نقلت مصادر فرنسية لپ"الحياة" عن مسؤولين فرنسيين كبار استياءهم الكبير من عدم تجاوب سورية حتى الآن مع المساعدة على إنجاز الانتخاب الرئاسي في لبنان. وقالت المصادر ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي كان صرح لمجلة"لو نوفيل أوبسرفاتور"الصادرة يوم الخميس الماضي، بأنه تردد كثيراً قبل الاتصال بالرئيس السوري بشار الأسد، وانه اتصل به مرتين وأرسل اليه مبعوثَيه كلود غيان وجان دافيد ليفيت، وان النظام السوري ليس ديموقراطياً، لكنّ هناك انتخاباً رئاسياً بالتوافق ينبغي ان يتم في لبنان وعلى الاغتيالات ان تتوقف وعلى سورية ألاّ تعرقل عمل المحكمة الدولية"، مستاء جداً من أن دمشق حتى اليوم لم تتجاوب مع مبادرته، وأن الانتخاب الرئاسي في لبنان لم يحصل بعد، علماً انه تم الاتفاق على مرشح توافقي هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وان الاغتيالات لم تتوقف بدليل اغتيال مدير العمليات في الجيش العميد فرنسوا الحاج. وأضافت ان كل ذلك جعل ساركوزي"يشكك في نيات سورية في التجاوب مع مطالب فرنسا، وهو ما زال ينتظر منها التجاوب"، مشيرة الى أن مبعوثيه الى دمشق شرحا للقيادة السورية انه في حال لم تتجاوب دمشق مع مطالب فرنسا حول لبنان، ستكون رئاسة ساركوزي التي تمتد خمس سنوات، أقسى بكثير على النظام السوري مما كانت عليه رئاسة سلفه جاك شيراك في نهاية عهده". وزادت المصادر ان ساركوزي"مستعد لإعطاء فرصة أخيرة للنظام السوري في انتظار الانتخاب الرئاسي في لبنان". وأكدت مصادر فرنسية وأخرى عربية استياء وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الكبير إزاء اغتيال العميد الحاج، ناقلة عنه"غضبه الشديد من نهج سورية في التعطيل واستمرارها في دفع حلفائها في لبنان الى العرقلة والتعطيل". وتوافقت المصادر العربية والفرنسية على القول إن ساركوزي قال لأكثر من محاور عربي وأجنبي انه تحدث مع سورية لأنه مقتنع بأنه ينبغي التحدث مع الجميع لحل المشاكل وأن المشاكل لا تحل من دون الحوار، ولكنه أضاف انه اذا اصطدم حواره مع سورية بعدم تحركها فهو سيستخلص النتائج، وانه في المرحلة الراهنة يتساءل مع نفسه اذا كان أخطأ في إعطاء الثقة بمبادرة فرنسية مع سورية لحل الأمور في لبنان،"وهو ينتظر الفترة الوجيزة المقبلة ليرى اذا كانت سورية ستستجيب في النهاية".