استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجدداً أمس الزعيم الليبي معمر القذافي، وسط جدل أثاره الضيف الليبي الذي انتقد"انتهاكات"في ملف حقوق المهاجرين ونفى أن يكون الرئيس الفرنسي أثار معه موضوع حقوق الإنسان في ليبيا، على رغم تأكيد الرئاسة الفرنسية ذلك. ولم يكتف القذافي في اليوم الثالث لزيارته العاصمة الفرنسية، بنفي مناقشته مع ساركوزي ملف حقوق الإنسان، وهو موقف صب في خانة منتقدي زيارته، بل ذهب الى شن حملة على فرنسا، وقال في كلمة ألقاها في مقر منظمة"يونيسكو":"قبل الحديث عن حقوق الإنسان، عليكم التحقق من أن المهاجرين المقيمين عندكم يحظون بهذه الحقوق". ودخل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس على خط الجدل"الحقوقي"الدائر مع القذافي. وقال كوشنير أمام النواب:"عندما تكلم عن حقوق الإنسان هنا، في بلادنا، وفي أوروبا فالأمر يدعو الى الرثاء ونحن ندين هذا الامر". ولم يشارك كوشنير في العشاء الذي اقيم مساء الاثنين على شرف القذافي في قصر الاليزيه. ويتوقع ان تستمر زيارة القذافي لفرنسا، وهي الأولى منذ 34 عاماً، حتى السبت. ولقيت هذه الزيارة حملة انتقادات من المعارضة الفرنسية، وقالت المرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسة سيغولين روايال ان ساركوزي"سقط في فخ زعيم ديكتاتوري عديم الحياء"وصل به الأمر الى حد جعل الرئيس الفرنسي يبدو"كاذباً"، في إشارة الى نفي القذافي ما أعلنته الرئاسة الفرنسية عن إثارة ساركوزي موضوع حقوق الانسان مع الزعيم الليبي. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن روايال قولها لراديو مونتي كارلو ان"هذه الزيارة ليست صائبة ولا مرغوبة بل إنها نوع من الاستفزاز". وأكد الرئيس الفرنسي مجدداً في حديث تنشره اليوم الخميس مجلة"لو نوفيل اوبسرفاتور"إن محادثاته مع القذافي التي بدأت الإثنين تناولت"المواضيع كافة بما في ذلك حقوق الإنسان". وقال إن حقوق الانسان احتلت حيّزاً مهماً في إطار حملته الانتخابية وانه ما زال متمسكاً بالدفاع عنها، وذلك في رد غير مباشر على المنظمات الحكومية والشخصيات اليسارية التي قالت انه أدار ظهره ل الديبلومساية الأخلاقية"التي كان وعد بها. وأثار ساركوزي مجدداً المساعي التي قام بها وأدت الى الافراج عن الممرضات البلغاريات، وسأل:"هل يسعكم أن تحددوا كلمة أو خطوة تثبت انني تخليت عن الدفاع عن حقوق الانسان؟". ولفت الى النتائج الاقتصادية والتجارية المترتبة عن زيارة القذافي لباريس والتي تخللها توقيع عقود قدّر الرئيس الفرنسي قيمتها بحوالي 10 بلايين دولار. وكان القذافي شدّد مساء الثلثاء على ان ليس على الدول الغربية اعطاء الدروس في مجال حقوق الانسان. وندد في كلمة أمام مئات من ابناء الجالية الافريقية في مقر ال"يونيسكو"، بأوضاع المهاجرين في اوروبا، قائلاً ان الشرطة تنتهك حقوقهم، في إشارة الى الاضطرابات التي شهدتها ضواحي المدن الفرنسية. وقال زعيم مجموعة النواب الاشتراكيين جان مارك ايرو الأربعاء:"لديّ الانطباع بأن نيكولا ساركوزي، ولشعوره بأن الأمور لا تسير على ما يرام، يتلهف لانتهاء هذا"اللقاء مع الزعيم الليبي. وقد قاطع الحزب الشيوعي وبعض نواب حزب اليمين الحاكم الاتحاد من اجل حركة شعبية زيارة القذافي للجمعية الوطنية الثلثاء. وينتهي الاربعاء الشق السياسي من زيارة القذافي لفرنسا. ويُتوقع أن يزور الزعيم الليبي اليوم قصر فرساي. وأشارت وكالة"فرانس برس"أمس الى أن الجسور في باريس أغلقت أمام المارة بعد الظهر حتى يتسنى للزعيم الليبي الاستمتاع بنزهة على نهر السين خلال زيارته الرسمية الى فرنسا. ولاحظت صحافية في الوكالة كانت على أحد الجسور ان هذا الاجراء اثار دهشة العديد من المارة لكن مصدراً في الشرطة برّره ب"دواع أمنية". وقام عناصر من الشرطة بقطع كل من الجسور الممتدة فوق السين مداورة لبضع دقائق عند مرور مركب الزعيم الليبي ومرافقيه، مانعين المارة من عبورها. وفي مانيلا أ ف ب، أفيد أن سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، وصل إلى الفيليبين أمس في زيارة تستمر ثلاثة ايام يلتقي خلالها بممثلين عن المتمردين المسلمين. وكان في استقباله مستشار الأمن القومي الفيليبيني نوربيرتو غونزاليس.