نقلت مصادر مطلعة على زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للبنان أول من أمس عنه أنه يعتقد بأن لا أحد في لبنان من الذين التقاهم يريد إعاقة تشكيل الحكومة التي ينتظر أن تكون خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة. ولاحظ كوشنير خلال لقاءاته مع أركان قوى 14 آذار والرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة أن لا أحد عاتباً على فرنسا لتقاربها مع سورية، بل بالعكس قيل له إن الحوار بين فرنسا وسورية مفيد، خصوصاً عندما تذكر فرنسا باستمرار بسيادة لبنان واستقلاله. ولمس كوشنير خلال لقائه رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط في السفارة الفرنسية تخوّف الأخير من مواجهة سنّية - شيعية، وقال إنه ينبغي تجنيب البلد مثل هذا الاحتمال. وقال جنبلاط إن سلاح «حزب الله»، صحيح أنه خارج عن سيطرة الدولة، ولكن هذا الواقع ينبغي أن يكون موضوع مناقشة ضمن الحوار الوطني وأن في كل الأحوال المشكلة هي في رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي يرفض السلام ولا يريد إلا الحرب في المنطقة. وأبدى كوشنير وأوساطه تفاؤلاً حذراً إزاء تشكيل الحكومة، خصوصاً أن بعض الذين التقاهم أعطوه الانطباع بأن أصدقاء سورية أصبحوا أكثر ليونة بعد القمة السعودية - السورية التي جمعت العاهل السعودي والرئيس بشار الأسد في دمشق. الى ذلك بررت المصادر الحذر في التفاؤل بالمفاجآت في لبنان. وقالت مصادر فرنسية أن كوشنير لاحظ أن الرئيس المكلّف سعد الحريري بدا له فعلاً في شخصية رئيس حكومة صابر وله رؤية ويريد التعاون مع الجميع. وعلمت «الحياة» أن كوشنير أعطاه نصيحة أن يتولى مهماته كرئيس حكومة فعلي وألاّ يدفع ثمن ذلك بوزارة الاتصالات الى عون، فإن اقتضى الأمر أن يتنازل عنها لعون عليه أن يتولى كلياً رئاسة الحكومة. الى ذلك ستشهد العاصمة الفرنسية باريس ابتداء من الأسبوع الثاني من الشهر المقبل وتحديداً في 9 منه زيارات رئاسية عربية متتالية يبدأها الرئيس المصري حسني مبارك ثم يتبعه بعد أربعة أيام الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة عمل ثم في 15 و16 زيارة دولة للرئيس العراقي جلال طالباني، ثم يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السعودية بين 15 و18. وفي الفترة نفسها يتوجه كوشنير الى كل من دمشق ثم إسرائيل والأراضي المحتلة، في جولة مؤجلة. وعلمت «الحياة» من مصادر مختلفة أنه عندما قلّد الوزير كوشنير صديقيه الدكتور كامل مهنا وفؤاد البستاني وسام جوقة الشرف وأشار في خطابه الى «جريمة قتل» الإمام موسى الصدر، تساءل بعض اللبنانيين إن كانت زلّة لسان لاستخدامه «جريمة قتل». ولكن أوساطه نقلت عنه أنه مقتنع أن الإمام موسى الصدر تم اغتياله بقرار من القيادة الليبية لأنه لم يكن يريد الوجود الفلسطيني المسلح في الجنوب. وقالت الأوساط إنه كان تعرّف الى الإمام الصدر في باريس وكان أُعجب به وبأفكاره وأنه أبلغ رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قناعته بأن تم اغتياله بقرار من الرئيس الليبي معمر القذافي.