أسفرت بطولة العالم للخيول العربية الأصيلة التي أقيمت في فيلينت «ضاحية باريس» عن تتويج مزدوج، لإسطبلات الخالدية، التي حلت في المركز الأول بين قريناتها، بعد أن نال الفحل العالمي «بانديروس» لقب بطل العالم، فأضافه إلى ألقاب البطولة العشرة التي حصدها على مدى السنة الحالية. وتزامن تتويج إسطبلات الخالدية التي تعود ملكيتها إلى مساعد وزير الدفاع السعودي خالد بن سلطان، لمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس بطولة العالم، لحصولها على مدى الأعوام الماضية على ثماني بطولات لكأس العالم. وحلّ في المركز الثاني مربط الشقب القطري، كما حل في المرتبة الثالثة مربط ايكهوف البولندي، ولكل من المربطين 7 بطولات. أما بالنسبة إلى «بانديروس»، فإنه لقب جديد ليس فقط على ألقابه، بل أيضاً على السجل الذهبي لإسطبلات الخالدية، إذ فازت الفرس «فيكتوريا» بالبطولة عام ،1999 وفازت المهرة «أجا سنغالي» بالبطولة عام 2000، وعام 2003 كانت البطولة من نصيب المهرة «خديجة» وأيضاً المهر «إن شاء الله» في العام نفسه، ثم حاز الفرس «روبين» البطولة عام 2006 وبعده الحصان «داكارو» والمهرة «ليان الخالدية» (وهي من إنتاج إسطبلات الخالدية) عام 2007، وفاز «بانديروس» بالبطولة عندما كان في فئة الأمهار في عام 2008. وأبدى الأمير خالد بن سلطان ارتياحه لهذه النتائج، وقال: «المهم هو التقارب بين الخيول العربية وأن تكون المنافسة أقوى سنة بعد أخرى، خصوصاً أن هذه البطولات تشكل حافزاً لرفع مستوى الإنتاج ومستوى جمال الخيل وأهميتها». ولفت إلى أن «بانديروس من الأبطال المعروفة وأنه من الخيول النادرة التي فازت بالبطولة بداية من فئة المهور ومن ثم عن فئة الفحول، وبانديروس حصان غير عادي ويعتبر حلماً لأي شخص يحب الخيل العربية، فكل البطولات التي خاضها فاز بها، والأمل الآن هو أن يفوز بجوائز في الولاياتالمتحدة في العام المقبل». يذكر أن البطولات العشر التي فاز بها «بانديروس» في العام 2010 جاءت جميعها في فئة البطولات الدولية، ومنها بطولة قطر الدولية، وبطولات دبي والشارقة ومانتون (فرنسا) وكأس الأمم في ألمانيا. وأضاف الأمير خالد أن «مشاركة إسطبلات الخالدية في البطولات، بدأت منذ عشر سنوات، فيما هناك إسطبلات أخرى تشارك منذ أكثر من 25 سنة ومع هذا فإن الخالدية أحرزت أكبر عدد من الألقاب خلال السنوات الثلاثين الماضية». وعما إذا كانت هناك خصوصية تميز الخيول السعودية عن سواها، قال: «السابقة الأولى هي لليان الخالدية التي تعتبر الآن أفضل فرس في العالم، وحلمي وأملي في القريب العاجل هو أن يكون أفضل حصان أو فرس في العالم من إنتاج سعودي». وبالنسبة إلى مهرجان الخالدية الذي يقام الشهر المقبل أشار الأمير خالد إلى أن المهرجان المقبل يشكل استمراراً للمهرجان، خصوصاً أنه يأمل بتطوير خبرة الخالدية ونوعية تنظيمها الى الأفضل «هذا المهرجان هو الأطول في العالم، إذ يستمر ستة أيام، والأمل هو أن يستمر حوالى سبعة أيام». وأهدى الأمير خالد بن سلطان الإنجاز غير المسبوق لخيول الخالدية، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والمؤسس الفعلي للخيل العربية والخالدية ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وحول ما إذا كان حقق هدفه بالنسبة إلى اهتمامه بالخيل العربية لإعادتها إلى موطنها، قال الأمير خالد: «هذا الهدف بدأ يتحقق، خصوصاً أن أفضل الخيول العربية موجودة الآن في السعودية». وعلى صعيد نتائج البطولة لفئة الفحول، حلّ «كيو آر مارك» البلجيكي، وصيفاً أول ل «بانديروس»، وحلّ «ماركيز دوكاهر» وهو من خيول الخالدية وصيفاً ثانياً. أما بالنسبة الى بطولة المهور التي رعتها الخالدية، فجاءت من نصيب «أجا جاستيفاي» من مربط عذبة الذي تعود ملكيته للأمير عبدالعزيز بن أحمد، وحلّ وصيفاً أول «فادي الشقب» من قطر، فيما حلّ «آر اف أي فريد» (إيطالي) وصيفاً ثالثاً. وعن فئة المهرات، حازت «أي تي شايلا» من الإمارات لقب البطولة، تبعتها «الما التيغليو» وصيفة أولى و«الماسة» (أردنية) وصيفة ثالثة. وفازت الفرس «بيس فائزة» (الإمارات) بالبطولة عن فئة الأفراس، وجاءت «امندوريا» (بولندا) وصيفة أولى، و«ليدي فيرونيكا» (الإمارات) وصيفة ثانية. وعلّق الأمير عبدالعزيز بن أحمد على البطولة بالقول إنها منظمة بشكل رائع جداً، وإن خيول مربط عذبة الذي يملكه تشارك للمرة الثانية في هذه البطولة. وعبّر عن سروره لحصول خيول السعودية على ثلاث ميداليات في بطولة العالم هذه، معتبراً أن هذا يشكّل إنجازاً بحد ذاته، مشيداً باهتمام الأمير خالد بن سلطان بالخيل العربية، وصولاً إلى تحقيق هذه النتائج المتقدمة في البطولة العالمية، وقال: «أنا وسواي من مربي الخيل في السعودية نشكر الأمير خالد بن سلطان على دعمه للخيل العربية، خصوصاً في عروض الجمال، إضافة إلى سباقات السرعة، وعلى تحفيزه للمربين على بذل كل الجهد لرفع نوعية إنتاجهم، بحيث يتمكنون من المنافسة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي». من جانبها، رأت المستشارة التنظيمية لبطولة العالم للخيل العربية كريستيان شازيل أن البطولة كانت صعبة جداً للجميع، كونها اتسمت بالتنافس الحاد بسبب النوعية الدقيقة جداً للخيول، وهي أجود ما أنتج من خيل عربية في إسطبلات العالم، وقالت شازيل: «تميز الخيول السعودية مرده إلى كون مربي الخيول في السعودية يشترون ويربّون أجملها، وهو ما يولد بعض الخيبة لدى المربين الآخرين، وهذه الخيول شكّلت على الدوام مصدر وحي وإلهام للشعراء والرسامين».