الحكومة إلى فرض هيبة الدولة والقانون، قبل أن يرحب بالمبادرات التي طرحها زعماء قبليون لحل المشاكل بين القبيلتين. في غضون ذلك، هاجم مسلحون رئيس أركان القوة الأفريقية في دارفور, وقال الناطق باسم بعثة الاتحاد الافريقي في الخرطوم نور الدين المازني إن أربعة مسلحين مجهولين هاجموا رئيس أركان القوة غاني الجنسية في الفاشر كبرى مدن الإقليم، مما أدى إلى إصابة سائقه بجروح والاستيلاء على السيارة. وقال حاكم ولاية شمال دارفور يوسف كبر إن الشرطة المحلية تمكنت من استعادة السيارة، متعهداً تسهيل مهمة القوة الأفريقية والقوة المشتركة الدولية - الافريقية التي ستنتقل اليها مهمات حفظ السلام في دارفور في نهاية الشهر. وفي السياق ذاته، حذّر مبعوث الأممالمتحدة الى السودان الباكستاني أشرف قاضي من تدفق الأسلحة على دارفور وطالب بنزع أسلحة مخيمات النازحين بطريقة تتسق مع القانون الدولي الانساني. وقال في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس ان بعثته لا ولاية لها على دارفور، موضحاً ان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي إلى دارفور رودلف أدادا يناقش مع المسؤولين في الحكومة الاتحادية والسلطات المحلية في الإقليم نزع السلاح والترتيب لنشر قوة أممية أفريقية مشتركة بدل قوات الاتحاد الافريقي. ورأى قاضي أن هناك تحديات تواجه السلام في جنوب السودان، وقال ان طرفي الاتفاق"حزب المؤتمر الوطني"بزعامة الرئيس عمر البشير و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"برئاسة نائبه سلفاكير ميارديت أحزرا تقدماً، وتجاوزا معظم القضايا العالقة في تنفيذ الاتفاق عدا النزاع على أبيي الغنية بالنفط، متوقعاً تسوية الملف بنهاية العام. وأضاف أن الجيش الحكومي سيكمل اعادة انتشاره في جنوب البلاد و"الجيش الشعبي لتحرير السودان"في شمالها قبل 9 كانون الثاني يناير المقبل، نافياً في شدة ان تكون الأممالمتحدة تفكّر في نشر قوة دولية في الخط الفاصل بين الشمال والجنوب. على صعيد آخر، قضت محكمة جنايات الخرطوم بالسجن ستة أشهرعلى اثنين من المصريين بعدما دانتهما بالاساءة الى العقيدة والدين الإسلامي لتسويقهما"كتاباً مسيئاً إلى الذات الإلهية والرسول الكريم، وزوجته السيدة عائشة"، في"معرض الخرطوم الدولي للكتاب". واعتبر رئيس محكمة قضايا الصحافة والنشر القاضي عصمت محمد يوسف في حيثيات قراره ان الاهمال الإداري سبب مباشر في دخول كتاب"أم المؤمنين تأكل ابناءها"الى السودان من مصر حيث توزعه مكتبة مدبولي في القاهرة. وأمر بإبادة الكتاب الذي ألّفه نبيل فياض، واعادة كتب أخرى الى مكتبة مدبولي بعد حجزها لدى السلطات.