مع انتهاء بطولة كأس العالم لجمال الخيول العربية في باريس اتجهت أنظار الخبراء والمهتمين بشؤون الخيل نحو موعد جديد هو الأول من نوعه، يتمثل في مهرجان الرياض للخيول العربية الأصيلة الذي تنظمه إسطبلات الخالدية من 15 إلى 18 كانون الثاني يناير المقبل. ويتخلل مهرجان الرياض الذي يقام في مزرعة الخالدية التي يملكها مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام السعودي الأمير خالد بن سلطان، نشاطات مختلفة تتوزع على مدى أيامه الأربعة. ويخصص اليوم الأول في المهرجان، وهو غير المسبوق في المملكة، لمزاد الخيول العربية الأصيلة، ويشهد اليوم الثاني سباقاً للخيل. أما اليومان الثالث والرابع فخصصا لعرض تشارك فيه الخيول من فئات مختلفة لاختيار أجملها. ولفت هذا الحدث الجديد، اهتمام المسؤولين والمهتمين بالخيول العربية من الذين حضروا بطولة كأس العالم في باريس، وفي طليعتهم رئيس منظمة"دايكاهو"لجمال الخيل العربية ولي لورد، الذي توقف في تصريح إلىپ"الحياة"عند توقعاته من المهرجان الجديد المقبل. وقال لورد إن المنظمة التي يترأسها وافقت على الفور على الطلب الذي تلقته من إسطبلات الخالدية، لتنظم المهرجان، استناداً إلى ثقتها التامة والمطلقة بأنه سيكون من أحسن المهرجانات من حيث التنظيم والإعداد. وأضاف أن مهرجان الرياض سيكون من نوعية مميزة جداً تجعل منه مهرجاناً بالغ الأهمية على مستوى الشرق الأوسط. وذكر أن المواصفات المطلوبة اعتيادياً لتنظيم مهرجان دولي بهذا المستوى تقضي بالتعمق من هوية الطرف المنظم وخبرته وقدرته على تنظيم التظاهرة بطريقة جيدة وتأمين متطلباتها. وتابع لورد:"أن كل هذا متوافر بالطبع لدى إسطبلات الخالدية، لأن ملكيتها عائدة إلى الأمير خالد، إضافة إلى كون الإسطبلات شائعة الصيت في عالم الخيل". ومضى يقول:"إن الخالدية حققت إنجازات على مستوى البطولات والمسابقات أثارت الكثير من البهجة لدى البعض، ونوعاً من الغبطة لدى البعض الآخر، خصوصاً أنها مثلت نوعاً من الأنداد للمسابقات التي شاركت فيها، نظراً إلى نوعية جيادها وحضورها في مختلف المسابقات الأوروبية والعالمية". وأبدى لورد ثقته في أن مهرجان الرياض لجمال الخيول العربية يندرج في الإطار نفسه من الجودة ومن الأداء التي طالما اتسم بها أداء إسطبلات الخالدية التي قال إنها تواصل مسيرتها الدائمة نحو الأفضل. أما الأمين العام لمنظمة"ايكاهو"غي دوفونتين فرأى أن مهرجان الخالدية يشكل حدثاً بالغ الأهمية في عالم الخيل من مستوى الشرق الأوسط والعالم. ولفت إلى إن اختيار الخيول المشاركة تم وفقاً لمواصفات"دايكاهو"المشرفة على المهرجان وطبقاً لمعاييرها، مشيراً إلى أن المملكة مَهْد الخيول العربية ومن هذا المنطلق فإن تنظيمها لمثل هذا المهرجان حدث بارز من حيث الأهمية. واعتبر دوفونتين ان مهرجان الرياض المقبل سيكون مكملاً في الوقت نفسه مميزاً، مقارنة مع المهرجانات التي تقام في دول أخرى في المنطقة، إذ إن لكل منها خصوصيتها وأسلوبها من حيث التصميم والتنظيم، وأنه يترقب ما سمّاه باللمسة السعودية التي ستبرز عبر مهرجان الخالدية. وأكدت الخبيرة ومربية الخيل البلجيكية لديستين جامار، أن الكل في أوروبا يترقب هذا المهرجان الأول من نوعه في المملكة السعودية المعروفة بسماتها وكرمها. وتوقعت جامار أن يكون المهرجان رائعاً من حيث التنظيم ومن حيث نوعية الخيول المشاركة، وأيضاً من حيث الجوائز"الاستثنائية"التي ستقدم خلاله. وذكرت انه وفقاً للعرف المعتمد فإن مهرجان الخالدية لهذه السنة سيكون من الفئة"ب"، لكنه سيتحول على الأرجح إلى حدث سنوي يرتقي به ابتداء من السنة المقبلة إلى الفئة"أ". وأوضحت أن الفئة"ب"تعين أن المشاركة في المهرجان مفتوحة أمام الخيول كافة، باستثناء الحائزة على ألقاب بطولة العالم أو بطولة أوروبية أو بطولة كأس الأمم. وشددت على أن هذا لا يعبر عن أي انتقاصة من أهمية الخيول المشاركة في مهرجان الرياض، خصوصاً أن من بينها خيول رفيعة النوعية ولم يسبق أن شاركت في أي سباقات. وأشار الخبير ومدرب الخيول الأميركي غديغ غالون من جانبه، أن مسابقة كأس العالم لجمال الخيول العربية التي تقام سنوياً في باريس تضم اعتيادياً أجمل وأفضل خيول العالم، ولكن الآن الأنظار متجهة نحو المهرجان المقبل في الرياض الذي تشارك فيه أيضاً خيرة خيول العالم. وقال:"إن ما سمعه عن تنظيم المهرجان ونوعية الخيول التي ستتنافس فيه يجعله يعتبر أن مهرجان الرياض بمثابة موعد يترقبه كل المهتمين والعارفين بشؤون الخيل". وبالنسبة إلى رئيس الهيئة الزراعية المصرية لتدريب الخيول العربية الدكتور أحمد مكي فأكد أن مهرجان الرياض سيكون بمثابة حدث ينافس أعلى وأهم المهرجانات الدولية للخيول العربية. وتمنى استمرار وتقدم هذا الحدث الذي من شأنه أن يحتل مكانة مميزة، مؤكداً أنه يُظهر أننا ? العرب - فخورون بخيلنا العربية ومهتمون بها وبرعايتها. وقال إن النجاح المتوقع لمهرجان الخالدية يصب في هذه الخانة، كما ستتملكه عناصر جديدة تجعله مميزاً عن سواه من المهرجانات. واعتبرت منظمة مسابقة كأس العالم لجمال الخيل العربية في باريس كريستين شازيل أن مهرجان الرياض الذي يضم خيولاً مشاركة من مختلف دول العالم يشكّل انطلاقة قوية لحدث لم تشهد المملكة نظيراً له في السابق.